أكد فيرمين لوبيز نجم برشلونة، أن الفريق الكتالوني عازم على استعادة مستواه وتحقيق الفوز أمام أولمبياكوس في دوري أبطال أوروبا، بعد خسارته الأخيرة أمام باريس سان جيرمان.
اضافة اعلانووفقاً لصحيفة "آس"، فقد أكد لوبيز، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد قبل مواجهة أولمبياكوس، أن المباراة ستكون صعبة بطبيعة الحال، قائلا "أعتقد أنها ستكون مباراة صعبة جداً، فهذه هي دوري الأبطال. خسرنا أمام باريس سان جيرمان وعلينا تقديم مباراة جيدة، واستعادة الثقة، وتحقيق الانتصار".
وعن دوره المتزايد في ظل الإصابات التي ضربت الفريق، أوضح اللاعب "كانت هناك إصابات كثيرة، وعلينا اللعب بمن هو متاح. لطالما شعرت بأهميتي في الفريق. عليّ أن أكون جاهزاً حين يقرر المدرب إشراكي، وأن أساعد الفريق بكل ما أستطيع".
فليك ينتقد حياة لامين يامال الخاصة على الهواء
فليك ينتقد حياة لامين يامال الخاصة على الهواء
وحول تعليمات المدرب هانز فليك، أضاف "يطالبني دائمًا بالأمر نفسه، أن ألعب بطريقة بسيطة وأن أقوم بالاختراقات في الوقت المناسب. يمكنني اللعب كجناح أو كصانع ألعاب، وسأتواجد في أي مركز يحتاجني فيه المدرب".
وبشأن الأسبوع الحاسم المقبل، قال فيرمين لوبيز "لدينا أسبوع جميل ينتظرنا، لا أعلم إن كنت سأكون أساسياً، لكنني أريد تقديم أفضل نسخة مني".
وعن حالة الفريق الحالية، أوضح "ربما لسنا في الوضع الذي نريده حالياً، لكن لدينا الرغبة في التحسن والعمل بجد. نأمل أن نستعيد مستوانا الأفضل بدءاً من الغد".
أما عن الأيام الأخيرة من سوق الانتقالات، فكشف "كنت هادئاً جداً، لطالما رغبت في البقاء هنا. خرجت الكثير من الشائعات، لكنها لم تكن تحت سيطرتي".
وحين سئل عن إمكانية تعديل أسلوب الدفاع في ظل الغيابات، أجاب "أنا لا أقرر كيف نلعب، المدرب دائماً يختار ما هو الأفضل للفريق. صحيح أننا لسنا في أفضل حالة، لكننا سنعود لما كنا عليه في الموسم الماضي. علينا أن نتحلى بروح النقد الذاتي".
كما تحدث عن زميله رافينيا، ودوره في الضغط العالي، قائلا "نعرف خطة المدرب جيداً، وسنعود للضغط كما كنا من قبل. رافينيا لاعب مهم بالنسبة لنا ونتمنى عودته سريعاً".
وفي ختام حديثه، أشاد لوبيز بالمهاجم الشاب لامين يامال، قائلا "أعرفه منذ الصغر، إنه الأفضل في العالم. الجميع سيتحدث عنه وسيحاولون مضايقته، ونحن نحاول دائماً مساعدته، فإذا كان في حالة جيدة، سيكون الفريق بأكمله بخير".
مسيرة تصاعدية
وُلد فيرمين لوبيز في 11 مايو/آيار 2003 بمدينة إل كامبيو الإسبانية، وبدأ مسيرته الكروية في أكاديمية ريال بيتيس، حيث لفت الأنظار بموهبته المبكرة، وقدرته على التحكم بالكرة والرؤية المميزة داخل الملعب. وفي سن الرابعة عشرة، جذب اهتمام برشلونة، لينتقل إلى "لا ماسيا" عام 2016، وهناك بدأ طريقه الحقيقي نحو الاحتراف.
وفي أكاديمية برشلونة، تطور لوبيز بشكل لافت، وبرز كأحد أكثر لاعبي الوسط الواعدين في جيله بفضل ذكائه التكتيكي وقدرته على التسجيل من العمق، ومع ذلك، لم تكن رحلته سهلة، إذ واجه منافسة قوية داخل الفئات السنية للبلوجرانا، مما جعله يخوض فترات من الشك حول مستقبله مع الفريق الأول.
وفي عام 2022، خرج لوبيز معارا إلى فريق ليناريس ديبورتيفو في دوري الدرجة الثانية، وهي الخطوة التي غيرت مسيرته بشكل جذري. هناك، لعب دورا محورياً في وسط الملعب، وتألق بشكل لافت بتسجيله 12 هدفا وصناعته 5 آخرين خلال الموسم، ليصبح أحد أبرز لاعبي الفريق ويجذب انتباه إدارة برشلونة من جديد.
وعقب انتهاء الإعارة، قرر المدرب تشافي هيرنانديز، منحه فرصة في الفريق الأول خلال صيف 2023، وخلال جولة برشلونة التحضيرية في الولايات المتحدة، خطف فيرمين، الأضواء بأداء مميز أمام ريال مدريد، حيث سجل هدفاً رائعاً أكسبه ثقة الجهاز الفني والجماهير معاً. ومنذ ذلك الحين، أصبح اسمه ضمن قائمة المواهب التي يعتمد عليها برشلونة في مشروعه لتجديد دماء الفريق.
ويمتاز لوبيز بقدرته على اللعب في أكثر من مركز، سواء كصانع ألعاب خلف المهاجمين أو كجناح هجومي عند الحاجة، إضافة إلى قوته في الضغط وسرعته في اتخاذ القرار، وهي صفات جعلت مدرب الفريق الحالي هانز فليك، يشيد به مراراً، مؤكداً أنه "لاعب يفهم أفكار المدرب بسرعة ويطبقها بذكاء داخل الملعب".
وعلى الصعيد الدولي، مثّل فيرمين، منتخب إسبانيا للشباب في أكثر من مناسبة، وبدأ مؤخراً يطرق أبواب المنتخب الأول بفضل تألقه المستمر في الليجا ودوري أبطال أوروبا، ويُنظر إليه في برشلونة كأحد ركائز المستقبل إلى جانب لامين يامال وباو كوبارسي وجافي، ضمن الجيل الذي سيحمل راية النادي في السنوات المقبلة.
رحلة فيرمين لوبيز من أكاديمية بيتيس إلى أضواء "كامب نو"، تُجسد قصة لاعب شاب تجاوز الشكوك والإعارات والمنافسة ليصنع لنفسه مكانة بين الكبار.
واليوم، وهو في الثانية والعشرين من عمره، يبدو مستعدًا لكتابة فصل جديد من مسيرته مع برشلونة، في وقت يسعى فيه النادي الكتالوني، لاستعادة مجده المحلي والأوروبي.