الأربعاء 19-11-2025
ملاعب

المنتخب السعودي يتراجع في تصنيف الفيفا

653337d9-d0f9-48f5-9abc-620b62d2bd7f


كشف الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، اليوم الأربعاء عن التصنيف الشهري الجديد للمنتخبات الوطنية عن شهر تشرين الثانى/نوفمبر 2025، والذي شهد تراجعًا ملحوظًا للمنتخب السعودي بمركزين، ليحتل المرتبة الـ60 عالميًا بعد أن كان في المركز الـ58 خلال الشهر الماضي.

اضافة اعلان

وعلى مستوى القارة الآسيوية، تراجع «الأخضر» إلى المركز السابع، خلف اليابان (18 عالميًا)، إيران (20)، كوريا الجنوبية (22)، أستراليا (26)، قطر (51)، والعراق (58). أما عربيًا، فجاء المنتخب السعودي في المرتبة السادسة، متأخرًا عن المغرب (11 عالميًا)، مصر (34)، الجزائر (35)، تونس (40)، وقطر (51).

ويضع هذا التصنيف المنتخب السعودي رسميًا في التصنيف الثالث عند إجراء قرعة نهائيات كأس العالم 2026، التي ستُقام يوم 5 ديسمبر المقبل في الولايات المتحدة الأمريكية. وجاء توزيع المنتخبات في التصنيفات الأربعة الأولية (قبل حسم الستة مقاعد المتبقية عبر الملحق) على النحو التالي:

التصنيف الأول: المكسيك، الولايات المتحدة، كندا (البلدان المستضيفة تلقائيًا)، إسبانيا (1)، الأرجنتين (2)، فرنسا (3)، إنجلترا (4)، البرازيل (5)، البرتغال (6)، هولندا (7)، بلجيكا (8)، ألمانيا (9).
التصنيف الثاني: كرواتيا (10)، المغرب (11)، كولومبيا (13)، أوروغواي (16)، سويسرا (17)، اليابان (18)، السنغال (19)، إيران (20)، كوريا الجنوبية (22)، الإكوادور (23)، النمسا (24)، أستراليا (26).

التصنيف الثالث: النرويج (29)، بنما (30)، مصر (34)، الجزائر (35)، اسكتلندا (36)، باراغواي (39)، تونس (40)، كوت ديفوار (42)، أوزبكستان (50)، قطر (51)، السعودية (60)، جنوب أفريقيا (61).
التصنيف الرابع: الأردن (66)، كاب فيردي (68)، غانا (72)، نيوزيلندا (86)، هايتي (84)، كوراساو (82)، بالإضافة إلى ستة منتخبات ستُحسم عبر الملحق العالمي.
معسكر جدة.. انتصار معنوي وهزيمة مقلقة
جاء هذا التراجع في التصنيف بعد خوض المنتخب السعودي مباراتين وديتين خلال فترة التوقف الدولي في نوفمبر ضمن معسكر جدة. حقق «الصقور الخضر» بقيادة المدرب الفرنسي هيرفي رينارد فوزًا معنويًا بهدف نظيف على كوت ديفوار، لكنّه تلقى هزيمة ثقيلة 0-2 أمام الجزائر في المباراة الثانية.
الأداء أمام الجزائر كان باهتًا بشكل لافت، حيث غاب الإيقاع السريع والتمريرات الحادة، وسيطر الملل على مجريات اللقاء منذ الدقائق الأولى. بدا الفريق بلا خطة واضحة، وكأن الأفكار التكتيكية لم تُترجم على أرض الواقع، ما أثار استياءً واسعًا بين الجماهير.
التعامل الفني لهيرفي رينارد في تلك المباراة تحديدًا أثار تساؤلات كبيرة، إذ بدا المدرب الذي عُرف بحضوره الذهني ودقة تفاصيله غائبًا عن الملعب. انهالت الانتقادات على منصات التواصل الاجتماعي، وطالب قطاع واسع من الجماهير برحيل المدرب الفرنسي قبل حلول مونديال 2026، معتبرين أن استمراره قد يُعرض المشروع الطويل الأمد للخطر.

كأس العرب.. فرصة ذهبية للتصحيح
يأتي بعد أيام قليلة انطلاق بطولة كأس العرب 2025 في قطر (من 1 إلى 18 ديسمبر)، والتي يراها الجهاز الفني فرصة مثالية لاستعادة الثقة وتصحيح الأخطاء. وأكد الاتحاد السعودي لكرة القدم مشاركة المنتخب بالقوام الأساسي تمامًا، وليس بالصف الثاني أو الرديف، في إشارة واضحة إلى جدية التحضير لكأس العالم.
وقع «الأخضر» في المجموعة الثانية إلى جانب المغرب (حامل لقب النسخة الماضية وقوة عربية كبرى)، والفائز من مباراة عمان والصومال، والفائز من جزر القمر واليمن. وستتأهل المنتخبات صاحبة المركزين الأول والثاني من كل مجموعة إلى الدور ربع النهائي.
أكد هيرفي رينارد في أكثر من تصريح أنه يطمح للمنافسة بقوة على اللقب، معتبرًا أن تحقيق نتائج إيجابية في هذه البطولة سيمنح اللاعبين دفعة نفسية كبيرة، ويعزز الثقة في قدراتهم، ويُهدئ من حدة الغضب الجماهيري الحالي. كما ستكون البطولة اختبارًا حقيقيًا لتجربة تشكيلات مختلفة، ومعالجة أوجه القصور الدفاعية والهجومية، وصقل التكتيكات التي سيحتاجها الفريق في المونديال.
أزمة مستوى اللاعبين المحليين.. رأي نيلو فينجادا
لم يقف النقد عند حدود الأداء في المباراتين الوديتين فقط، بل امتد إلى تحليل أعمق قدمه المدرب البرتغالي المخضرم نيلو فينجادا، الذي سبق له تدريب المنتخب السعودي. أكد فينجادا أن المستوى الحالي للأخضر أقل بكثير مما ظهر به في مونديال 2022، وحدد السبب الرئيسي في تراجع مشاركة اللاعبين المحليين مع أنديتهم في دوري روشن، نتيجة زيادة عدد اللاعبين الأجانب (10 لاعبين + 8 في القائمة).
وقال فينجادا حرفيًا: «في كأس العالم 2022، كان اللاعبون السعوديون أساسيين في أنديتهم، يلعبون مباريات كثيرة، مما منحهم اللياقة والثقة التي ظهرت في الفوز التاريخي على الأرجنتين. أما الآن ففرص اللعب أصبحت محدودة جدًا لبعض اللاعبين المهمين، وهذا ينعكس سلبًا على مستوى المنتخب».
ويمر المنتخب السعودي حاليًا بمنعطف حساس، حيث يجمع بين تراجع التصنيف العالمي، وأداء فني مخيب في الوديات الأخيرة، وغضب جماهيري متصاعد، وتحديات داخلية تتعلق بمشاركة اللاعب المحلي. لكن بطولة كأس العرب القادمة تمثل فرصة ذهبية لإعادة ترتيب الأوراق، واستعادة الثقة، وإثبات أن المشروع الطويل الأمد نحو مونديال 2026 لا يزال على المسار الصحيح.
كل الأنظار ستتجه نحو قطر خلال الأسابيع القليلة المقبلة، فإما أن تكون البطولة نقطة تحول إيجابية تعيد الأمل للجماهير، أو أن تُزيد الضغوط على الجهاز الفني واللاعبين قبل عام واحد فقط من المحفل العالمي الكبير.