يبدو أن كوبـي ماينو، أحد أبرز المواهب الصاعدة في مانشستر يونايتد، يقف أمام مفترق طرق مصيري في مسيرته الكروية، بعد أن تحوّل من أحد أهم اكتشافات النادي في الموسم الماضي إلى لاعب مهمش في عهد المدرب روبن أموريم.
اضافة اعلانوبحسب صحيفة "ذا صن" البريطانية، فإن اللاعب الإنجليزي الشاب يدرس بجدية الرحيل عن "أولد ترافورد" خلال فترة الانتقالات الشتوية المقبلة، وسط اهتمام متزايد من أندية أوروبية كبرى يتصدرها نابولي الإيطالي.
إحباط متزايد بعد بداية واعدة
ماينو، البالغ من العمر 20 عامًا، كان قد لفت الأنظار منذ أن منحه المدرب السابق إريك تين هاج الفرصة للظهور مع الفريق الأول. ومع مرور الوقت، بات اللاعب أحد العناصر التي تبعث على التفاؤل داخل النادي، حيث تميّز بقدرته على التحكم بإيقاع اللعب ورؤيته المميزة في وسط الملعب، ما دفع جماهير يونايتد لاعتباره مستقبل خط الوسط في النادي.
إلا أن الأمور تبدلت جذريًا مع تولي روبن أموريم القيادة الفنية. فعلى الرغم من إصرار إدارة النادي في الصيف الماضي على منع رحيله على سبيل الإعارة، بحجة أنه سيكون جزءًا مهمًا من المشروع الجديد، فإن اللاعب وجد نفسه على دكة البدلاء معظم الوقت. إذ لم يشارك سوى في ثلاث مباريات بشكل متقطع كبديل، دون أن يبدأ أي مباراة أساسيًا منذ انطلاق الموسم.
هذا التهميش انعكس سلبًا على معنويات اللاعب، الذي كان يطمح لمزيد من دقائق اللعب لضمان مكانه في قائمة منتخب إنجلترا، خاصة أن نهائيات كأس العالم 2026 تلوح في الأفق. ومع كل مباراة تمر دون مشاركته، يزداد القلق لدى ماينو ومحيطه من أن تضيع عليه فرصة التواجد في الحدث العالمي الكبير.
TOPSHOT-FBL-ENG-PR-BRENTFORD-MAN UTDGetty Images
خطأ قاتل يعمّق الأزمة
الأزمة بلغت ذروتها خلال مباراة مانشستر يونايتد الأخيرة أمام برينتفورد، والتي انتهت بخسارة ثقيلة (1-3). دخل ماينو في الدقائق الأخيرة على أمل تغيير النتيجة، لكنه ارتكب خطأ قاتلًا في الوقت المحتسب بدل الضائع، مهد الطريق لتسجيل برينتفورد الهدف الثالث.
الخطأ، على بساطته، بدا بمثابة نقطة تحول في مسيرة اللاعب داخل النادي. فبحسب تقرير "ذا صن"، كان ذلك الحدث القشة التي قصمت ظهر البعير، إذ جعل ماينو أكثر اقتناعًا بضرورة البحث عن فرصة جديدة بعيدًا عن "أولد ترافورد"، خصوصًا أنه لم ينل ثقة المدرب أموريم منذ البداية.
نابولي الوجهة المفضلة
وسط هذه الأجواء المضطربة، يبرز نابولي الإيطالي كخيار أول بالنسبة لماينو. فالنادي الجنوبي أبدى اهتمامًا ملموسًا بخدماته منذ الصيف الماضي، ويرى في اللاعب قطعة مناسبة لمشروعه الجديد القائم على بناء فريق شاب وديناميكي قادر على استعادة بريق الفريق محليًا وأوروبيًا.
ماينو نفسه متحمس لفكرة اللعب خارج إنجلترا وخوض تجربة أوروبية، حيث يعتبرها خطوة طبيعية في مسيرته، خاصة أن الدوري الإيطالي بات وجهة جذابة للمواهب الشابة الباحثة عن دقائق لعب منتظمة وفرصة للتطور.
