الخميس 28-03-2024
ملاعب

وحيد خليلودجيتش: صانع المُعجزات الساعي لمواصلة كتابة التاريخ مع المغرب

-12


ملاعب - عند ذكر اسم المدرب البوسني وحيد خليلودجيتش، فأنت تذكر قطعًا واحدًا من أنجح المدربين الذين تعاقبوا على الكرة الدولية في التاريخ الحديث، حيث دون اسمه بأحرف من ذهب مع كل المنتخبات التي أشرف عليها وتمكن من التأهل رفقتها جميعًا إلى نهائيات كأس العالم، رغم أنه لم يظهر معها جميعًا في البطولة العالمية.  

اضافة اعلان
 


إطلاق لقب صانع المُعجزات على وحيد لن يكون مبالغًا فيه ومسيرته الحافلة بالإنجازات شاهدة على ذلك. ففي بدايته الحقيقية كمدرب سنة 1997، نجح في رفع لقبي دوري أبطال إفريقيا والدوري المغربي مع الرجاء الرياضي، قبل أن يعرج نحو ليل الذي كان يعاني الأمرين في الدرجة الثانية الفرنسية، ليجعل منه في غضون سنتين ونصف فريقًا متأهلًا لدور مجموعات في دوري أبطال أوروبا. 



نفس النجاح كرره مع باريس سان جيرمان بعد أن قاده موسم 2003/2004 للبصم على واحد من أفضل مواسمه على الإطلاق آنذاك، ليحتل المركز الثاني في الدوري ويفوز بكأس فرنسا، قبل أن يقرر في 2008 خوض تجربته الدولية الأولى مع منتخب ساحل العاج ويقوده في مسيرة تصفيات مثالية وبلا خسارة إلى التأهل لنهائيات كأس العالم FIFA جنوب إفريقيا 2010™، لكن موعد ظهوره المونديالي الأول لم يكن قد حان آنذاك، نظرًا لإقالته قبل البطولة بسبب الخروج من ربع النهائي في كأس أمم إفريقيا. 

 


وفي 2011، تقلد زمام الأمور في منتخب الجزائر، وهناك صنع مُعجزة كأس العالم، فأهلهم للمرة الرابعة في تاريخهم للبطولة العالمية بعد تصفيات شاقة، قبل أن يُفاجئ الجميع وينجح في العبور للدور الثاني في البرازيل وذلك بعد الفوز على كوريا الجنوبية والتعادل مع روسيا، فاصطدم في دور الـ16 بألمانيا التي تفوقت عليه بصعوبة بالغة في الأشواط الإضافية، قبل أن تشق طريقها نحو اللقب مباشرة في تلك النسخة.



تجربته مع منتخب اليابان التي بدأت سنة 2015 لم تكن مغايرة كثيرًا لتجربته مع ساحل العاج، فوسط كل الانتقادات التي طالته، تمكن من ضمان التأهل لنهائيات كأس العالم FIFA روسيا 2018™، لكنه لم يقد الفريق أثناء البطولة، لتكون تلك هي المرة الثالثة التي ينجح فيها في تأهيل منتخب للمحفل الدولي الأهم في كرة القدم. 

 


أما المرة الرابعة، فهي الحالية مع منتخب المغرب والذي نجح في قيادته للتأهل لكأس العالم للمرة السادسة في تاريخه وللمرة الثانية على التوالي، وذلك رغم التغييرات الجوهرية التي عرفها أسود الأطلس منذ مونديال روسيا باعتزال العمود الفقري لذلك الفريق المتمثل في لاعبين مثل المهدي بنعطية، مبارك بوصوفة، كريم الأحمدي أو نور الدين أمرابط. 

 

 


وحيد نجح في تكوين مجموعة شابة ومتعطشة للنجاحات، فجمع بين عناصر الخبرة كياسين بونو، رومان سايس، يوسف النصيري أو أشرف حكيمي مع يافعين قادمين بقوة على غرار عز الدين أوناحي، عمران لوزا، زكرياء أبو خلال أو ريان مايي، والهدف في مونديال قطر سيكون تكرار إنجاز كأس العالم في المكسيك سنة 1986 حينما نجح الأسود في العبور للدور الثاني مع أداء بطولي تغلبوا به على منتخب البرتغال في مباراة بقيت عالقة في تاريخ الكرة المغربية.

 



الآن، اللاعبون الأفارقة هم الأفضل، من بينهم أشرف حكيمي وساديو ماني ومحمد صلاح. هذا لن يحدث الآن، لكن بعد عشرة أو 12 سنة سيكون هناك فريق إفريقي يفوز بها (كأس العالم).

 

 


اليوم، يعمل المدرب البوسني على قدم وساق من أجل إضافة نجاح جديد إلى سجله، وذلك رغم أن شخصيته القوية واستبعاده لأسماء رنانة مثل حكيم زياش ونصير المزراوي مع عبد الرزاق حمد الله لا يروق للبعض ويجر له الكثير من الانتقادات وهو نفس السيناريو الذي عاشه في جل محطاته التدريبية، فهناك من قبل بقرارته تلك وواصل معه، وهناك من فضل الانفصال عنه على غرار ساحل العاج واليابان.  

 


ويبقى السؤال الآن: هل نرى وحيد يقود أسود الأطلس في مونديال قطر ويجعل منهم الحصان الأسود للبطولة؟