هناك كلمات لا يُحسب لها حساب عند نطقها، لكنها تحمل في طياتها مصائر كامنة، أحيانًا أكثر قسوة من أي هدف أو خسارة، بعض الكلمات، بمجرد أن تخرج من فم لاعب، تصبح بمثابة بذرة صغيرة للقدر، تنتظر اللحظة المناسبة لتنمو إلى عقوبة لا مفر منها، قصة جول كوندي مع تشيلسي هي المثال الأوضح على ذلك.
اضافة اعلانفي لحظة من لحظات الغرور، أعلن كوندي بجرأة سعادته لعدم الانضمام لصفوف تشيلسي قائلًا “كُنت سأنضم إليهم”.. كلمات بدت مجرد تصريح عابر، لكنها في الواقع كانت شعلة أطلقت نحو فريق البلوز، الفريق الذي كان يسعى لضمه لصفوفه، لكنه لم يدرِ حين قالها أن القدر كان يراقب بصمت، يبتسم من خلف الكواليس، يعد العد التنازلي للحظة الانتقام الرمزي، ليأتي اليوم الذي تتحول فيه الكلمات إلى حقيقة مُرة لا تُنسى على اللاعب ذاته الذي أطلقها.
تشيلسي - برشلونة - جارناتشو - أراوخو - جوليس كوندي - إريك جارسيا - المصدر (Getty images)
تشيلسي – برشلونة – جارناتشو – أراوخو – جوليس كوندي – إريك جارسيا – المصدر (Getty images)
مرت السنين، وكوندي يلعب في الدوري الأوروبي، بينما تشيلسي، الفريق الذي سخِر منه، يواصل مسيرته بثبات ليصل إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، الفرحة التي كان يتوقعها ربما على شكل منافسة سهلة، تحولت إلى مرارة عند رؤية الفريق الذي سخر منه يتألق دون أن يرف له جفن.
كوندي وأعتاب الموسم الكارثي مع برشلونة
مع مرور الأشهر، تحولت المصائب إلى موسم كارثي بكل المقاييس، اللاعب الذي كان يُتوقع منه قيادة الدفاع، قدّم أحد أسوأ مواسمه على الإطلاق، كل لمسة كرة بدت وكأنها تتحول إلى فشل، وكل تمريرة خاطئة كانت تذكره بأن كرة القدم لا تعطي فرصًا ثانية للغرور، ووفق ما تردد في الكواليس، فإن السبب يعود جزئيًا إلى أن مدربه طالب الإدارة منذ بداية الموسم بضم ظهير جديد ليشغل مكانه، لكن الإدارة تجاهلت الطلب، لتصبح المعركة خاسرة قبل أن تبدأ.
ومرت الشهور، وعاد كوندي إلى ستامفورد بريدج إلى معقل الفريق الذي سخر منه ، المشهد كان مكتوبًا مسبقًا كما لو أن كل شيء مقدر.. الهزيمة المذلة كانت في الانتظار، ليس لأنها ثلاثية أو نتيجة كبيرة، بل لأن اللاعب سجل أحد أهداف تشيلسي في مرماه، لحظة رمزية من القدر تجسد ثأر الكلمات التي أطلقها من قبل.