ملاعب - يجد المدرب البرتغالي سيرجيو كونسيساو نفسه في وضع لا يُحسد عليه، فبعد 7 مباريات فقط على رأس القيادة الفنية لنادي الاتحاد، تبدو مهمته الصعبة في جدة على وشك التحول إلى مهمة مستحيلة، الخسارة في ديربي جدة أمام الأهلي لم تكن مجرد 3 نقاط مفقودة، بل كانت بمثابة جرس إنذار صاخب كشف عن أزمات فنية وإدارية عميقة داخل الفريق.
مع توقف الدوري، يواجه كونسيساو سيفًا ذا حدين؛ فبينما يمنحه الوقت لالتقاط الأنفاس ومراجعة الحسابات، فإنه يحرمه من 11 لاعبًا دوليًّا؛ ما يعقد أي محاولة للتصحيح التكتيكي الجماعي.
المركز الثامن في الدوري هو حصيلة لا تليق بحامل اللقب ولا بحجم الإنفاق، والتقارير الفرنسية التي تتحدث عن خطر يهدد منصبه تؤكد أن شهر العسل إن وجد قد انتهى، الآن، يقف المدرب البرتغالي أمام 4 قرارات عاجلة، لا مجال لتأجيلها، إذا أراد إنقاذ موسمه، وإنقاذ مسيرته مع "العميد".
1. احتواء غرفة الملابس: المصارحة قبل التكتيك
القرار الأكثر إلحاحًا ليس فنيًّا، بل إداري بحت، تشير التسريبات إلى أن أسلوب كونسيساو في الإدارة اليومية وتواصله مع اللاعبين قد خلق أزمة ثقة. الخطر الحقيقي لا يكمن في خسارة مباراة، بل في خسارة غرفة الملابس.
يجب على كونسيساو استغلال هذا التوقف لعقد جلسة مصارحة حقيقية مع كبار لاعبي الفريق، مثل القائد دانيلو بيريرا، والاستماع بفاعلية لشكاوى اللاعبين ومخاوفهم. يحتاج المدرب لإعادة بناء جسور الثقة وتوضيح مشروعه، وإقناعهم بأنه يقاتل معهم وليس ضدهم. دون كسب ولاء اللاعبين مجددًا، ستتحول كل خططه التكتيكية إلى حبر على ورق.
2. مراجعة القناعات: تفعيل الأسلحة المعطلة
الانتقاد الأبرز الموجه للمدرب هو ظلمه لبعض الأسماء الوازنة في الفترة الأخيرة، وتحديدًا الثنائي ستيفين بيرغوين ومحمدو دومبيا، فإبعاد لاعبين بقيمة فنية ومالية مثل بيرغوين على دكة البدلاء أو خارج القائمة ولو لمباراة واحدة فقط لم يعد مفهومًا، ويُفسَّر على أنه عناد فني يضر بمصلحة الفريق.
القرار العاجل هنا هو مراجعة هذه القناعات، لم يعد لدى كونسيساو رفاهية الوقت لإثبات صحة وجهة نظره. هو بحاجة ماسة لإيجاد دور فوري لبيرغوين والاستفادة من قوته الهجومية. فتفعيل الأسلحة المعطلة سيوجه رسالة مزدوجة: مرونة تكتيكية من المدرب، وامتصاص غضب الجمهور والإدارة.
3. تحديد هوية تكتيكية واضحة
بعد 7 مباريات، ما هوية اتحاد كونسيساو؟ الإجابة: لا أحد يعلم. الفريق يظهر بلا ملامح واضحة، يتأرجح بين التشكيلات والأساليب دون استقرار. مباراة الأهلي الأخيرة كشفت عن فريق غير مترابط ومفكك الخطوط.
يجب على المدرب التخلي فورًا عن التجريب. عليه أن يختار أسلوبًا واحدًا، سواء كان ضغطًا عاليًا أو دفاعًا متأخرًا، يناسب إمكانيات اللاعبين المتاحين حاليًّا، والبدء في ترسيخه. حتى مع غياب الدوليين، يمكنه العمل مع المجموعة المتبقية على المبادئ الأساسية لهذا الأسلوب. الاتحاد يحتاج إلى شكل معروف في الملعب، يمكن البناء عليه.
4. خطة النقاط الكاملة: ما بعد التوقف
أخيرًا، يحتاج كونسيساو إلى نتائج فورية، المركز الثامن يتطلب خطة إنقاذ قصيرة المدى. يجب عليه التعامل مع المباريات الثلاث الأولى بعد العودة من التوقف على أنها مباريات نهائيات لا تقبل القسمة على اثنين.
القرار هنا هو وضع خريطة طريق واضحة لتحقيق 9 نقاط كاملة. هذا يتطلب تحضيرًا ذهنيًّا وبدنيًّا مكثفًا، وإدارة مثالية لعملية استشفاء اللاعبين الدوليين فور عودتهم. يجب أن يشعر اللاعبون أن هذه المرحلة هي عنق الزجاجة للموسم بأكمله.
مهمة كونسيساو صعبة بالتأكيد، لكنها ليست مستحيلة بعد. الأيام القادمة في فترة التوقف لن تحدد فقط شكل الفريق بعد العودة، بل قد تحدد مستقبل المدرب البرتغالي بالكامل في جدة.