ملاعب - لم يكن التعادل المخيب للآمال أمام الإمارات مجرد عثرة عابرة في مشوار المنتخب المصري ببطولة كأس العرب 2025، بل كان أشبه بجرس إنذار مدوٍ أيقظ مخاوف مدفونة وكشف عن وجه شاحب للفراعنة في الدوحة.
وبينما يستعد المنتخب المصري لمواجهة "النشامى" في لقاء أكون أو لا أكون بالجولة الثالثة، لا يبدو أن الخصم الأردني هو العقبة الوحيدة، بل هناك 4 كوابيس تطارد معسكر الفراعنة وتهدد بكتابة سطر النهاية مبكراً للكابتن حلمي طولان ورجاله.
1. اهتزاز الثقة.. أقدام ترتعد
المتابع للدقائق التي لعبها المنتخب المصري أمام الإمارات يدرك فوراً أن المشكلة ليست فنية فحسب، بل نفسية بامتياز. اللاعبون نزلوا إلى أرض الملعب وكأنهم يحملون أثقالاً كبيرة.
اهتزاز الثقة كان واضحاً في التمريرات المقطوعة، والقرارات المترددة أمام المرمى، والخوف من ارتكاب الأخطاء الذي أدى -للمفارقة- إلى ارتكاب المزيد منها.
هذه الحالة من الرعب الكروي جعلت قميص المنتخب يبدو ثقيلاً على بعض الأسماء التي تتألق محلياً وتختفي دولياً، الخوف من الفشل تحول إلى شبح يكبّل أقدام اللاعبين، وهو أخطر ما يمكن أن يواجه فريقاً يحتاج للفوز ولا بديل عنه في المباراة القادمة.
2. بركان الفتنة الداخلية
لا دخان دون نار، هكذا تقول القاعدة، وما يتسرب من داخل معسكر المنتخب في قطر يثير القلق أكثر من النتائج نفسها، همسات عن مشادات، أنباء عن خناقات مكتومة، وتململ بين اللاعبين سواء أكان المستبعدين من التشكيل أم الذين يشعرون بغياب العدالة الفنية.
هذه الفتنة الداخلية إذا صحت، فهي تعني غياب التركيز التام عن المستطيل الأخضر، وانشغال اللاعبين بصراعات جانبية تشتت الذهن وتفكك وحدة غرفة الملابس. الفريق الذي لا يتحد في الغرف المغلقة، لا يمكنه أبداً أن ينتصر في المعارك المفتوحة، وهذا الهاجس هو الكابوس الأكبر للجهاز الفني قبل موقعة الحسم.
3. مقصلة الإعلام والجمهور
لم يعد هناك درع واقٍ للمدرب حلمي طولان، الضغط الإعلامي وصل إلى ذروته، والسكاكين سُنت بالفعل بانتظار أي تعثر جديد للإجهاز على ما تبقى من استقرار الجهاز الفني، الإعلام الرياضي لا يرحم، والجمهور الذي سئم من الأداء الباهت لم يعد يقبل بالأعذار.
هذا التربص يخلق حالة من التوتر العصبي الرهيب على الخطوط، وينتقل بالتبعية إلى اللاعبين داخل الملعب. الجميع يشعر أن مباراة الأردن قد تكون الرقصة الأخيرة، وأن أي نتيجة غير الفوز ستفتح أبواب الجحيم على مصراعيها؛ ما يجعل الفريق يلعب تحت ضغط النجاة من المقصلة لا ضغط البحث عن الانتصار.
4. مرارة المقارنة.. الفراعنة يزحفون
لعل ما يزيد الطين بلة هو النظر إلى الجوار، بينما يعاني المنتخب المصري للخروج بنقطة بشق الأنفس، تقدم منتخبات شمال إفريقيا الأخرى دروساً في الكرة الشاملة، الجزائر والمغرب، حتى وهم يشاركون بمنتخبات الرديف أو المحليين، يطيرون في البطولة، يحققون الانتصارات، ويقدمون نجوماً جدداً للمستقبل.
هذه المقارنة الموجعة تضع المنتخب المصري في موقف محرج؛ فبينما يزحف الفراعنة ببطء شديد وبأداء عقيم، ينطلق المنافسون بسرعة الصاروخ.
هذا التباين يكشف عن فجوة مخيفة في التخطيط، وفي جودة العناصر، وفي الشخصية، ما يصدر إحباطاً مضاعفاً للاعبين وللجمهور الذي يرى كبار القارة يتسيدون المشهد، بينما يكتفي منتخب بلاده بمشاهدة العرس الكروي من مقاعد المتفرجين الخائفين.