التقطت عدسات الكاميرات، رد فعل المهاجم البرازيلي إندريك، لاعب ريال مدريد، بعد أن تأكد من عدم مشاركته أمام خيتافي.
وتغلب ريال مدريد على مضيفه خيتافي، بهدف دون رد، أمس الأحد، على ملعب ألفونسو بيريز، ضمن لقاءات الجولة التاسعة لليجا.
وسجل هدف ريال مدريد الوحيد، النجم الفرنسي كيليان مبابي، في الدقيقة 80.
وكان إندريك يستعد للمشاركة في الشوط الثاني، وارتدى قميص الإحماء، إلا أن المدير الفني تشابي ألونسو قرر عدم الدفع به، واعتمد على كل من إبراهيم دياز وجونزالو جارسيا.
ووفقًا لشبكة "كادينا سير" الإسبانية، فإن إندريك ظهر غاضبًا، حيث ركل زجاجة مياه في منطقة الإحماء الخاصة بريال مدريد، وهو تصرف لم يعجب المدرب تشابي ألونسو.
ويستعد ريال مدريد لخوض مباراة الكلاسيكو أمام برشلونة، يوم الأحد المقبل، على ملعب سانتياجو برنابيو، في إطار الجولة العاشرة من الليجا.
ولم يخض إندريك أي مباراة رسمية بقميص ريال مدريد حتى الآن منذ بداية الموسم، كما لم يُستدعَ أيضًا إلى صفوف منتخب البرازيل خلال فترتي التوقف السابقتين.
وكان إندريك قد عانى من إصابة في وتر العضلة الخلفية للساق اليمنى في مايو/آيار 2025، وتكررت إصابته في يوليو/تموز، ما أثر على مشاركته هذا الموسم.
رحلة موهبة برازيلية نحو القمة
وُلد إندريك في 21 يوليو/تموز 2006، بالعاصمة البرازيلية برازيليا، وبرز منذ صغره كأحد أهم المواهب الواعدة في بلاده.
والتحق إندريك بأكاديمية بالميراس في سن الـ11، وهناك بدأت قصته الاستثنائية مع كرة القدم، حيث أظهر قدرات تهديفية لافتة ومهارات فنية مميزة، جعلت مدربيه في النادي يصفونه بـ"الظاهرة الجديدة".
وفي سن الـ15، بدأ يجذب أنظار أندية أوروبا الكبرى بعد أدائه المذهل في بطولات الفئات السنية. وقاد بالميراس للتتويج بكأس ساو باولو للشباب عام 2022، وسجل أهدافًا حاسمة أهلته لنيل جائزة أفضل لاعب في البطولة، ليصبح في نظر جماهير البرازيل "أمل المستقبل" بعد نيمار وفينيسيوس جونيور.
وفي العام نفسه، وقّع أول عقد احترافي له مع بالميراس. ومع بلوغه الـ16 أصبح أصغر لاعب في تاريخ النادي، يشارك مع الفريق الأول.
وسرعان ما خطف الأضواء بأدائه الجريء، وسرعته في المراوغة، وقدرته على إنهاء الهجمات بدقة، ليسجل في أولى مبارياته بالدوري البرازيلي ويؤكد موهبته المبكرة.
تحرك ريال مدريد
أداؤه اللافت جذب اهتمام ريال مدريد، الذي تحرك سريعًا لضمه في صفقة بلغت قيمتها نحو 60 مليون يورو، شاملةً المتغيرات، ووُصفت حينها بأنها استثمار في المستقبل.
تعامل إندريك بثقة مع الضغوط الكبيرة المحيطة به، مؤكدًا أنه يحلم بالسير على خطى مواطنيه فينيسيوس جونيور ورودريجو جويس في العاصمة الإسبانية.
وقبل انتقاله رسميًا إلى أوروبا، واصل التألق مع بالميراس، وأسهم في تتويج الفريق بلقب الدوري البرازيلي عام 2023، مسجلًا أهدافًا حاسمة رغم صغر سنه.
ونال إندريك إشادة أساطير الكرة البرازيلية، مثل رونالدو نازاريو وريفالدو، اللذين أكدا أنه يجمع بين مقومات المهاجم البرازيلي الكلاسيكي واللمسة الأوروبية الحديثة.
الانطلاقة مع ريال مدريد
انضم إندريك إلى الميرينجي في صيف 2024، وبدأ التدرب مع الفريق الأول فورًا، حيث وجد نفسه ضمن كوكبة من النجوم مثل جود بيلينجهام، فينيسيوس، ورودريجو. هذا الاحتكاك ساعده على تطوير مستواه الفني والذهني، والتأقلم مع أجواء المنافسة في الليجا.
ورغم أن الإصابات المتكررة أخرت ظهوره الرسمي، فإن المقربين منه يؤكدون أنه يمتلك الذهنية والموهبة، اللتين تؤهلانه ليصبح أحد أبرز المهاجمين في أوروبا خلال السنوات المقبلة. رحلته ما تزال في بدايتها، لكنها تحمل كل مؤشرات النجاح، من موهبة نادرة في شوارع برازيليا، إلى لاعب واعد في أحد أعظم أندية العالم.
يواصل المهاجم الشاب العمل بصمت وثقة في مدريد، ساعيًا لكتابة فصل جديد من المجد. وفي الموسم الماضي، شارك إندريك في 37 مباراة، سجل خلالها 7 أهداف وقدم تمريرة حاسمة واحدة، وغالبًا ما كان يدخل كبديل في الشوط الثاني.
ووفقًا لصحيفة "آس" الإسبانية فإن إندريك، رغم قلة مشاركاته حتى الآن، لا يزال محافظًا على صبره وتركيزه، إذ يسعى لتحسين أدائه في كل حصة تدريبية، ليكون جاهزًا عندما يمنحه تشابي ألونسو الفرصة، خاصة أنه اللاعب الوحيد بين عناصر الفريق غير المصابين، الذي لم يشارك بعد هذا الموسم.
في المقابل، يدرك مسؤولو ريال مدريد أن موهبة إندريك تحتاج إلى الصبر، والتدرج في عملية التطوير، ويؤمنون بأن اللاعب يمتلك الإمكانيات الذهنية والفنية، التي قد تجعله أحد أعمدة المستقبل في سانتياجو برنابيو.
لكن المنافسة القوية على المراكز الأساسية في خط هجوم الميرينجي قد تفتح الباب لخروج البرازيلي، ولو مؤقتًا على سبيل الإعارة.