الثلاثاء 28-10-2025
ملاعب

وداعا كرة القدم.. ألفيس يغير مساره المهني بعد خروجه من السجن

Screenshot 2025-10-28 172311


  من المحتمل ألا يعود البرازيلي داني ألفيس للعب كرة القدم مرة أخرى، لكنه لم يختفِ تمامًا، حيث اتخذ الظهير السابق لبرشلونة منعطفًا جذريًا في حياته منذ خروجه من السجن. 

وبعد أشهر من الصمت والمعاناة القضائية، يبدو أن البرازيلي قد وجد مهنة جديدة.. ذلك الذي تألق كثيرًا على الملاعب الأوروبية أصبح الآن واعظا في كنيسة إسبانية.

 حياة جديدة تتناقض تمامًا مع صورة اللاعب المتألق الذي كان يجسده في الماضي.

اضافة اعلان
 

يوم الإثنين الماضي، أثار مقطع فيديو نشرته صحيفة El Español ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يظهر فيه داني ألفيس في كنيسة في جيرونا بإسبانيا، وهو يحمل ميكروفونًا في يده، ويلقي كلمات قوية أمام جمهور متأثر.

 "لقد عقدت اتفاقًا مع الله"، يقول بهدوء واضح. يعظ اللاعب البرازيلي الدولي السابق بحماس، ووجهه يعبّر عن شغف جديد، شغف الإيمان.

منذ أن اعتزل كرة القدم في يناير/كانون الثاني 2023، يبدو أن داني ألفيس ابتعد عن عالم الرياضة لاتباع مسار روحي.. على حسابه على إنستجرام، يصف نفسه الآن بأنه "تلميذ يسوع المسيح". خطوة جريئة، تثير الدهشة والفضول لدى زملائه السابقين في الفريق ومشجعي برشلونة.

 

حياة مقلوبة رأساً على عقب
تخلل مسيرة داني ألفيس الأخيرة قضية قضائية مدوية.. في ديسمبر/كانون الأول 2022، عندما كان لا يزال لاعباً محترفاً، اتهمته شابة بالاغتصاب في ملهى ليلي في برشلونة.

 أثارت القضية صدمة في عالم كرة القدم. تم وضع البرازيلي في الحبس الاحتياطي وقضى فيه أكثر من عام، قبل أن يستعيد حريته مقابل كفالة قدرها مليون يورو.

في فبراير/شباط 2024، حكمت عليه المحكمة الإسبانية بالسجن أربع سنوات ونصف. ولكن على عكس كل التوقعات، تم إلغاء الحكم في الاستئناف بعد عام.

 في مارس/أذار 2025، خلص القضاة إلى أن الحكم الأول تضمن "سلسلة من الإخفاقات وعدم الدقة والتناقضات في الوقائع والتقييم القانوني وعواقبه".

 أنهى هذا الاستنتاج فترة مظلمة للغاية بالنسبة للاعب، الذي قضى ما يقرب من أربعة عشر شهراً خلف القضبان.

 

بداية جديدة
منذ إطلاق سراحه، يبدو أن داني ألفيس قد اتخذ منعطفاً جذرياً. في خطابه في الكنيسة، يتحدث بصراحة عن المحن التي مر بها.

 يريد لاعب كرة القدم السابق الآن أن يكرس وقته للإيمان والروحانية. بعد أن عاش كل شيء في كرة القدم، من الألقاب الأوروبية إلى الدراما القضائية، يبدو أن داني ألفيس قد وجد معنى جديدًا لحياته. 

في جيرونا، تصل رسالته إلى المزيد والمزيد من الناس، الذين يتشوقون لاكتشاف الرجل وراء أسطورة كرة القدم.

مسيرة أسطورية

داني ألفيس، ولد في 6 مايو/أيار 1983 في مدينة جوزييرو بولاية بايا البرازيلية، من أسرة متواضعة حيث كان والده مزارعًا ووالدته ربة منزل. 

منذ الطفولة، أظهر شغفًا كبيرًا بالكرة، حيث كان يلعب في الحقول المحلية مع إخوته. بدأ والده في تدريبه، محولاً إياه من جناح هجومي إلى ظهير أيمن دفاعي بسبب مهاراته الدفاعية الاستثنائية، وهو المركز الذي اشتهر به عالميًا. 

في سن الـ18، انضم إلى نادي بايا في 2001، حيث ظهر في أول مباراة احترافية له بفوز 3-0، وساهم في هدفين وفي ركلة جزاء، مما لفت الأنظار الأوروبية إليه بسرعة.

في 2002، انتقل ألفيس إلى إسبانيا للانضمام إلى إشبيلية مقابل 1.5 مليون يورو، حيث قضى ست سنوات ناجحة (2002-2008) فاز خلالها بكأس الاتحاد الأوروبي مرتين (2006 و2007)، وكأس الملك الإسباني.

القمة الحقيقية لمسيرته كانت مع برشلونة (2008-2016)، حيث دفع النادي 35.5 مليون يورو لضمه، وهو أعلى صفقة لظهير في التاريخ آنذاك. 

تحت قيادة بيب جوارديولا، شكل ألفيس مع ليونيل ميسي وأندريس إنييستا ثلاثيًا أسطوريًا، فاز بـ23 لقبًا أبرزها 3 ألقاب بدوري أبطال أوروبا (2009، 2011، 2015)، ستة ألقاب للدوري الإسباني، وثلاث كؤوس عالم للأندية.

بعد برشلونة، انتقل إلى يوفنتوس في 2016، فاز بالدوري الإيطالي، ثم إلى باريس سان جيرمان (2017-2019) حيث حصد الدوري الفرنسي مرتين. 

عاد إلى البرازيل مع ساو باولو في 2019، فاز ببطولة بولتارنبا 2021، لكنه غادر بعد خلاف حول الرواتب. 

عاد إلى برشلونة لموسم قصير في 2021-2022، ثم لعب مع بوماس يونام في المكسيك حتى اعتزاله في 2023.

على الصعيد الدولي، مثل البرازيل من 2006 إلى 2022، بـ126 مباراة، فاز بكوبا أمريكا مرتين (2007، 2019)، كأس القارات (2009، 2013)، والذهب الأولمبي 2020. 

مسيرة ألفيس ليست مجرد إنجازات، بل قصة صعود من الفقر إلى القمة، مع أسلوب يجمع الدفاع الصلب بالهجوم الإبداعي، مما جعله رمزًا للجيل الذهبي البرازيلي.