الثلاثاء 08-07-2025
ملاعب

فرنسا - ألمانيا .. مواجهة حياة أو موت للوف و أبطال العالم 2014!



ملاعب - خاص تتجه الأنظار اليوم الثلاثاء إلى "ستاد دو فرنس" في ضواحي باريس، الذي يحتضن مواجهة التناقضات بين بطلة العالم الحالية #فرنسا وبطلة 2014 #ألمانيا، وذلك في الجولة الثالثة من منافسات المجموعة الأولى للمستوى الأول من دوري الأمم الأوروبية.   ويدخل المنتخبان العملاقان إلى هذه المواجهة في ظروف متناقضة تماما، ففرنسا منتشية من فوزها بلقب كأس العالم للمرة الثانية في تاريخها، بعد فوزها في تموز على كرواتيا 4 - 2 في نهائي مونديال روسيا، فيما تعاني ألمانيا خيبة التنازل عن اللقب العالمي وخروجها من الدور الأول، بعد خسارتين أمام المكسيك وكوريا الجنوبية. ورغم الخروج من المونديال الروسي بعد ثلاث مباريات فقط، أبقى الاتحاد الألماني على خدمات المدرب جواكيم #لوف، الذي تسلم الإشراف على المنتخب مباشرة بعد نهائيات مونديال ألمانيا عام 2006، وذلك إيمانا منه بقدرته على قيادة عملية إعادة بناء المنتخب. لكن المؤشرات الأولى لهذه العملية ليست مشجعة، إذ حقق رجال لوف فوزا يتيما منذ النهائيات، وكان وديا أمام بيرو، فيما اكتفوا بالتعادل في مباراتهم الأولى ضمن دوري الأمم الأوروبية على أرضهم أمام فرنسا بالذات، قبل أن تحصل النتيجة الكارثية، السبت، بتلقي أسوأ هزيمة على يد هولندا وجاءت بثلاثية نظيفة. وكما في المونديال، سنحت لألمانيا فرص عدة للتسجيل؛ لكن لاعبيها فشلوا في إيجاد الطريق نحو المرمى، وتكرر سيناريو خسارة المواجهات الفردية وإضاعة الكرات، ما جعل مرمى الحارس مانويل نوير عرضة لخطر دائم. وكما في المونديال، استغل مهاجمو المنتخبات المنافسة مساحات شاسعة في خط الدفاع الألماني، ليدكوا شباكه بالأهداف. ولخص لوف هذا الأمر بقوله: "نشعر في هذه اللحظة بأننا لا نملك الثقة بالنفس التي كانت سلاحا بارزا لنا. عندما تُمنى شباكنا بالأهداف، نفقد البوصلة، هذا لم يكن يحدث لنا قبل أشهر عدة." وطالبت صحيفة "بيلد" الواسعة الانتشار بإقالة لوف، ووجهت له انتقادات لاذعة بقولها: "لا وجود لجرأة مبتكرة، لأفكار في اللعب، لا فعالية أمام المرمى قام (المدرب) بإشراك مهاجم شالكه أوت الذي لم يسجل أي هدف هذا الموسم، وترك الجناحين الرائعين ساني وبراندت على مقاعد اللاعبين الاحتياطيين"، وتعيب "بيلد" على لوف وفاءه للاعبيه القدامى، الذين توج معهم أبطالا للعالم في البرازيل عام 2014. واعترف لوف الذي بدا محبطا بعد المباراة في تصريحات للتلفزيون الألماني، بأن النقاش حول مستقبله «أمر طبيعي... بطبيعة الحال توقعت حصول هذا الأمر، يتعين علي التعايش مع ذلك عندما نلعب بهذه الطريقة." وجدد المدرب السبت تمسكه بفلسفة المزج بين عنصري الخبرة والشباب، مضيفا: "لطالما قلت بأنه يجب إيجاد التوازن بين الخبرة والشباب. صحيح أن الشبان حققوا إضافة عندما دخلوا؛ لكنهم لا يتمتعون في الوقت الحالي بالنوعية