دخل ريال مدريد الإسباني عطلة أعياد الميلاد وسط أجواء مشحونة بالقلق وعدم الرضا، رغم الفوز على إشبيلية في ملعب سانتياجو برنابيو، وهي مباراة ودّع بعدها الفريق جماهيره بصافرات استهجان واضحة، كان فينيسيوس جونيور أبرز من طالته الانتقادات، وانتصار لم يُخفِ حالة التخبط، ولا الإحساس العام بأن الفريق لا يسير في الاتجاه الصحيح.
اضافة اعلانداخل أسوار فالديبيباس، يدرك الجميع أن الوضع الحالي لا يحتمل الاستمرار دون مراجعة شاملة، والجهاز الفني بقيادة تشابي ألونسو واللاعبون تبادلوا رسائل صريحة قبل التفرق لقضاء الإجازة، مفادها أن العودة تتطلب إعادة ضبط حقيقية، قائمة على النقد الذاتي وتحمل المسؤولية الجماعية، وإلا فالعواقب ستكون قاسية مع بداية 2026.
الرسالة كانت واضحة داخل غرفة الملابس فالأداء الحالي لا يكفي حتى تيبو كورتوا، أحد قادة الفريق، لم يُخفِ قلقه، معترفًا بأن الفوز وحده لا يغطي على المشكلات الفنية، مؤكدًا أن الفريق بحاجة إلى تقديم كرة قدم أفضل بعد العودة من العطلة، وأن التوقف قد يكون فرصة لإعادة الشحن الذهني والبدني.
إدارة المرينجي تستحضر ما فعله فريق فليك الموسم الماضي لقلب الطاولة بعد عطلة الشتاء
وأضافت صحيفة “آس” أنه ورغم الأجواء المشحونة، تُظهر الأرقام أن ريال مدريد ما زال حاضرًا في جميع البطولات، وأن المشهد لم يخرج عن السيطرة بعد، وأول اختبار بعد التوقف سيكون مواجهة ريال بيتيس على ملعب برنابيو، مباراة تنظر إليها الإدارة بعين التفاؤل، خاصة أن الفوز فيها سيُبقي الفارق مع برشلونة عند أربع نقاط، وربما أقل في حال تعثر المتصدر.
في هذا السياق، يستحضر ريال مدريد ما حدث قبل عام واحد فقط، وفي الجولة نفسها قبل عطلة الشتاء، سقط برشلونة بقيادة هانزي فليك وخسر ليبتعد بفارق ثماني نقاط كاملة عن الصدارة، في وقت كان فيه ريال مدريد بقيادة أنشيلوتي في القمة، لكن ما إن عاد الفريق الكتالوني من التوقف، حتى انقلبت الموازين بشكل دراماتيكي، بداية من كأس السوبر في السعودية، وصولًا إلى حسم الدوري الإسباني وكأس الملك، بينما خرج ريال مدريد خالي الوفاض محليًا.
هذا المثال بات حديث غرفة ملابس المرينجي، حيث أنه إذا كان برشلونة قادرًا على العودة من فجوة أكبر، فلماذا لا يفعلها ريال مدريد الآن؟ الإجابة المنتظرة قد تبدأ من كأس السوبر الإسباني في جدة، حيث سيواجه الفريق أولًا أتلتيكو مدريد في نصف النهائي، ثم برشلونة المحتمل في النهائي. التتويج هناك قد يكون نقطة التحول الذهنية الحاسمة.
بعدها، تبدو الأجندة مواتية نسبيًا، مواجهتان في دوري الأبطال لحسم التأهل المباشر، مشوار مريح نسبيًا في كأس الملك، وجدول الليجا يمنح الفريق ثلاث مباريات متتالية على أرضه خلال شهر يناير، وكل ذلك يجعل 2026 عامًا مرشحًا ليكون عام الخلاص إذا ما استوعب ريال مدريد دروس الأسابيع الماضية.
الخلاصة في فالديبيباس واضحة، فالماضي القريب يُثبت أن كرة القدم لا تعترف بالمنطق وحده، وإذا كان برشلونة قد فعلها، فإن ريال مدريد يؤمن أن المستحيل ليس جزءًا من قاموسه.