تلقى نادي الهلال السعودي أنباءً مطمئنة بشأن الحالة الصحية لنجمه البرازيلي مالكوم أوليفيرا، بعدما خضع لفحوصات دقيقة في إسبانيا للتأكد من مدى تعافي مفصل القدم الذي عانى منه في الأسابيع الأخيرة، وسط قلق كبير من جماهير الفريق وإدارة الجهاز الفني بقيادة الإيطالي سيموني إنزاجي.
اضافة اعلانوأكدت صحيفة "اليوم" السعودية أن الفحوصات التي أجراها اللاعب، بحضور أحد أعضاء الجهاز الطبي للهلال، أثبتت عدم حاجته إلى تدخل جراحي كما كان يُخشى في البداية، وهو ما يُعد خبرًا سارًا للنادي الأزرق قبل فترة التوقف الدولية المقبلة. وبناءً على هذه النتائج، سيكتفي مالكوم ببرنامجٍ تأهيلي متدرج تحت إشراف الجهاز الطبي، على أن يتم تحديد موعد عودته إلى المشاركة الجماعية لاحقًا وفقًا لتطور حالته.
مؤشر إيجابي قبل التوقف الدولي
يُعتبر هذا التطور بمثابة مؤشر إيجابي كبير داخل البيت الهلالي، حيث يسعى إنزاجي إلى استعادة جميع عناصره قبل نهاية نوفمبر، من أجل الدخول في المرحلة التالية من الموسم بصفوف مكتملة، سواء على الصعيد المحلي في الدوري السعودي أو القاري في دوري أبطال آسيا للنخبة.
وأوضحت الصحيفة أن الجهاز الطبي وضع خطة علاجية دقيقة لمالكوم، تتضمن مراحل تأهيلية تدريجية تشمل التمارين الفردية، ثم العودة إلى التدريبات الجماعية. ويُتابع إنزاجي الملف عن كثب نظرًا لأهمية اللاعب في منظومته الهجومية، خصوصًا في ظل توالي الإصابات التي طالت عدداً من النجوم في الفترة الأخيرة.
وكان المدرب الإيطالي قد تحدث في مؤتمر صحفي عقب فوز فريقه على الغرافة القطري ضمن منافسات دوري أبطال آسيا للنخبة، مؤكدًا أن الجهاز الطبي ليس مسؤولًا عن تعدد الإصابات، مشيرًا إلى أن معظمها جاء نتيجة ضغط المباريات وتداخل البطولات، وذلك بعد تعرض المدافع علي لاجامي لإصابة جديدة خلال اللقاء.
سيموني إنزاجيAFP
رحلة للاطمئنان وليس للعلاج
من جانبها، أكدت صحيفة "الشرق الأوسط" أن سفر مالكوم إلى إسبانيا كان إجراءً وقائيًا بحتًا، يهدف إلى الاطمئنان على سلامة مفصل القدم وليس لعلاج إصابة معقدة. وأشارت إلى أن الفحوصات أظهرت خلو المفصل من أي مضاعفات، وأن اللاعب سيبدأ قريبًا المرحلة البدنية استعدادًا للعودة إلى الملاعب.
وأضافت التقارير أن النجم البرازيلي سيكون ضمن الخيارات المحتملة أمام إنزاجي خلال مواجهة فريق النجمة في الجولة الثامنة من دوري روشن السعودي للمحترفين، إذا أثبتت حالته الجاهزية المطلوبة خلال التدريبات المقبلة. ويُعد هذا الخبر دفعة معنوية كبيرة لجماهير الهلال التي كانت تخشى غيابه لفترة طويلة، خاصة في ظل جدول مزدحم بالمباريات الحاسمة محليًا وآسيويًا.
مالكوم.. قطعة ذهبية في المنظومة الزرقاء
منذ انضمامه إلى الهلال في صيف 2023 قادمًا من زينيت سان بطرسبرج الروسي، بعد تجربة قصيرة مع برشلونة الإسباني، أثبت مالكوم أنه أحد أهم صفقات النادي في عصر الاستقطابات الكبرى. فقد شكّل إضافة فنية وتهديفية هائلة بفضل سرعته ومهاراته وقدرته على التوغل وصناعة اللعب.
وخاض اللاعب مع الهلال 105 مباريات في مختلف البطولات، سجل خلالها 40 هدفًا وقدم 34 تمريرة حاسمة، ليصبح أحد أهم الركائز الهجومية في الفريق. أما في الموسم الحالي، فشارك في 7 مباريات فقط في الدوري ودوري أبطال آسيا للنخبة، لكنه نجح رغم ذلك في تسجيل 3 أهداف وصناعة 3 أخرى، ما يؤكد تأثيره الكبير في الثلث الهجومي.
ويُدرك إنزاجي جيدًا أن وجود مالكوم على أرض الملعب يمنح الفريق تنوعًا تكتيكيًا أكبر في الثلث الأخير، سواء بالتحرك بين الخطوط أو استغلال المساحات خلف المدافعين، ما يجعل عودته المنتظرة أحد مفاتيح استعادة التوازن الفني للفريق خلال الفترة المقبلة.
جواو كانسيلو
غيابات مؤثرة وإصابات متتالية
وجاء غياب مالكوم ليزيد من معاناة الهلال الذي دخل مواجهة الغرافة في الجولة الرابعة من دوري أبطال آسيا للنخبة منقوصًا من عدد من نجومه الأساسيين، أبرزهم داروين نونيز، سيرجي سافيتش، حسان تمبكتي، وعلي البليهي.
وأوضح النادي في بيان رسمي عبر منصة "إكس" أن نونيز وسافيتش يواصلان تنفيذ برامجهما التأهيلية في العيادة الطبية وصالة الإعداد البدني، فيما حرم مرض الإنفلونزا الثنائي البليهي وتمبكتي من السفر مع البعثة إلى الدوحة. ويُعاني سافيتش من كدمة في الساق، بينما تعرض نونيز لإصابة في الركبة، ليبقى الثنائي خارج حسابات الجهاز الفني مؤقتًا.
هذه الغيابات دفعت إنزاجي إلى البحث عن حلول بديلة لسد الثغرات الدفاعية والهجومية، معتمداً على سياسة التدوير واستغلال العمق في دكة البدلاء، خصوصًا في ظل ضغط المباريات على المستويين المحلي والقاري.
عودة كانسيلو توازن الكفة
في المقابل، استعاد الهلال مؤخرًا خدمات الظهير الأيمن البرتغالي جواو كانسيلو الذي غاب لفترة طويلة بسبب الإصابة، وعاد للمشاركة في المواجهة الآسيوية الأخيرة، مما منح الجهاز الفني بعض التوازن بعد سلسلة الغيابات المؤثرة.
ومع المؤشرات الإيجابية حول تعافي مالكوم، واستعادة عدد من اللاعبين المصابين تدريجيًا، يترقب جمهور الهلال فترة ما بعد التوقف الدولي بكثير من الأمل، على أمل رؤية الفريق في كامل جاهزيته وهو ينافس على كل الجبهات، محافظًا على صورته كأحد أبرز أندية القارة في السنوات الأخيرة.