الخميس 02-10-2025
ملاعب

"فيفا" ردًا على ترامب: كرة القدم أكبر من قادة العالم

b72ae528-aceb-4016-b274-3985ed46c2f1


قال فيكتور مونتالياني، نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، إن "فيفا" وليس أي حكومة، هو الذي يقرر في نهاية المطاف المدن التي تستضيف مباريات كأس العالم 2026.
اضافة اعلان

وألمح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأسبوع الماضي، إلى أنه قد يُعلن مدنًا "غير آمنة" لاستضافة بطولة كرة القدم التي ستُقام في صيف العام المقبل، ويُعدّل خطة الاستضافة المُفصلة التي أقرها "فيفا" 2022، وتشمل الخطة ملاعب اتحاد كرة القدم الأمريكي (NFL) بالقرب من نيويورك ولوس أنجلوس وسان فرانسيسكو.

وترتبط المدن الـ11 المستضيفة للبطولة في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى ثلاث مدن في المكسيك ومدينتين في كندا، بعقود مع الاتحاد الدولي لكرة القدم، الأمر الذي قد يواجه مشاكل لوجستية وقانونية كبيرة لإجراء تغييرات خلال الأشهر الثمانية التي تسبق انطلاق البطولة في 11 يونيو/حزيران.


فليك ينتقد حياة لامين يامال الخاصة على الهواء
فليك ينتقد حياة لامين يامال الخاصة على الهواء
Play Video
وأكد فيكتور مونتالياني نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، في المؤتمر للأعمال الرياضية في لندن اليوم الأربعاء: "إنها بطولة تابعة للفيفا، وهي من اختصاص الفيفا، والفيفا يتخذ هذه القرارات".

وأضاف: "هذه الرياضة أكبر من أي نقاش سياسي حالي، ومع كامل احترامي لقادة العالم الحاليين، كرة القدم أكبر منهم، وستتجاوز أنظمتهم وحكوماتهم وشعاراتهم، وهنا يكمن جمال لعبتنا، أنها أكبر من أي فرد وأكبر من أي دولة".

وجاءت تعليقات ترامب الأسبوع الماضي ردًا على سؤال حول المدن المضيفة لكأس العالم والتي تعارض حملته على الهجرة والجريمة.

وقال الرئيس الأمريكي في المكتب البيضاوي: "إذا اعتقدت أن الأمر ليس آمنًا، فسوف ننقله إلى مكان آخر، وأي مدينة تُشكّل خطرًا ولو بسيطًا على كأس العالم، سنغير مكانها قليلًا، لكنني آمل ألا يحدث ذلك".

وتعتمد كأس العالم والألعاب الأولمبية على حكومات الدول المضيفة على جميع المستويات في التزامات بمئات ملايين الدولارات تتعلق بالأمن ومعالجة التأشيرات وإنفاذ القانون.

وتربط ترامب علاقة عمل وثيقة بإنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، الذي يزور البيت الأبيض بانتظام، ولم يعلق إنفانتينو علنًا على مسألة اعتبار المدن خطيرة للغاية لاستضافة مباريات البطولة التي تضم 48 فريقًا وتستمر حتى 19 يوليو/ تموز.

وأبرزت شبكة "بي إن سبورتس" تصريحات ترامب، التي أشار فيها لمخاوفه من إقامة مباريات المونديال في مدينتي سان فرانسيسكو، وسياتل.

وقال ترامب: "نعمل على التأكد من أمانهما، خاصة أنهما تداران من جانب متطرفين يساريين، لا يعرفون ماذا يفعلون".

ومن المفترض أن تستضيف مدينة سياتل مباريات 4 مجموعات، من بينها مباريات منتخب الولايات المتحدة، بينما ستحتضن سان فرانسيسكو مباريات 5 مجموعات، فضلًا عن الأدوار الإقصائية.

وأضاف ترامب: "إذا أدركنا وجود أي خطر بأي مدينة على مباريات كأس العالم، أو أولمبياد 2028، سنمنع إقامة المباريات فيها، وسننقلها لمكان قريب، لكني أتمنى ألا يحدث ذلك".

ومن المقرر استضافة مونديال 2026 من جانب 3 بلدان مختلفة، وهي الولايات المتحدة، المكسيك وكندا، بين يومي 11 يونيو/ حزيران، و19 يوليو/ تموز المقبلين.

وبخلاف المشاكل الأمنية، هناك أزمات أخرى داخل الولايات المتحدة الأمريكية، تهدد بطولة كأس العالم.

المشاكل الأخرى

وفقا لـ"بي بي سي" "الإغلاق هو نتيجة لعجز الحزبين الديمقراطي والجمهوري عن التوصل إلى توافق لإقرار مشروع قانون يموّل الخدمات الحكومية خلال أكتوبر/تشرين الأول الجاري وما بعده".

وحتى في حال تجاوزت الولايات المتحدة أزمة الإغلاق سريعا، وهو الأمر المتوقع، قياسا بأن أطول إغلاق لم يستغرق سوى 35 يوما وانتهى في يناير/كانون الثاني 2019، تظل حرارة الصيف الأمريكي تحديا قائما.

وعلى عكس مونديال قطر 2022 الذي نُقل إلى الشتاء، ستقام مباريات مونديال 2026 في يونيو/حزيران ويوليو/تموز، حيث تسجل مدن مثل دالاس وهيوستن وكانساس سيتي درجات حرارة تتجاوز 35 مئوية وربما تصل إلى 40، كما ظهر في كأس العالم للأندية التي أقيمت في التوقيت ذاته هذا العام.

ووعد الاتحاد الدولي لكرة القدم بتنظيم فترات توقف لشرب المياه، وتغيير مواعيد بعض المباريات لتقليل أثر الشمس، وتجهيز الطواقم الطبية بشكل استثنائي. لكن المخاطر تظل كبيرة: لاعبو المنتخبات قد يواجهون صعوبات في استعادة لياقتهم بين المباريات، فيما قد يتعرض المشجعون في المدرجات والساحات الجماهيرية لمشاكل صحية مرتبطة بضربات الشمس والجفاف.

أزمة التذاكر

كأس العالم يعتبر "عيد الجماهير" وملتقى الثقافات. لكن أسعار التذاكر التي طرحتها "فيفا" حتى الآن أثارت موجة من الاستياء. فالجماهير اعتبرت الأسعار باهظة إلى حد يُقصي الفئات العادية، خصوصا القادمين من خارج الولايات المتحدة الذين يتحملون أصلا تكاليف باهظة للسفر والإقامة.

الجدل يتصاعد حول شبهة غياب العدالة، ما قد يضر بصورة البطولة كحدث شعبي عالمي. كما أن المخاوف من المضاربة على التذاكر وإعادة بيعها بأسعار خيالية باتت حقيقية. والأخطر أن نظام التذاكر الإلكتروني قد يتعرض لهجمات سيبرانية.

نضيف إلى ذلك، أن مواعيد إقامة المباريات في غير أيام العطلة الأسبوعية، لا تشجع الأمريكيين أنفسهم على حضور المباريات خصوصا التي تقام قبل غروب الشمس، وهو ما ظهرت آثاره بقوة عبر مدرجات خاوية في مونديال الأندية الماضي.