في ليلة ستبقى محفورة في الذاكرة، كتب الهلال السعودي صفحة تاريخية في بطولة كأس العالم للأندية 2025، بعدما أجبر العملاق الإسباني ريال مدريد، أكثر من فاز بالبطولة عبر نسخها الماضية، على التعادل 1-1 في الجولة الافتتاحية من المجموعة الثامنة. لم يكن التعادل مجرد نتيجة، بل لحظة كسر فيها الهلال هيمنة امتدت لسنوات، وجاءت محمّلة بأرقام نادرة وإنجازات غير مسبوقة.
كسر السلسلة الذهبية
بهذا التعادل، أنهى الهلال سلسلة انتصارات ريال مدريد المتتالية في كأس العالم للأندية، والتي امتدّت إلى 10 مباريات فوز على التوالي، وهي الأطول في تاريخ البطولة منذ انطلاقها.
أندية مثل كروز أزول المكسيكي وسان لورينزو الأرجنتيني وكلوب أمريكا المكسيكي وكاشيما أنتلرز الياباني (مرتين) والجزيرة الإماراتي وجريميو البرازيلي والعين الإماراتي والأهلي المصري والهلال السعودي نفسه فشلوا جميعًا في الفوز أو التعادل مع ريال مدريد على مدار 10 مباريات متتالية في كأس العالم للأندية، قبل نسخة 2025.
سلسلة انتصارات ريال مدريد في كأس العالم للأندية قبل التعادل مع الهلال
المنافس نتيجة فوز ريال مدريد
كروز أزول المكسيكي في نسخة 2014 4-0
سان لورينزو الأرجنتيني في نسخة 2014 2-0
كلوب أمريكا المكسيكي في نسخة 2016 2-0
كاشيما أنتلرز الياباني في نسخة 2016 4-2
الجزيرة الإماراتي في نسخة 2017 2-1
جريميو البرازيلي في نسخة 2017 1-0
كاشيما أنتلرز الياباني في نسخة 2018 3-1
العين الإماراتي في نسخة 2018 4-1
الأهلي المصري في نسخة 2022 4-1
الهلال السعودي في نسخة 2022 5-3
لم يعرف النادي الملكي التعادل أو الخسارة في البطولة منذ 2014، وجاء الإنجاز على يد العملاق الهلال السعودي، ليكسر هذا السجل الأسطوري ويضع نهاية لسلسلة ذهبية من الفوز.
ثالث من أوقف ريال مدريد في تاريخ البطولة:
ريال مدريد ليس مجرد نادٍ عادي في بطولة كأس العالم للأندية، بل هو الفريق الأكثر تتويجًا باللقب (5 مرات) وصاحب أطول سلسلة انتصارات متتالية في تاريخ البطولة (10 مباريات قبل مواجهة الهلال). ومنذ أن بدأ يشارك بانتظام في مونديال الأندية مع تتويجاته الأوروبية، كان الميرينجي بمثابة خصم مستحيل الهزيمة، لا يترك وراءه نقاطًا ولا يمنح فرصة حتى للتعادل.
لكن ما فعله الهلال في نسخة 2025 هو كسر للقاعدة، ووقوف نادر أمام زحف فريق لا يرحم. التعادل 1-1 لم يكن فقط نقطة ثمينة في بداية المشوار، بل حدث نادر يجعل الهلال ثالث فريق فقط عبر التاريخ ينجح في منع ريال مدريد من تحقيق الفوز في هذه البطولة، بعد كورينثيانز البرازيلي ونيكاكسا المكسيكي.
منافس ريال مدريد نتيجة المباراة
كورينثيانز البرازيلي في نسخة 2000 2-2
نيكاكسا المكسيكي في نسخة 2000 1-1
الهلال السعودي في نسخة 2025 1-1
أي أن الريال لم يمنعه أي فريق من الفوز في أي نسخة من كأس العالم للأندية خلال أكثر من 20 عامًا سوى مرتين حتى جاء الهلال السعودي وفك شفرة الملكي.
