الأحد 02-11-2025
ملاعب

سامي الجابر يطالب بطرد إنزاغي من الهلال

قرار-نهائي-سامي-الجابر-يقدم-خبراً-سعيداً-لسالم-الدوسري-فيديو


ملاعب - على الرغم من فوز الهلال على منافسه الشباب في لقاء قمة الرياض، والذي يُفترض أن يجلب الهدوء لأسوار "الزعيم"، إلا أنه يبدو كفوز "بطعم الهزيمة" في عيون أسطورة النادي سامي الجابر، فوز لم يمنعه من تجديد هجومه اللاذع على المدرب الإيطالي سيموني إنزاغي، مكرراً انتقاداته التي يشاركه فيها قطاع من الجمهور والنقاد.

الانتصار لا يعني دائماً صحة المسار، ويبدو أن الفوز كشف المزيد من العيوب بدلاً من إخفائها، فما هي الأسباب العميقة التي تجعل رمزاً هلالياً بحجم الجابر يرفض استمرار إنزاغي؟ القصة أعمق من مجرد نتائج، إنها تتعلق بالهوية والأسلوب الخططي.

اضافة اعلان
 

يرتكز نقد سامي الجابر، ومعه العديد من المتابعين، على أن إنزاغي يدير الفريق بعقلية "رد الفعل" وليس "الفعل"، فالهلال، كـ "زعيم" للكرة السعودية والآسيوية، بنى إرثه على الاستحواذ، الضغط العالي، والمبادرة الهجومية. 

يُتهم المدرب الإيطالي باللجوء المفرط للعب المبني على التحولات والاعتماد على الهجمات المرتدة، حتى أمام فرق أقل منه في الإمكانيات، ومن وجهة نظر الجابر، يجب على الهلال أن يفرض أسلوبه، لا أن يتكيف مع أسلوب الخصم؛ لأن هذا التنازل الخططي يُفقد الفريق "هيبته" ويجعله فريقاً عادياً يمكن التنبؤ به.

 

النقطة الخططية الأبرز التي تُحسب ضد إنزاغي هي إصراره على خطة 3-5-2 (أو 5-3-2) التي اشتهر بها في إيطاليا، وهي خطة لا تتناسب بالضرورة مع "أسلحة" الهلال. تتسبب هذه الخطة في تحييد الأجنحة، فالهلال يمتلك ترسانة من أفضل اللاعبين في هذا المركز (مثل سالم الدوسري، مالكوم، وغيرهم).

في خطة 3-5-2، يُجبر هؤلاء النجوم إما على اللعب كـ"مهاجم ثانٍ" (وهو ليس مركزهم الأصلي). الانتقاد هنا لا يُوجَّه للخطة بحد ذاتها، بل "للإصرار" عليها. النقاد، ومنهم الجابر، يرون أن إنزاغي يفتقر إلى المرونة الخططية أو ما يُعرف بـ"الخطة البديلة"، فعندما يُغلق الخصوم منافذ اللعب، لا يملك المدرب حلولاً بديلة لتغيير شكل الفريق أثناء المباراة.

 

سامي الجابر هو الصوت الأعلى كونه رمزاً تاريخياً، لكنه ليس وحيداً في معارضته، فالجبهة تشمل انتقادات إعلامية (إيطالية وسعودية)، فحتى في إيطاليا، كان إنزاغي يُنتقد (أيام لاتسيو والإنتر) بأنه مدرب "مباريات كؤوس" ممتاز، لكنه يفتقر إلى النفس الطويل والقدرة على "قتل" المباريات السهلة في الدوري، وهو ما قد يظهر في تذبذب مستوى الهلال.

يُضاف إلى ذلك صوت الجمهور الهلالي، الذي اعتاد على الكرة الممتعة والانتصارات الكاسحة، ولا يقتنع بالفوز "الصعب" أو الفوز بهدف من هجمة مرتدة. بالنسبة لهم، الأداء الباهت، حتى لو تبعه فوز مثلما حدث ضد الشباب، لم يعد كافياً.

 

رفض سامي الجابر لإنزاغي هو في جوهره رفضٌ للتنازل عن "هوية الهلال"، يرى الجابر (وربما قطاع كبير من الهلاليين) أن الفريق يفوز حالياً بقوة "الأسماء" وجودة اللاعبين وليس بـ"بصمة" المدرب، السؤال الذي يطرحه الجابر بين السطور هو: هل يُعقل أن يمتلك الهلال كل هذه القوة الهجومية، وفي النهاية يلعب بأسلوب دفاعي حذر أو حتى هجومي متحفظ؟ بالنسبة لأسطورة الهلال، الإجابة هي "لا" واضحة.