الأربعاء 29-10-2025
ملاعب

تشيلسي يحيي آمال تير شتيجن المونديالية

Screenshot 2025-10-28 222925


يواصل الحارس الألماني مارك أندريه تير شتيجن، قائد برشلونة البالغ من العمر 33 عامًا، برنامجه التأهيلي بعد العملية الجراحية التي خضع لها في الظهر نهاية يوليو/تموز الماضي، لكنه لا يزال بحاجة إلى بعض الوقت قبل العودة إلى الملاعب.

ورغم غيابه، بدأ اسم الحارس الألماني يتردد في سوق الانتقالات الشتوية المقبلة، خاصة بعد أن حسم النادي الكتالوني موقفه في المرمى؛ حيث أصبح خوان جارسيا الحارس الأساسي، بينما يُعد فويتشيك تشيزني الذي تألق في الكلاسيكو الأخير، الحارس البديل، وهو ما قلص فرص تير شتيجن في المشاركة المنتظمة، في وقت يسعى فيه لاستعادة لياقته للمشاركة في كأس العالم مع ألمانيا الصيف المقبل.

اضافة اعلان
 

وفي ظل هذا الوضع، تشير تقارير إلى أن تير شتيجن قد يبحث عن وجهة جديدة تضمن له دقائق لعب أكثر. 

وأفادت شبكة "سكاي سبورتس" أن تشيلسي يُعد من أبرز المهتمين بالتعاقد معه خلال الشتاء المقبل.

ووفقًا للمصدر ذاته، فإن إدارة تشيلسي تبحث عن حارس صاحب خبرة لتعزيز المنافسة في مركز حراسة المرمى، وقد تفكر في استعارة تير شتيجن حتى نهاية الموسم، في حين يُعد الفرنسي مايك مينان، حارس ميلان الذي ينتهي عقده الصيف المقبل، خيارًا آخر مطروحًا أمام النادي اللندني.

تجدر الإشارة إلى أن تقارير صحفية ألمانية كانت قد تحدثت مؤخرًا عن مستقبل الحارس الدولي، إذ ذكرت بعضها أنه منفتح على خوض تجربة جديدة، بينما أكدت أخرى أنه لا يزال متمسكًا بالبقاء في برشلونة والدفاع عن مكانه الأساسي.

ومع اقتراب فتح سوق الانتقالات الشتوية بعد نحو شهرين، يبدو أن ملف تير شتيجن سيعود لتصدر العناوين مجددًا، وسط حالة من الغموض حول مستقبله في كامب نو.

مسيرة مميزة

يعد مارك أندريه تير شتيجن واحداً من أبرز حراس المرمى في العالم خلال العقد الأخير، بفضل ما يتميز به من هدوء وثبات وثقة عالية في التعامل مع الكرة، سواء بقدميه أو بيديه. 

وُلد الحارس الألماني في مدينة مونشنجلادباخ يوم 30 أبريل/نيسان عام 1992، وبدأ مسيرته الكروية في أكاديمية نادي بوروسيا مونشنجلادباخ، الذي مثّل له محطة الانطلاق نحو النجومية.

تدرّج تير شتيجن في مختلف فئات النادي السنية حتى وصل إلى الفريق الأول في موسم 2010-2011، وهناك برز بسرعة بفضل ردّات فعله السريعة وقدرته المميزة على بناء اللعب من الخلف. وفي عمر 19 عاما فقط، أصبح الحارس الأساسي لفريقه، حيث أسهم في إنقاذ مونشنجلادباخ من الهبوط، ليحظى بعدها بإشادة واسعة من الجماهير والصحافة الألمانية، التي وصفته بأنه "خليفة مانويل نوير".

خلال أربعة مواسم قضاها في الدوري الألماني، خاض تير شتيجن أكثر من 100 مباراة رسمية مع مونشنجلادباخ، وتميز بقدرته على التصدي لركلات الجزاء وبأسلوبه العصري الذي يجمع بين الشجاعة والدقة في التمرير.

وكان من الطبيعي أن تجذب موهبته أنظار كبار أوروبا، ليعلن برشلونة في صيف عام 2014 تعاقده مع الحارس الألماني مقابل نحو 12 مليون يورو، ليكون خليفة للحارس الأسطوري فيكتور فالديز.

ورغم أنه بدأ مسيرته مع برشلونة كحارس لمباريات دوري أبطال أوروبا وكأس الملك فقط، بجانب الحارس كلاوديو برافو الذي كان يشارك في مباريات الدوري، فإن تير شتيجن استطاع أن يفرض نفسه تدريجيا بفضل أدائه الرائع في البطولات القارية، خصوصا في موسم 2014-2015 حين لعب دورا محوريا في تتويج برشلونة بالثلاثية التاريخية: الدوري الإسباني، كأس الملك، دوري الأبطال.

الحارس الأول

في موسم 2016-2017 أصبح تير شتيجن الحارس الأول لبرشلونة بعد رحيل برافو إلى مانشستر سيتي، ومنذ ذلك الحين لم يتزحزح عن مركزه الأساسي، مقدما مستويات ثابتة جعلته أحد قادة الفريق داخل غرفة الملابس. تميّز الحارس الألماني بقدرته الكبيرة على اللعب بالقدمين، ما جعله مثالا للحارس العصري الذي يشارك في بناء الهجمة من الخلف، وهو أسلوب يتوافق تماما مع فلسفة برشلونة في الاستحواذ والتمرير.

حقق تير شتيجن مع برشلونة العديد من الألقاب، أبرزها الدوري الإسباني 6 مرات، وكأس الملك 6 مرات أيضا، إضافة إلى دوري أبطال أوروبا 2015 وكأس العالم للأندية والسوبر الأوروبي والإسباني. وقد شكّل على مدار سنوات أحد أعمدة الفريق إلى جانب نجوم مثل ميسي وبوسكيتس وبيكيه.

أما على الصعيد الدولي، فقد مثّل تير شتيجن المنتخب الألماني في مختلف الفئات السنية قبل أن يخوض أولى مبارياته مع المنتخب الأول عام 2012. ورغم المنافسة الشرسة مع مانويل نوير، كان دائما الخيار الثاني الموثوق في صفوف "المانشافت".

يعرف تير شتيجن بشخصيته الهادئة وانضباطه الشديد، إلى جانب التزامه المهني الكبير داخل وخارج الملعب. ورغم مروره بفترات صعبة بسبب الإصابات، وخاصة إصابة الظهر التي خضع بسببها لجراحة في 2023، فإن الحارس الألماني لا يزال يحتفظ بمكانته كأحد أفضل حراس المرمى في أوروبا، بفضل خبرته الطويلة وأدائه المتوازن وقدرته على قيادة الدفاع بثقة عالية.

ومع اقترابه من منتصف الثلاثينيات من عمره، يواصل تير شتيجن مسيرته مع برشلونة والمنتخب الألماني بطموح كبير لاستعادة كامل لياقته والمشاركة في كأس العالم 2026، في محاولة أخيرة لتثبيت اسمه كواحد من أعظم الحراس في جيله.