الأربعاء 05-11-2025
ملاعب

تصريحات ليفاندوفسكي عن يامال تهز أركان برشلونة

df74009d-afdf-46c7-9e76-86af6c98e678


نجم برشلونة يجذب كل الأنظار... لكن بعض الأصوات بدأت تثير القلق. وجملة واحدة من ليفاندوفسكي تثير البرد.
اضافة اعلان

في نادي برشلونة، الجميع يتحدث عن لامين يامال. هذا اللاعب الموهوب من أكاديمية ماسيا، الذي يُعتبر مستقبل النادي وقد أصبح بالفعل في دائرة الضوء، يمر بفترة حرجة.

 بين مشاكل صحية متكررة وتغطية إعلامية متزايدة، يريد كل من المقربين منه وجزء من زملائه في الفريق تجنب إحباطه في وقت مبكر. وبينما يحاول النادي حماية جوهرة فريقه، أطلق روبرت ليفاندوفسكي تصريحاً أثار ضجة كبيرة وفتح الباب أمام تساؤلات جديدة.

لامين يامال تحت الضغط، بين حالة غير مستقرة وحياة شخصية تحت المجهر
ما يقرب من نصف عالم كرة القدم يتابع تطور الشاب الإسباني الدولي، الذي يحظى بالإعجاب لتقنياته ونضجه وجرأته في التعامل مع الكرة. لكن وراء كل هذا الإشادة، هناك قلق يتزايد ببطء: تكرار إصاباته. فمشاكل صحية طفيفة تبطئ من وتيرته، مما يمنعه أحيانًا من اللعب بحرية وبالحيوية المعتادة. ومن المتوقع أن يخضع لعملية جراحية قريبًا.

يضاف إلى ذلك التعرض الإعلامي المفرط للاعب لا يزال صغيراً جداً. حياته الخاصة معروضة للجميع، والشبكات الاجتماعية في حالة غليان، والضجة المستمرة... 

كل هذا يغذي مخاوف بعض المراقبين وأعضاء النادي. يريد برشلونة أن يجعله دعامة الفريق في السنوات القادمة، لكن لا أحد ينسى أن المواهب الشابة قد تضل طريقها أحياناً تحت الضغط والاهتمام والمقارنات المستمرة.


لواندوفسكي يطلق جملة مفاجئة
عندما طُلب من روبرت ليفاندوفسكي التعليق على وضع يامال في مؤتمر صحفي، فاجأ الجميع. فبدلاً من الحديث عن تقدم النجم الشاب أو توجيه كلمة تشجيع له، ابتعد المهاجم البولندي عن الموضوع.

"لم أتحدث معه منذ فترة طويلة، وكل ما يمكنني قوله الآن هو أنني لا أريد التحدث عنه. إنه بحاجة إلى الهدوء. أنا أتحدث عن نفسي"، قال ليفاندوفسكي، الذي عاد للعب بعد تعافيه من إصابة.

كان رداً مباشراً، شبه بارد، أثار ردود فعل فورية. في كاتالونيا، تثير مثل هذه العبارات الجدل بسرعة: هل هناك خلاف بين الاثنين؟ هل هو مجرد رغبة في حماية اللاعب الشاب؟ أم أنه رسالة أكثر دقة من اللاعب المخضرم إلى ناديه ومحيطه؟


نادي يبحث عن التوازن
بين الطموحات الرياضية وإدارة المواهب الصاعدة وتوقعات الجمهور المتطلب، يتقدم برشلونة على حبل رفيع. يمثل يامال أمل جيل كامل، ولكنه يمثل أيضًا مخاطر المهن المبكرة. أما ليفاندوفسكي، فيبدو أنه يريد أن يذكرنا بأن الطريق طويل وأن كل موهبة يجب أن تتعلم كيف تسير بمفردها.

في غرفة ملابس تخضع لمراقبة شديدة مثل غرفة ملابس برشلونة، تصبح أي جملة موضوعًا للنقاش. وجملة المهاجم البولندي ليست استثناءً. سيكشف المستقبل ما إذا كان هذا اللحظة مجرد تفصيل بسيط... أم علامة على توتر صامت.

من التوتر إلى الصداقة

في مشهد يعكس ديناميكية العلاقات داخل الفرق الكبرى، شهدت علاقة النجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي بزميله الإسباني الشاب لامين يامال تطورات لافتة منذ انضمام الأخير إلى الفريق الأول لبرشلونة. 

