كشف تقرير صحفي إنجليزي، اليوم الثلاثاء، عن موقف النجم ترينت ألكسندر أرنولد، ظهير ريال مدريد، من اللحاق بمباراة ليفربول في دوري أبطال أوروبا.
ورحل أرنولد عن صفوف ليفربول، في يونيو/ حزيران الماضي، بعد انتهاء عقده في ملعب آنفيلد، وانضم لصفوف ريال مدريد بعقد يمتد 5 مواسم.
وأسفرت قرعة دوري أبطال أوروبا، عن مواجهة مرتقبة بين ريال مدريد وليفربول في الجولة الرابعة من مرحلة الدوري.
وتعرض أرنولد لإصابة في أوتار الركبة في سبتمبر/ أيلول الماضي، خلال المباراة الافتتاحية لريال مدريد في البطولة أمام أولمبيك مارسيليا، وغادر الملعب بعد مرور 4 دقائق فقط.
ومنذ ذلك الحين، يواصل أرنولد عملية التعافي للعودة والمشاركة بصورة طبيعية مع ريال مدريد.
وغاب أرنولد عن العديد من المباريات المهمة للريال خلال الفترة الماضية، مثل ديربي مدريد ولقاء يوفنتوس والكلاسيكو.
وبحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فإن أرنولد سيكون جاهزًا لخوض مباراة ليفربول في دوري أبطال أوروبا.
ويحل ريال مدريد ضيفًا على ليفربول، يوم 4 نوفمبر/ تشرين الأول المقبل، على ملعب آنفيلد، ضمن لقاءات الجولة الرابعة لمرحلة الدوري بدوري أبطال أوروبا.
يأتي ذلك في الوقت الذي يعاني فيه ريال مدريد من إصابة ظهيره الأساسي داني كارفاخال، الذي خضع لعملية جراحية في الركبة، عقب مباراة الكلاسيكو.
ومن المتوقع أن يغيب كارفاخال عن ريال مدريد حتى بداية العام الجديد.
لماذا فقد ليفربول توازنه؟
السؤال الذي يشغل عقل المتابعين، هو "لماذا لم تعد منظومة الدفاع والوسط لدى ليفربول، التي كانت مؤثرة الموسم الماضي تعمل الآن؟ الإجابة تأتي من عاملين رئيسيين.
ضغط ليفربول لم يعد كما كان، فالمنظومة التي ميّزت الفريق تحت قيادة يورجن كلوب، والمبنية على الضغط العالي المنظم، تراجعت فاعليتها بشكل ملحوظ.
ويذكّرنا ذلك بما حدث في موسم 2020-2021، حين فقد الفريق توازنه بعد تراجع جودة الضغط، وانتهى به الأمر ثالثا خلف مانشستر سيتي واليونايتد.
من ناحية ثانية، فإن الأظهرة الجديدة مختلفة تمامًا عن سابقتها، إذ تغيّر أسلوب اللعب كليًا بعد رحيل ترينت ألكسندر أرنولد، ودخول الثنائي الجديد ميلوش كيركيز وجيريمي فريمبونج.
غياب أرنولد المؤثر
كافحت كرة القدم الإنجليزية طويلا، لفهم طبيعة ألكسندر أرنولد لاعب ريال مدريد الحالي، فقد بدأ مسيرته كلاعب وسط، وكانت مهاراته الفنية والتمريرية، أقرب إلى لاعب محور أكثر منه ظهيرا.
فهو ببساطة أحد أفضل الممررين في إنجلترا، ولهذا ظن الكثيرون، أنه لاعب مُهدَر في مركز الظهير وأن مكانه الطبيعي هو خط الوسط.
لكن تجاربه في هذا الدور، لم تكن مقنعة، ربما لأن سنواته على الجانب الأيمن أعادت تشكيل شخصيته التكتيكية.
وفي المقابل، لم يكن أرنولد مدافعا تقليديا قويا، لم يتميز بالرقابة الفردية أو الافتكاك، وكان من السهل مراوغته مقارنة بأفضل أظهرة العالم، لكنه كان حالة فريدة من نوعها، لا تنطبق عليها القوالب التكتيكية المعروفة.
ففي كرة القدم الدولية، حيث يفضل المدربون، لاعبين جاهزين تكتيكيا بحكم ضيق الوقت، لم يكن أرنولد مريحًا للمدربين الإنجليز، لأنهم يريدون ظهيرًا أيمن يشبه الظهيرين التقليديين لا صانع ألعاب يتقدم على الخط.
التمريرات الطويلة وخلق التوازن
ما يفتقده ليفربول اليوم هو أمرين أساسيين كانا يُميزان أرنولد، الأمر الأول هو تمريراته الطويلة الدقيقة (30 إلى 40 ياردة) التي كانت غالبًا ما تُحرر صلاح على الجانب الأيمن، وتمنحه المساحة المثالية لاختراق الدفاعات.
والأمر الثاني هو دوره المحوري في البناء، إذ كان يتحول عند الحاجة إلى لاعب ارتكاز إضافي بجانب جرافينبرش، مما أعطى الفريق، توازنا فنيا وتكتيكيًا مذهلا.
أما جيريمي فريمبونج، القادم من باير ليفركوزن، فهو من نوع مختلف تمامًا؛ ظهير هجومي يحب الركض بالكرة أكثر من تمريرها، ويميل دائما إلى التقدم على الجناح الخارجي، لا إلى العمق.
ورغم أن هذا الأسلوب قد يخدم صلاح، الذي يفضل الدخول للعمق على المدى الطويل، فإن الفريق حاليًا يفتقد الانسجام والاتزان الذي كان يمنحه ترينت.
صلاح نفسه يعيش بداية موسم هادئة وغير مألوفة، إذ لم ينسجم بعد مع المهاجمين الجدد، ويبدو أنه يفتقد تمامًا للتمريرات التي كانت تأتيه من زميله الراحل عن الجبهة اليمنى.
التحدي القادم
من الطبيعي أن تواجه أي منظومة جديدة، مشكلات في بداياتها، خصوصًا بعد تغييرات واسعة بهذا الحجم، لكن اللافت أن المشكلة الأعمق لا تتعلق باللاعبين الجدد، بقدر ما تتعلق باللاعب الذي رحل.
فقد رحل أرنولد، ومعه طابع فني فريد من نوعه لا يمكن تعويضه بسهولة، فهو لاعب يمرر، يصنع التوازن، ويمنح الفريق، هوية تكتيكية لا تُقدّر بثمن.
وبينما يحاول سلوت، إعادة بناء الفريق على صورته الخاصة، سيظل ليفربول، في هذه المرحلة على الأقل، يدفع ثمن غياب اللاعب، الذي جعل من مركز الظهير الأيمن، دورًا تكتيكيا ثوريا لا مثيل له في كرة القدم الحديثة.