الهلال يصنع التاريخ الأسيوي
لم يكن تعادل الهلال مجرد نقطة أمام بطل أوروبا، بل لحظة مفصلية في علاقة الكرة الآسيوية بكأس العالم للأندية، فقد أصبح الهلال هو أول فريق أسيوي على الإطلاق يمنع فريقًا أوروبيًا من الفوز في كأس العالم للأندية، هذا الإنجاز لم يتحقق لأي نادٍ أسيوي عبر كل النسخ السابقة، وهو ما يبرز قيمة التعادل ويُظهر أن الفجوة بين أوروبا وآسيا بدأت تضيق.
خلال جميع نسخ كأس العالم للأندية التقى العديد من الأندية الأسيوية التي كانت أبطال قارتها ضد أبطال أوروبا، لكن فشلوا جميعًا في التعادل أو الفوز على حساب أي فريق أوروبي، حتى فعلها الهلال السعودي.
سجل ذهبي باسم الهلال في كأس العالم للأندية
الهلال لا يكتفي بمجرد تمثيل الكرة الآسيوية في كأس العالم للأندية، بل يُثبت في كل مرة أنه حاضر بثبات الكبار منذ اللحظة الأولى. فقد حافظ العملاق السعودي على سجله الفريد في مبارياته الافتتاحية خلال مشاركاته الأربع في كأس العالم للأندية، حيث لم يخسر أي مباراة افتتاحية، ليُسجّل رقمًا استثنائيًا نادرًا ما تحقق.
منافس الهلال النتيجة النسخة
الترجي التونسي فوز الهلال بنتيجة 1-0 2019
الجزيرة الإماراتي فوز الهلال بنتيجة 6-1 2021
الوداد المغربي التعادل بنتيجة 1-1 2022
ريال مدريد الإسباني التعادل بنتيجة 1-1 2025
وبذلك، ينضم الهلال إلى قائمة ذهبية للفرق التي لم تتعرض لأي خسارة في مبارياتها الافتتاحية خلال أول أربع مشاركات في كأس العالم للأندية، قائمة لا تضم سوى عملاقي إسبانيا: برشلونة وريال مدريد فقط.
برشلونة، مع أجياله المتعاقبة من النجوم بقيادة رونالدينيو ثم ميسي وتشافي وإنييستا، عرف دومًا كيف يفتتح مشواره بثبات دون سقوط، وكذلك ريال مدريد مع رونالدو وبنزيما وفينيسيوس جونيور وراؤول، كان دائمًا يبدأ مشاركاته في البطولة العالمية بانتصارات، والآن، الهلال السعودي، يفرض نفسه كواحد من هذه النخبة، في إنجاز لا يُقاس فقط بالأرقام، بل بالثبات الذهني والجاهزية المستمرة على مدار السنوات.
أربع نسخ، وأربع مباريات افتتاحية أمام مدارس كروية متنوعة، من شمال إفريقيا إلى الخليج وأوروبا، والنتيجة: لا هزيمة واحدة تُسجَّل على الفريق الأزرق في بداية الطريق.
هذا الإنجاز لا يُظهر فقط نضوج الهلال كفريق معتاد على الأجواء العالمية، بل يُرسّخ أيضًا مكانته بين الكبار، ويعزز من سمعته كأحد أنجح الأندية تمثيلًا لقارته في كأس العالم للأندية.
الهلال لم يوقف فقط سلسلة انتصارات ريال مدريد، بل أطلق رسالة قوية مفادها أن الأندية الآسيوية لم تعد تبحث فقط عن التمثيل المشرف، بل باتت حاضرة للتأثير وكسر الأرقام. في نسخة تاريخية من كأس العالم للأندية، كتب الهلال سطرًا استثنائيًا، قد يكون عنوانًا لمرحلة جديدة في تاريخ الكرة السعودية.