البداية لم تكن مثالية، إذ وثّقت عدسات الكاميرات في نوفمبر 2023 حادثة شهيرة تجاهل فيها ليفاندوفسكي مصافحة يامال خلال مباراة أمام آلافيس، بعد أن امتنع الأخير عن تمرير الكرة له في هجمة واعدة.

ورغم أن ليفاندوفسكي برّر لاحقًا تصرفه بأنه "وضع طبيعي على أرض الملعب بين لاعبين يصرخان على بعضهما البعض"، إلا أن الواقعة أثارت جدلاً واسعًا حول مدى تقبل اللاعبين المخضرمين للمواهب الصاعدة. ومع مرور الوقت، بدأت العلاقة تأخذ منحى إيجابيًا، خاصة خلال فترة الإعداد لموسم 2025، حيث ظهر الثنائي في مواقف طريفة، أبرزها "نزال ملاكمة" عفوي خلال التدريبات، ما عكس تحسنًا واضحًا في الأجواء بينهما.

في مقابلة مع BBC، كشف ليفاندوفسكي عن فلسفته في التعامل مع اللاعبين الشباب، قائلاً: "فهمت أنني لا أستطيع القتال معهم، لكن يمكنني مساعدتهم ويمكنهم مساعدتي أيضاً. أتعلم الكثير من الأولاد". هذا التصريح يعكس تحولًا في عقلية النجم البولندي، الذي بلغ 37 عامًا، ويؤمن بأن التفاعل مع الجيل الجديد يمنحه دافعًا إضافيًا للاستمرار.

اليوم، تبدو العلاقة بين ليفاندوفسكي ويامال أقرب إلى الشراكة التعليمية، حيث يستفيد يامال من خبرة أحد أبرز مهاجمي أوروبا، بينما يجد ليفاندوفسكي في حيوية الشاب الإسباني مصدرًا للتجدد. هذا التفاهم بين الخبرة والطموح يعزز من تماسك برشلونة تحت قيادة المدرب هانزي فليك، ويمنح الفريق فرصة لصنع تاريخ جديد.

سجل مميز للنجم البولندي

سجل ليفاندوفسكي في موسم 2025 مع برشلونة 33 هدفًا في 36 مباراة، بمعدل تهديفي بلغ 0.92 هدفًا في المباراة الواحدة، مما يعكس استعادة لافتة لمستواه رغم بلوغه 36 عامًا.

في عامه الثالث مع برشلونة، أثبت النجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي أن العمر مجرد رقم، بعدما قدّم أداءً تهديفيًا مميزًا خلال موسم 2024-2025. ورغم التذبذب الذي شاب مستواه في الموسم السابق، عاد ليفاندوفسكي بقوة هذا العام، مسجلًا 33 هدفًا في 36 مباراة، ليقترب من معدله الذهبي الذي حققه في أفضل مواسمه مع بايرن ميونخ.

هذا المعدل التهديفي (0.92 هدفًا في المباراة) يعيد إلى الأذهان تألقه في موسم 2019-2020، حين أحرز 55 هدفًا في 47 مباراة مع النادي البافاري، بمعدل 1.17 هدفًا لكل لقاء. وعلى الرغم من الفارق، فإن أرقام هذا الموسم تشير إلى أن ليفاندوفسكي استعاد الكثير من حيويته الهجومية، خاصة في ظل التحديات البدنية التي يواجهها لاعب في سن السادسة والثلاثين.

من أبرز محطات تألقه هذا العام كانت مواجهاته ضد فريقه السابق بوروسيا دورتموند، حيث واصل تسجيله للأهداف أمامهم، رافعًا رصيده إلى 27 هدفًا في 27 مباراة ضد الفريق الألماني، وهو أعلى رقم له أمام أي خصم في مسيرته الاحترافية. هذه الأرقام منحت جماهير برشلونة أملاً كبيرًا في دوري أبطال أوروبا، خاصة مع اقتراب المواجهة الحاسمة بين الفريقين في ربع النهائي.

ورغم هذا التألق، أشار ليفاندوفسكي في تصريحات صحفية إلى أن الحفاظ على هذا المستوى ليس مضمونًا، مرجعًا ذلك إلى تغيرات في أسلوب اللعب وتوزيع الأدوار داخل الفريق، إضافة إلى الضغوط البدنية المتزايدة.

ومع استمرار الموسم، يبقى ليفاندوفسكي أحد أبرز ركائز برشلونة الهجومية، ومصدرًا للإلهام في كيفية المزج بين الخبرة والفعالية داخل المستطيل الأخضر.