كما أن وجود عناصر ناطقة بالإنجليزية في نابولي يسهل اندماج اللاعب، وعلى رأسهم زميله السابق سكوت مكتوميناي، الذي أصبح أحد الأعمدة الرئيسية في الفريق، والمهاجم الدنماركي راسموس هويلوند الذي استعاد بريقه في "الكالتشيو". هذه العوامل تعزز من جاذبية العرض الإيطالي بالنسبة للشاب الإنجليزي.
اهتمام إسباني متزايد
لكن نابولي ليس وحده في سباق الظفر بخدمات ماينو. فريال مدريد وأتلتيكو مدريد يراقبان الموقف عن كثب، ويعتبران اللاعب استثمارًا طويل الأمد.
ريال مدريد يرى في ماينو خليفة محتملًا لأسطورة الوسط الكرواتي لوكا مودريتش، الذي رحل عن النادي. أسلوب ماينو القائم على التمرير الذكي والرؤية الهادئة جعله محط مقارنات مع مودريتش، الأمر الذي أثار اهتمام إدارة النادي الملكي.
أما أتلتيكو مدريد، فيعتبره خيارًا مناسبًا لتعويض لاعبي الوسط المتقدمين في العمر، مع إمكانية منحه دورًا أكبر من الذي يجده حاليًا في إنجلترا. ووفقًا للتقارير، فإن النادي الإسباني على استعداد لتقديم ضمانات بشأن مشاركته بانتظام، وهو ما يفتقده في مانشستر يونايتد.
الموقف داخل إنجلترا
على الجانب الآخر، لا يبدو أن الانتقال إلى نادٍ منافس في الدوري الإنجليزي مطروح على الطاولة، سواء بالنسبة للاعب أو لإدارة يونايتد. النادي لا يرغب في تقوية منافسيه المباشرين عبر التخلي عن موهبة محلية واعدة، فيما يرى اللاعب أن خوض تجربة جديدة خارج إنجلترا سيكون أكثر فائدة لمسيرته في هذه المرحلة.
الجماهير بدورها لم تخف استياءها من طريقة تعامل أموريم مع اللاعب. فبعد أن اعتادوا على رؤية ماينو يقدم مستويات لافتة تحت قيادة تين هاج، وجدوا أنفسهم أمام واقع مختلف تمامًا، حيث أصبح اللاعب مهمشًا وغير مؤثر. هذا التغيير المفاجئ أثار تساؤلات كثيرة حول فلسفة المدرب البرتغالي في التعامل مع المواهب الشابة.
ماينو يعد أحد أبرز خريجي أكاديمية مانشستر يونايتد في السنوات الأخيرة، وقدّم عروضًا ناضجة تخطت سنه الصغير، ما جعله محط أنظار النقاد والجماهير على حد سواء. لكن سياسة التهميش الحالية تهدد بتقويض ما بناه من ثقة خلال الأشهر الماضية.
مفترق طرق حاسم
اليوم، يجد اللاعب نفسه أمام خيارين لا ثالث لهما: البقاء في مانشستر يونايتد والقبول بدور هامشي قد يضر بتطوره ويؤثر على مستقبله الدولي، أو الرحيل إلى نابولي أو مدريد حيث قد يحصل على انطلاقة جديدة تفتح له أبواب المجد الأوروبي.
وفي ظل الأوضاع الحالية، يبدو أن رغبة ماينو في المغادرة أقوى من أي وقت مضى. ويبقى السؤال: هل يتمسك مانشستر يونايتد بموهبته الشابة أم يرضخ للواقع ويسمح له بالرحيل؟ الإجابة ستتضح مع حلول شهر يناير المقبل، لكن المؤكد أن مستقبل كوبـي ماينو سيكون أحد أكثر الملفات سخونة في سوق الانتقالات الشتوية المقبلة.