الملاعب صالح اسعد -انتهى عصر العبودية في كرة القدم شعار اطلقه ملك الكرة الراحل بيليه في تسعينات القرن الماضي عندما كان وزيرا للرياضة في البرازيل،حيث تمكن من اصدار قوانين جديدة ومنها إلغاء عقود شراء وبيع اللاعبين لمدة طويلة وخاصة الاطفال،وعدم السماح بعقود الاحتراف الكامل قبل سن ال١٧ عاما،حتى يتمكنوا من الدراسة،والأهم عدم انتقالهم للعب خارج البرازيل قبل سن الثامن عشر، وعدم السماح لافراد وعائلات بامتلاك لاعبين ولا حتى شركات غير مرتبطة باندية رياضية، او اجبار اللاعب على التوجه لناد او بلد معين .وهذا ما اعتمده الاتحاد الدولي لكرة القدم بعد ذلك على مستوى العالم٠
ليلة امس انتهى موسم الانتقالات في أوروبا مسجلا ارقاما فلكية،ولكن الملاحظ عليه هو عمليات العصيان التي أعلنها اللاعبون،سواء بقبول الاستمرار مع الاندية اوالانتقال ،أو حتى تحديد جهة الانتقال، والأهم من ذلك اختفاء ظاهرة التبادل لاعب مكان لاعب بين ناد واخر،وظهرت هذه بوضوح في اللحظات الاخيرة عندما ألغيت صفقة مبادلة اللاعبين سانشو وحارس المرمى مارتينز بين ناديي مانشستريونايتد واستون فيلا ،حيث رفض سانشو الفكرة وقال لست سلعة،
ولكن اهم حالة عصيان حصلت كانت من قبل المهاجم السويدي ايساك هداف فريق نيوكاسل، والذي اعلن العصيان من اليوم الأول بعد إجازة الصيف،وذلك بسبب رفض الادارة الوفاء بوعدها في السماح له بالانتقال إلى اي نادي ،اذا لم تقدم له عرضا ماليا جديدا براتب اعلى من راتبه الحالي اسوة بما يتقاضاه النجوم في الاندية الاخرى،وبما أنهم لم يقدموا بسبب الظروف المالية التي يمر بها النادي،من حيث اللعب المالي النظيف،وحرصا على عدم حدوث مشاكل في غرفة ملابس الفريق وثورات لم تقدم الادارة اي عرض وهنا طالب ايساك وأصر على الرحيل،ورفض السفر مع الفريق في فترة الاستعداد، وتلاها غاب عن التدريبات،وهنااخذت الادارة موقفا معاديا من خلال تحديد سعر خيالي له ١٥٠ مئة وخمسين مليون جنيه استرليني،ردا على العرض الذي قدمه نادي ليفربول مئة مليون جنيه،وقدحصل نادي نيوكاسل على موافقة على طلباته المالية من احد الاندية السعودية، لكن اللاعب رفض الانتقال للعب في الدوري السعودي واستمر في العصيان حتى مع بداية الدوري،حيث ظهر تأثر الفريق لغيابه من خلال النتائج، وحاجة الفريق لمهاجم ،وهذا ما جعل النادي يخضع للموافقة على بيعه لنادي ليفربول مقابل ١٢٥ مئة وخمس وعشرين مليون جنيه استرليني،ليتعاقد مع مهاجمين بنفس المبلغ تقريبا وهما الكاميروني ويسي من واتفورد والالماني نيك فولتميد من شتوتغارت٠
ولم تكن هذه هي الوحيدة فهناك اكثر من لاعب اعلن العصيان ورفض الانتقال الا للنادي الذي يريده حتى لو كان المقابل المادي اقل بالنسبة للنادي او ان الانتقال على سبيل الإعارة فقط وليس البيع النهائي، مما يتسبب في خسارة النادي ماديا في موقفه من ناحية اللعب المالي النظيف ،وهذا اتضح من خلال موقف اللاعب البرازيلي أنتوني جناح مانشستريونايتد والذي رفض العودة من الإعارة او الانتقال إلى أي فريق غير ريال بيتيس الاسباني والذي لعب له نصف موسم واسترد فيه بريقه فكان له ما أراد، ونفس الموقف مع زميله الارجنتيني غرناتشو والذي عرضه مانشستريونايتد للبيع بعد مشاكله مع المدير الفني اوموريم فرفض الانتقال إلى أي نادي وأصر على فريق تشيلسي فرضخ النادي،والغريب ان يحدث العصيان هذه المرةمع نادي تشيلسي حيث رفض مهاجمه جاكسون العودة للندن بعد أن وصل إلى ميونيخ، بناء على اتفاق مسبق لانتقاله نهائيا إلى بايرن ميونيخ ولكن ؛ بسبب اصابة المهاجم الجديد ديملاب قررت ادارة تشلسي إلغاء عملية الانتقال وعودة اللاعب إلى لندن ؛ الا أنه رفض وبقي في ميونخ مما جعل التشلسي يخضع ويوافق على عملية الانتقال، وهذه ليست العمليات الوحيدة التي تم فيها العصيان..فهناك عمليات عديدة ، ولكن هذه أمثلة.
وفي المقابل هناك عمليات فشل فيها العصيان ولم يستطيع اللاعبون فرض رأيهم على الاندية وخير مثال على ذلك الجناح لقمان لاعب نادي اتلنتا الإيطالي والذي كان يحلم بالانتقال إلى فريق انتر ميلان ولكن ناديه رفض المبدأ كليا ؛ نظرا لاتصال انتر باللاعب مسبقا ورغم عصيان اللاعب و رفضه الا انهم لم يوافقوا على عرضه..وهناك أمثلة اخرى في هذا المجال، على العموم لقد ظهر العصيان واضحا في سوق انتقالات هذا الصيف وقد قالها مدير اعمال المدافع البرازيلي " لودي" مدافع فريق الهلال السعودي بعدما سئل عن انتقال موكله إلى أحد فريقي الشباب او القادسية بناء على اتفاق الناديين قائلا: ليس لدينا علما بالأمر، ولن يتم اي انتقال الا بموافقتنا فقد انتهى عصر العبودية في كرة القادم في جميع أنحاء العالم.