السبت 18-05-2024
ملاعب

هل وضع كلوب يده على مدمر فرق البريميرليج؟

499859


ملاعب -قبل المواجهة المرتقبة بين ليفربول وتوتنهام هوتسبير، اليوم الأحد، في الجولة 36 من الدوري الإنجليزي، أطلق المدرب الألماني يورجن كلوب تصريحات نارية.

مدرب ليفربول وجه اتهاماته لمسؤولي كرة القدم الإنجليزية بداعي أنهم السبب وراء فشل فرق البريميرليج هذا الموسم في المسابقات الأوروبية.

تأتي التصريحات بالتزامن مع إخفاق الفرق الإنجليزية في بلوغ نصف نهائي بطولتي دوري الأبطال والدوري الأوروبي.


كما بات أستون فيلا، الممثل الإنجليزي الوحيد في أوروبا، قريبا من مغادرة دوري المؤتمر من المربع الذهبي بعد خسارته ذهابا على يد أولمبياكوس (2-4).

وبذلك، قد تخلو نهائيات البطولات الأوروبية هذا الموسم من الفرق الإنجليزية، على غير العادة.

وأكد كلوب قبل يومين، أن كثرة المباريات التي تخوضها الفرق الإنجليزية، سببا رئيسيا في هذا الفشل الأوروبي، لأنها بحسب رأيه، تدمر اللاعبين وترهقهم بشدة قبل الوصول لمراحل الحسم بنهاية كل موسم.

وطالب كلوب قبل رحيله عن إنجلترا، بضرورة إلغاء بعض البطولات، في إشارة لكأس رابطة المحترفين الإنجليزية، في ظل وجود كأس الاتحاد، لأنها تجبر الفرق على خوض مباريات أكثر من نظيراتها في باقي البلدان الأوروبية.

وأضاف كلوب: "يمكن للناس البقاء على قيد الحياة بدون مباريات من وقت لآخر"، في إشارة لإمكانية التخلي عن بعض البطولات، دون ضرورة لخوض الفرق أكثر من مباراة في الأسبوع الواحد.

هذا الطرح ليس الأول من نوعه، حيث لم يكن كلوب أول المنادين به أو المشتكين منه، بل سبقه كثيرون، سواء من مدربين أو لاعبين أو حتى بعض المشجعين.

لكن هل أصاب كلوب في تحديد سبب غياب الإنجليز عن المحطات الأخيرة في البطولات الأوروبية؟

بريء في ورطة

بالنظر إلى السنوات الماضية، سنجد أن أغلب مدربي فرق البريميرليج كانوا يعتمدون على البدلاء ولاعبي الأكاديمية، في مباريات الكؤوس، وهو مازال سُنة لدى بعضهم.

هذا القرار يمنح الفرصة لعدد من اللاعبين المهمشين، فضلا عن المواهب الشابة، للظهور في الكثير من المباريات، في ظل عدم الاعتماد عليهم في الدوري أو البطولات القارية.

لكن عند النظر إلى آخر 5 سنوات، سيتضح أن هناك تغيرا نسبيا في هذا الأمر، بعدما بدأ بعض مدربي الفرق الكبرى الاعتماد على لاعبيهم الأساسيين في مباريات الكؤوس، خاصة في المراحل الأخيرة.

هذا يعود لرغبة كل مدرب في عدم تفويت فرصة التتويج بألقاب الكؤوس المحلية، وهو ما يأتي على حساب اللاعبين المستنزفين من كثرة مباريات الدوري والبطولة القارية التي يشارك بها الفريق.

اضافة اعلان
 

وهذا يؤكد أن مطامع المدربين تجبرهم على إرهاق لاعبيهم، بدلا من المراهنة على الشباب، في وقت يتهمون فيه مسؤولي الرابطة والاتحاد باستنزاف اللاعبين من أجل الأموال.

والواقع يؤكد أن المسؤولين يستنفزون الفرق بكثرة البطولات، بينما يفعل المدربون ذلك أيضا لمطامع شخصية، تتمثل في التتويج بالألقاب، على حساب حالات لاعبيهم، بدلا من استغلال الفرصة لإطلاق العنان لأسماء أخرى لا تشارك بانتظام.

الواقع خير دليل

بعيدا عن الموسم الحالي، سنجد أيضا أن الفرق الإنجليزية بمثابة عضو دائم في الأدوار النهائية للبطولات الأوروبية منذ عقود.

وعند ذكر دوري الأبطال على وجه التحديد، سنجد أن الفرق الإنجليزية حاضرة دائما في المربع الذهبي منذ عام 2018، بممثل واحد على الأقل.

بل نجح أغلب هذه الفرق في بلوغ المباراة النهائية، وهو ما حدث مع ليفربول عامي 2018 و2019 و2022.

أما في نهائي 2021، فكان تشيلسي حاضرا رفقة مانشستر سيتي، الذي وصل أيضا إلى المحطة الأخيرة في 2023.

وكان موسم 2019-2020 الاستثناء الوحيد آخر 5 سنوات، بعد خلو المربع الذهبي من الفرق الإنجليزية، مثلما حدث هذا العام.

هذا يؤكد أن الفرق الإنجليزية لم تتأثر بوجود بطولة كأس محلية إضافية، بل إنها تنافس بقوة في أعتى البطولات الأوروبية حتى الرمق الأخير، وهو ما يعني أن الفشل في موسم واحد لا يعبر عن أي شيء، نظرا لحدوث ذلك مع كافة البلدان الأخرى.

لكن الفارق أن باقي البلدان الأوروبية لا تبرر الفشل الاستثنائي، بالذهاب إلى حجة كثرة البطولات أو إرهاق اللاعبين، مثلما يفعل بعض المدربين في إنجلترا، أو حتى مشجعي أندية البريميرليج.