ذكرت صحيفة “موندو ديبورتيفو” أن التعاقد مع خوان جارسيا ابن 24 عامًا يُعد أحد أنجح صفقات برشلونة الإسباني في الفترة الأخيرة، بعدما احتاج الحارس الشاب إلى أشهر قليلة فقط ليؤكد قيمته داخل الملعب، ويصبح عنصرًا حاسمًا في تتويج الفريق بلقب بطل الشتاء، بفضل أدائه اللافت، وآخره تألقه الكبير أمام فياريال.
اضافة اعلانوخارج المستطيل الأخضر، لا يختلف جارسيا كثيرًا عمّا يظهر به داخله؛ شخصية هادئة، بسيطة، وحياة يومية لم تتغير تقريبًا منذ انتقاله إلى برشلونة الصيف الماضي، ولم يغيّر حتى مصفف شعره، واكتفى بالانتقال من وسط المدينة إلى سكن قريب من المدينة الرياضية، في ظل ازدياد حضوره الإعلامي بعد انضمامه إلى البلوجرانا.
وساعده اندماجه السريع داخل المجموعة الكتالونية على التأقلم، حيث وجد ترحيبًا من لاعبين مثل بيدري وفيران توريس، كما لعب داني أولمو، الذي يتشاركان وكالة الأعمال، دورًا مهمًا في تسهيل استقراره، حتى أنه زاره رفقة بيدري في المستشفى عقب خضوعه لجراحة الغضروف في أكتوبر الماضي.
حارس البرسا يعيش ببساطة بعيدًا عن الأضواء ويثبت بالأرقام أنه أحد أفضل حراس أوروبا هذا الموسم
وتتناقض حياة جارسيا الخاصة مع نمط الحياة الصاخب الذي يفضله كثير من لاعبي كرة القدم، إذ يفضل الهدوء والجبال على الشواطئ، وكانت مونتسيرات إحدى وجهاته قبل توقيعه لبرشلونة، وفي أوقات الراحة، يفضل البقاء في المنزل مع شريكته، مع احتفاظه بعلاقات صداقة مع لاعبي إسبانيول ومحيطهم، رغم انتقاله لغريمهم التقليدي.
وعلى غير عادة حراس المرمى، لا يؤمن جارسيا بالخرافات أو الطقوس الخاصة قبل المباريات، فلا ترتيب معين لقوارير المياه ولا طقوس مع القائمين، وربما كانت الملاحظة الأغرب في مسيرته هي استخدامه سابقًا قطعتين من الكرتون كواقي للساقين أثناء لعبه مع إسبانيول، في زمن تتجه فيه هذه الأدوات إلى الصغر قدر الإمكان.
فنيًا، لم يواجه الحارس الكتالوني صعوبة في التأقلم مع أسلوب التدريب والتحضير في برشلونة، الذي لم يجده مختلفًا كثيرًا عن تجربته السابقة، وسرعته وخفة حركته رغم بنيته الجسدية لفتتا الانتباه، ومع العمل بالفيديو والتعليمات الفنية، فهم سريعًا دوره في اللعب خارج منطقة الجزاء لتمكين الخط الدفاعي من التقدم.
وقال أدري كاباييرو، أحد مدربي الحراس الذين عملوا معه سابقًا: “التأقلم كان سريعًا جدًا، وأكثر ما فاجأني هو فهمه وتنفيذه بالقدم، كان ممتازًا. فنيًا، ما يقدمه الآن ليس مفاجئًا، لأنه كان دائمًا لاعبًا حاسمًا”، مضيفًا أن برشلونة كسب تفوقًا واضحًا في الكرات الهوائية بوجوده.
وتعكس الأرقام سيطرة جارسيا بين الخشبات الثلاث، إذ يُعد من بين أفضل حراس الدوريات الخمس الكبرى من حيث نسبة التصديات (80.6%)، متفوقًا بخمس نقاط على تيبو كورتوا، كما حافظ على شباكه نظيفة في 50% من مبارياته، ويتصدر قائمة الحراس الأكثر قيامًا بتدخلات دفاعية خارج منطقة الجزاء بمعدل 4.67 تدخل في المباراة.
ورغم بدايته القوية هذا الموسم، تعرض غارسيا لإصابة أمام ريال أوفييدو أبعدته قرابة شهرين، ما حرمه من التواجد في توقفَي أكتوبر ونوفمبر الدوليين، ومع سياسة لويس دي لا فوينتي في الحفاظ على نواة ثابتة للمنتخب، يدرك الحارس أن حلم المشاركة في كأس العالم يبدو صعب المنال حاليًا، وهو ما فضّل هانزي فليك عدم التعليق عليه مكتفيًا بالإشادة بمستواه.
ويؤكد كاباييرو: “إنه أفضل حارس مرمى في العالم رغم صغر سنه على حماية عرين برشلونة، ومع الوقت سيكتسب خبرة أكبر”، بينما يرى مقربون منه أن جوان غارسيا لم يصل بعد إلى ذروة مستواه، ولا يزال يمتلك هامش تطور واسع في المستقبل.