يحتفل كيليان مبابي بمرور عشرة أعوام كاملة على ظهوره الأول في كرة القدم الاحترافية، في يوم يكتسب طابعًا خاصًا مع عودته إلى ملعب سان ماميس عندما سيواجه الريال منافسه أتلتيك بلباو مساء يوم الأربعاء في الدوري الإسباني، والمكان الذي اعترف بأنه شهد أسوأ لحظاته في الموسم الماضي -عندما أهدر ركلة جزاء في لقاء خسره الريال بهدفين مقابل هدف-، واليوم يعود مبابي أكثر قوةً ونضجًا، في أفضل حالاته مع ريال مدريد الإسباني، وهو يسترجع أول خطوة خطاها في عالم النجومية عندما شارك لأول مرة بقميص موناكو في الثاني من ديسمبر 2015، وهو لم يتم بعد 17 عامًا.
اضافة اعلانوأشارت صحيفة “ماركا” في تقرير مطول بأن مبابي ظهرلأول مرة بدلًا من فابيو كوينتراو تحت قيادة المدرب ليوناردو جارديم، مرتديًا القميص رقم 33، ومنذ انتقاله إلى أكاديمية موناكو في سن 12 عامًا، لاحظ مدربه سريعًا أن موهبته ليست طبيعية، وقال جارديم حينها: “من أول حصة تدريبية أدركت أنه ليس لاعبًا عاديًا، لم أرَ طفلًا يتعلم بهذه السرعة”، وفي عقد واحد فقط أصبح مبابي لاعبًا من فئة الظواهر، مسجلًا أكثر من 400 هدف في 555 مباراة، ومانحًا 191 تمريرة حاسمة، ومتوجًا بكأس العالم مع فرنسا وهو في الثامنة عشرة من عمره.
منذ دخوله أرض الملعب لأول مرة أمام كان، بدأت رحلة صاروخية جعلته وجهًا مطاردًا من كبار أوروبا، وعلى رأسهم ريال مدريد، ومع صراع باريس والملكي على ضمه في 2017، كشف مبابي لإدارة موناكو عن رغبته: “أشعر أن الوقت ما زال مبكرًا. ريال مدريد سينتظرني. أنا باريسي وأريد أن أصبح لاعبًا كبيرًا هنا قبل الرحيل”، وهكذا انتقل إلى باريس سان جيرمان مقابل 180 مليون يورو، فيما بقي حلم ريال مدريد مؤجلًا لسنوات أطول مما توقع الجميع.
من موناكو إلى ريال مدريد: عشر سنوات من الإنجازات واللحظات التاريخية
ورغم احتفاظ باريس بموهبته لسبعة مواسم، قدّم خلالها أرقامًا خارقة بلغت 256 هدفًا و110 تمريرات حاسمة في 308 مباريات، إلا أن دوري أبطال أوروبا بقي اللقب المفقود، ورحل مبابي مجانًا في صيف عام 2024 دون تحقيق حلمه بالأبطال الذي تحقق للفريق الباريسي في موسم رحيله.
استقبال مبابي في سانتياجو برنابيو كان حدثًا تاريخيًا حضره أكثر من 80 ألف مشجع، وفي موسمه الأول حقق الحذاء الذهبي ولقب البيتشيتشي، قبل أن ينفجر في موسمه الثاني بأفضل بداية في مسيرته، 23 هدفًا في 19 مباراة.
اليوم يعود مبابي إلى سان ماميس على أعتاب مرحلة جديدة أكثر اكتمالًا، فقد وصل إلى ريال مدريد ليكتب آخر الفصول التي طال انتظارها، ويبدو أنه يعيش الآن اللحظة التي حلم بها منذ كان لاعبًا ناشئًا في موناكو، لحظة أن يصبح النجم الذي يقود ريال مدريد إلى البطولات الكبرى التي يطمح إليها.