رغم فوز تشيلسي الإنجليزي على إيفرتون بهدفين دون رد في البريميرليج، إلا أن الأجواء داخل أسوار ستامفورد بريدج بدت أبعد ما تكون عن الهدوء، بعدما فجّر المدرب الإيطالي إنزو ماريسكا حالة من الجدل بتصريحات قوية كشفت عن وجود توتر واضح بينه وبين محيط النادي.
وأشارت صحيفة “موندو ديبورتيفو” إلى أن تشيلسي، الذي كان في نهاية نوفمبر يُصنّف كأحد أبرز المرشحين لمقارعة أرسنال على لقب الدوري والمضي بعيدًا في دوري أبطال أوروبا، بعد الفوز العريض على برشلونة (3-0) والتعادل أمام الجانرز بعشرة لاعبين، دخل في دوامة نتائج سلبية لاحقًا، إذ فشل في تحقيق أي انتصار خلال ثلاث مباريات متتالية أمام ليدز وبورنموث وأتالانتا، ما فتح باب الشكوك لدى الجماهير والإدارة على حد سواء.
وعقب مباراة إيفرتون، فاجأ ماريسكا الجميع خلال المؤتمر الصحفي بتصريحات صادمة قال فيها: “آخر 48 ساعة كانت الأسوأ لي منذ وصولي إلى النادي، لأن الكثيرين لم يكونوا يدعموننا”، والمدرب الإيطالي حرص على استبعاد الجماهير من دائرة الاتهام، مضيفًا: “أحب الجماهير جدًا وأنا سعيد بهم، المشكلة ليست هناك”، في إشارة فسّرها كثيرون على أنها موجهة لإدارة النادي.
ماريسكا يفتح النار بعد الانتصار على إيفرتون: أسوأ 48 ساعة منذ وصولي إلى النادي
ماريسكا واصل الدفاع عن لاعبيه مؤكدًا: “لهذا السبب أشيد باللاعبين، رغم كل المشاكل قدموا أداءً جيدًا بعد أسبوع صعب”، وهي كلمات عكست حالة من الامتعاض الداخلي دون أن يصرّح بشكل مباشر عن الجهة المسؤولة، وأشارت تقارير إنجليزية إلى أن المدرب سيُوضح مقصده بشكل أكبر في المؤتمر الصحفي المقبل قبل مواجهة كارديف سيتي في كأس الرابطة.
وتعود جذور الخلاف، بحسب مصادر مقربة من النادي، إلى سوق الانتقالات الصيفية، حيث طالب ماريسكا الإدارة بالتعاقد مع مدافع لتعويض الغياب الطويل لليفاي كولويل، إلا أن تشيلسي اكتفى بتدعيم الخط الأمامي بصفقات هجومية مثل الأرجنتيني أليخاندرو جارناتشو والإنجليزي جيمي جيتنز، دون تلبية طلب المدرب في الخط الخلفي.
ورغم أن سيناريو الانفصال في ميركاتو يناير يبدو مستبعدًا حاليًا، فإن تاريخ تشيلسي القريب لا يمنح الكثير من الطمأنينة، خاصة بعد إقالة توماس توخيل قبل سنوات قليلة، رغم قيادته الفريق للتتويج بدوري أبطال أوروبا، ما يجعل مستقبل ماريسكا مفتوحًا على كل الاحتمالات في حال استمر هذا التوتر.
