تتزايد علامات القلق داخل ريال مدريد، بشأن تراجع أداء الموهبة الأرجنتينية الشابة فرانكو ماستانتونو، الذي لم يعد قادرًا على إثبات نفسه في تشكيلة المدرب تشابي ألونسو الأساسية، قبل أيام قليلة من موقعة الكلاسيكو أمام برشلونة.
اضافة اعلاناللاعب، البالغ من العمر 18 عاماً، يعيش واحدة من أكثر فتراته توترًا، منذ انتقاله إلى النادي الملكي في صفقة ضخمة قُدرت بنحو 63.2 مليون يورو، قادماً من ريفر بليت.
ووفقاً لصحيفة "آس"، فإن مواجهة خيتافي الأخيرة كشفت مجددًا عن تراجع أداء ماستانتونو، الذي بدا بعيدًا عن مستواه المعهود.
توني كروس يحذر من انهيار برشلونة.. وهذه نصيحته!
فالمباراة كانت من النوع الصعب الذي يتطلب حضوراً بدنياً وشخصية قوية، إلا أن الأرجنتيني ظهر باهتاً ولم يتمكن من مجاراة النسق العالي، ليتواصل عجزه عن منافسة نجوم الفريق مثل بيلينجهام، وجولر، وفينيسيوس الذين يواصلون التألق.
اللاعب الشاب، الذي لم يشارك مع منتخب بلاده مؤخرًا بسبب إصابة عضلية خفيفة، بدا متوتراً منذ بداية اللقاء، وكأن خيبة فقدان فرصة تمثيل الأرجنتين، ما زالت تلاحقه.
وداخل أرض الملعب، تكررت بعض المواقف التي أثارت علامات استفهام لدى الجهاز الفني، تماماً كما حدث مع زميله إندريك، عندما أبدى غضبه لعدم مشاركته في إحدى المباريات السابقة.
أولى اللقطات التي عكست توتر ماستانتونو، كانت في نهاية الشوط الأول، عندما طالب بتنفيذ ركلة حرة مباشرة مناسبة لقدمه اليسرى، رغم أنه لم يمض سوى شهرين فقط مع الفريق، غير أن ألابا استخدم خبرته الطويلة ليحسم الموقف وينفذ الركلة بنفسه، مما أثار غضب اللاعب الشاب ودفعه لمواصلة الجدال حتى تدخل ميليتاو لتهدئته.
أما المشهد الثاني، فكان عند استبداله في الدقيقة 54 لصالح فينيسيوس، حيث أبدى غضبه الواضح وهز رأسه رفضًا للقرار أثناء خروجه من الملعب، وكان هذا التبديل أول تغييرات ريال مدريد في اللقاء باستثناء خروج ألابا للإصابة، وأرسل رسالة واضحة من المدرب إلى اللاعب بأن صبره بدأ ينفد.
ومن اللافت أن ألونسو لم يمنح ماستانتونو أي مباراة كاملة حتى الآن، وإن كان في السابق يبقيه حتى الدقيقة 63 في مباريات أوفييدو ومارسيليا، إلا أنه في ملعب "كوليسيوم" لم ينتظر طويلاً لاستبداله.
هذا التراجع يهدد مكانة ماستانتونو في التشكيلة الأساسية، خاصة بعدما فقد مركزه أمام أتلتيكو مدريد، وأصبح مطالباً برد فعل سريع قبل الكلاسيكو، فاللاعب لم يسجل منذ هدفه في شباك ليفانتي، ولم ينجح سوى في صناعة تمريرة حاسمة واحدة أمام ألماتي، بينما شارك فينيسيوس في تسعة أهداف، وجولر في ثمانية.
أمام خيتافي، لم يختبر الحارس ديفيد سوريا سوى بتسديدة وحيدة من ماستانتونو، مما يؤكد تراجع تأثيره الهجومي.
ومع تراكم الضغوط وظهور علامات الإحباط على وجهه، يخشى ريال مدريد أن يفقد الشاب الأرجنتيني، الثقة في نفسه، وهو الأمر الذي قد يعقد مسيرته في نادٍ لا يمنح الكثير من الفرص للمتراجعِين.
سياسة اكتشاف المواهب
يواصل ريال مدريد، تنفيذ سياسة مدروسة تقوم على اكتشاف واستقطاب المواهب الشابة مبكرًا من القارة الأمريكية، في مشروع طويل الأمد، جعل الملكي يتفوق على منافسيه في تحديد النجوم قبل أن يلمعوا عالميًا.
هذه الاستراتيجية لم تقتصر على أمريكا الجنوبية فقط، بل امتدت مؤخرًا لتشمل المكسيك، مما يعكس رؤية واضحة للنادي في التحكم بسوق اللاعبين الشبان قبل أن ترتفع أسعارهم بشكل كبير.
ووضع ريال مدريد، اللاعب المكسيكي الشاب جيلبرتو مورا، نجم تيخوانا، البالغ من العمر 17 عامًا، تحت المجهر، ضمن خططه لتوسيع نفوذه في أمريكا الشمالية.
ويُعد مورا من أبرز المواهب المكسيكية الصاعدة، وهو يرافق الأرجنتيني فرانكو ماستانتونو (18 عامًا) الذي انضم مؤخرًا إلى الميرنجي، في إطار استراتيجية منهجية استمرت أكثر من عقد من الزمان لاكتشاف أفضل اللاعبين في القارة الأمريكية.
الهيمنة على سوق المواهب في أمريكا الجنوبية
يضم ريال مدريد 3 لاعبين ضمن قائمة أغلى 10 لاعبين من أمريكا الجنوبية في العالم، وهم فينيسيوس جونيور بقيمة سوقية تصل إلى 150 مليون يورو، فيدريكو فالفيردي بقيمة 130 مليون يورو، ورودريجو بـ 80 مليون يورو.
وإذا توسعت القائمة لتشمل أغلى 20 لاعبًا، ينضم إليها ماستانتونو بقيمة 50 مليون يورو، إضافة إلى نيكو باز، الذي اكتشفه الميرنجي في تينيريفي، ويُعد اليوم من أبرز لاعبي منتخب الأرجنتين، مع نية النادي لاستعادته الصيف المقبل مقابل 55 مليون يورو.
وتعود جذور هذه السياسة إلى عام 2013، حين بدأ رامون مارتينيز، أحد مسؤولي النادي حينها، بوضع استراتيجية لشراء المواهب اللاتينية بأسعار منخفضة وتطويرها في مركز فالديبيباس. وقد كان وراء التعاقد مع كاسيميرو مقابل 5.3 مليون يورو وفالفيردي مقابل 5 ملايين يورو، مع اهتمام خاص بالكرة الأوروجويانية.
أما الكشاف البارز جوني كالافات، فقد قام بأولى هذه الصفقات الناجحة، حين اكتشف فالفيردي، الذي كان يُعرف آنذاك بـ "العصفور الصغير"، وأصبح لاحقًا أحد ركائز الفريق.
ويشغل كالافات حاليا، منصب كبير الكشافين الدوليين في ريال مدريد، وله تأثير واسع على سوق اللاعبين الأمريكي.