الكافية ليكونوا في الذروة، ويجب عدم انتظار المعجزات منهم. فيرنر، براندت، ساني أو غنابري يحتاجون إلى مزيد من الوقت." وفي الجانب الفرنسي، تبدو الأمور مختلفة تماما، إذ إنه وبعد التتويج العالمي بقيادة لاعبين مثل كيليان #مبابي ، يجد رجال المدرب ديدييه ديشامب أنفسهم في صدارة المجموعة بأربع نقاط، وبفارق نقطة أمام هولندا الثانية التي خسرت أمام فرنسا بنتيجة 1 - 2 في الجولة الثانية. وبعد التعادل الودي الصعب الخميس مع ضيفتهم آيسلندا 2 - 2 بفضل هدف في الثواني الأخيرة لمبابي، من المتوقع أن يبدأ #ديشامب اللقاء بالتشكيلة نفسها التي خاضت المباراة النهائية لمونديال روسيا، باستثناء قلب الدفاع صامويل أومتيتي الذي يعاني من إصابة في ركبته، ما سيفتح الباب أمام بريسنل كيمبيبي للمشاركة أساسيا، رغم الأداء المهزوز لمدافع باريس سان جيرمان في مباراة الخميس ضد آيسلندا. في المقابل، تلقى المنتخب الألماني ضربة أخرى بإصابة قلب دفاع بايرن ميونيخ جيروم #بواتنغ الذي سيغيب عن مباراة اليوم التي سيسعى خلالها رجال لوف إلى تجنب هزيمة سادسة خلال 2018. وتعرض بواتنغ للإصابة في ربلة الساق ضد هولندا، قبل 20 دقيقة على نهاية المباراة، لكنه أكملها حتى النهاية؛ لأن لوف استخدم تبديلاته الثلاثة في محاولة منه لإدراك التعادل، لكنه لم يحقق مبتغاه؛ بل تلقت شباك الحارس مانويل نوير هدفين آخرين في الدقائق الأخيرة، ليتلقى أبطال مونديال 2014 أسوأ هزيمة لهم أمام الهولنديين. وفي ظل غياب بواتنغ، سيعتمد لوف على زميله في دفاع بايرن، نيكلاس #زوله ، أو لاعب باير ليفركوزن، جوناثان تاه، الذي انضم إلى المنتخب السبت، بعد يوم على قيادته منتخب دون 21 عاما للفوز على النرويج 2 - 1 الجمعة، ما ضمن تأهل بلاده إلى بطولة أوروبا للشباب المقررة العام المقبل في إيطاليا. وسيكون رجال لوف مطالبين بالفوز على "ستاد دو فرنس" أو أقله تجنب الهزيمة التي ستكون السادسة للمنتخب خلال عام واحد، وهذا أمر لم يحصل في تاريخ الفريق الألماني القابع في ذيل المجموعة، بنقطة حصل عليها من تعادل ذهابا مع فرنسا. وستكون مباراة اليوم الأولى لألمانيا ضد فرنسا على "ستاد دو فرنس" منذ الاعتداءات الانتحارية التي حصلت في 13 تشرين الثاني 2015، وأسفرت عن مقتل 130 شخصا وإصابة المئات، لكنه لعب على هذا الملعب في حزيران 2016 حين تواجه مع بولندا في الدور الأول لكأس أوروبا (صفر - صفر). وكان المنتخب الألماني يلعب في تلك الأمسية المشؤومة من نوفمبر 2015 لقاء وديا مع فرنسا خسره صفر – 2، عندما حصلت الاعتداءات وسمع صوت الانفجارات بشكل مدو في الملعب بعد أن فجر ثلاثة انتحاريين أنفسهم عند مداخله، ما أدى إلى مقتل شخص واحد.   ولم ينس الألمان بتاتا تلك الليلة المرعبة التي دفعت بواتنغ إلى التأكيد خلال كأس أوروبا، أن زوجته وطفليه التوأم لم يسافروا إلى فرنسا من أجل مشاهدته يلعب في البطولة القارية؛ لأنه رأى أن "الخطر كبير بكل بساطة".