يشبه عالم كرة القدم عالم السياسة، حيث تعيش الفرق مراحل انتقالية مثل الدول، ويبدو أن ليفربول يعيش بدايات عهد جديد بوجود نجوم شباب جدد تحت قيادة الهولندي آرني سلوت المدير الفني.
يشهد ليفربول مرحلة انتقالية مثيرة للجدل على صعيد الهجوم، حيث بدأ السؤال حول مستقبل النجم المصري محمد صلاح في التشكيلة الأساسية يتردد بقوة، بعد تراجع مستواه وانضمام عناصر هجومية جديدة، في مقدمتها الشاب الألماني فلوريان فيرتز.
صلاح كان بمثابة قائد نهضة ليفربول في السنوات السابقة، حيث كان اللاعب الأبرز والأهم في التشكيلة منذ انضمامه في صيف 2017 قادمًا من روما الإيطالي، لكن فدوام الحال من المحال وقد تنقلب أيام الزمان عليه.
غضب جماهيري من صلاح وتراجع مستمر
الموسم الماضي في الدوري الإنجليزي فقط سجل صلاح 29 هدفًا وقاد الريدز للقب، لكن الموسم الجاري غائب عن التألق حيث اكتفى بهدفين فقط حتى الآن.
ويواجه صلاح حالة من الانتقادات وسط بحثه عن استعادة قدراته التهديفية، مثالًا تلقى هجومًا حادًا بعد عدم تمرير الكرة لصالح فلوريان فيرتز خلال مباراتي مانشستر يونايتد وأينتراخت فرانكفورت، حيث فضل المحاولة الفردية على تقديم التمريرة للزميل الشاب، الأمر الذي أثار غضب الجماهير على مواقع التواصل الاجتماعي.
واعتبر البعض أن هذه اللحظة قد ترمز لتسليم السلطة تدريجيًا داخل الفريق، مع تحول التركيز أكثر نحو اللاعب الألماني.
إحصائيًا، يظهر تراجع واضح في أداء صلاح هذا الموسم مقارنة بالموسم الماضي، حيث سجل 3 أهداف وصنع 3 تمريرات حاسمة في 12 مباراة في جميع المسابقات، مع عدد التسديدات ولمسات الكرة داخل منطقة الجزاء أقل من نصف الموسم الماضي.
كما تأثر صلاح بمغادرة ترنت ألكسندر-أرنولد وفقدان شراكتهما التي استمرت قرابة العقد، إضافة إلى تأثير فقدان زميله وصديقه دييغو جوتا الذي توفي الصيف الماضي.
فيرتز مرشح لقيادة المرحلة الجديدة
فيرتز، الذي انتقل إلى ليفربول الصيف الماضي مقابل 116 مليون جنيه إسترليني، أظهر قدراته الإبداعية بشكل لافت خلال مباراة أينتراخت فرانكفورت، حيث قدم تمريرتين حاسمتين في الشوط الثاني، مؤكدًا أنه قادر على قيادة خط الوسط الهجومي للفريق.
المدرب آرنه سلوت منح فيرتز فرصة البداية في مركز الجناح الأيمن أمام فرانكفورت، بينما جلس صلاح على مقاعد البدلاء، لتأكيد أن الفريق يمكن أن يستفيد من وجودهما معًا.
قبل انضمامه إلى ليفربول، كان فيرتز الوحيد مع صلاح الذي يسجل أكثر من 10 أهداف ويصنع أكثر من 10 في نفس الموسم، مظهرًا قدراته الكبيرة في الدوري الألماني.
إرث محمد صلاح لا ينسى
رغم التراجع الحالي، يظل صلاح أحد أعمدة ليفربول التاريخيين، حيث سجل 248 هدفًا وصنع 113 تمريرة حاسمة في 413 مباراة، وقاد الفريق للفوز بلقب الدوري الإنجليزي مرتين ودوري أبطال أوروبا مرة واحدة.
الجماهير الآن تترقب ما إذا كان الموسم الحالي بداية لمرحلة جديدة يقودها فيرتز، وهل سيستمر صلاح كعنصر أساسي أم سيجد نفسه على مقاعد البدلاء بشكل متكرر، خاصة في ظل الأداء المتذبذب ومنافسة الشاب الألماني الواعد.