أكد أسطورة تشيلسي، الدولي الفرنسي السابق كلود ماكيليلي، أن النادي اللندني يضم في صفوفه أحد أفضل لاعبي خط الوسط في العالم، مشيرًا إلى أن الإكوادوري مويسيس كايسيدو يمتلك كل المقومات ليصبح الأفضل في مركزه على مستوى الكرة العالمية، إذا واصل العمل بنفس الطموح والانضباط.
اضافة اعلانوفي تصريحات خاصة لصحيفة "ذا صن"، تحدث ماكيليلي عن كايسيدو، وعن مقارنة البعض بين الإكوادوري وديكلان رايس لاعب آرسنال.
وقال ماكيليلي: "هما لاعبان مختلفان، ديكلان رايس يمتلك صفات لا يمتلكها كايسيدو، والعكس صحيح، لا يمكن مقارنتهما لأن لكل منهما أسلوبه الخاص، لكنني أفضل طريقة لعب كايسيدو".
وأضاف النجم الفرنسي الذي صنع حقبته الخاصة في تشيلسي وريال مدريد بابتسامة لافتة: "كايسيدو بالنسبة لي أفضل من رايس، لأنه ببساطة لاعب في تشيلسي".
وتابع موضحا: "يشبه نجولو كانتي في طريقة لعبه، يقوم بالعمل الصعب وغير المحبوب في خط الوسط، ذلك العمل الذي لا يراه الجمهور كثيرًا لكنه أساسي لنجاح الفريق، يمكنه أن يصبح من بين أفضل لاعبي الوسط في العالم إذا امتلك الطموح الكبير وأظهر شخصية قيادية في الفريق".
تشيلسي
واستطرد قائلا: "أكثر ما يعجبني فيه هو سعادته أثناء اللعب، يحب مركزه ويقاتل بطريقة إيجابية، ليست عدوانية. يلعب من أجل المجموعة، ويبدو دائمًا مبتسما تقريبا، كما كان كانتي يفعل، ترى فيه الحماس والروح الطفولية، وهذه الصورة رائعة بالنسبة للشباب الذين يشاهدونه".
وانتقل ماكيليلي للحديث عن مشروع تشيلسي الجديد بقيادة الإيطالي إنزو ماريسكا، الذي يعتمد على بناء فريق شاب وطموح للمستقبل، قائلا: "أرى أن مشروع تشيلسي يسير في الطريق الصحيح، في البداية لم يؤمن أحد بهذا المشروع، لأن الفريق كان مليئا باللاعبين الشباب، شعر الناس بالقلق واعتقدوا أن الفريق لن يستطيع المنافسة على الدوري الإنجليزي".
وأضاف: "لكن الآن الأمور تغيرت، تشيلسي أعطى الجميع سببا للقلق، الفريق بدأ يظهر شخصيته وجودته، وأصبح نموذجا تريد الأندية الأخرى تقليده، من خلال التركيز على شراء اللاعبين الصغار وتنميتهم بدلًا من الاعتماد فقط على النجوم الجاهزين".
وأوضح ماكيليلي أن هذه السياسة بدأت تؤتي ثمارها بقوله: "كايسيدو نفسه مثال واضح. عمره 24 عاما فقط لكنه يمتلك خبرة ثلاث مواسم كاملة في الدوري الإنجليزي الممتاز. هذا النوع من الخبرة المبكرة يجعل الفريق أقوى وأكثر نضجا".
وأشار إلى أن تشيلسي الآن يجني ثمار سياسته بعيدة المدى، مضيفا: "الجيل الحالي من اللاعبين الصغار في تشيلسي يملك موهبة كبيرة وطاقة هائلة. المشكلة الوحيدة هي أنهم بحاجة إلى بعض الوقت وإلى القليل من الخبرة ليعرفوا كيف يقرؤون المباريات الكبيرة ويتعاملوا مع الضغط".
الموهبة لا تكفي
ورغم إشادته الكبيرة بالشباب، شدد ماكيليلي على أن الموهبة وحدها لا تكفي لتحقيق البطولات، موضحا أن النجاح في الدوري الإنجليزي الممتاز يتطلب مزيجًا من الحماس والخبرة.
واسترسل: "الفوز بالدوري الإنجليزي صعب جدًا، لأن هناك العديد من الفرق القوية والمستقرة. انظر إلى أرسنال، لقد نافسوا بقوة خلال العامين أو الثلاثة الماضيين، لكنهم لم يحققوا اللقب بعد. هذا يُظهر أن الخبرة عنصر لا يمكن الاستغناء عنه".
وتابع موضحًا فكرته: "اللاعبون الشباب عادة لا يستطيعون تحليل المباريات أو قراءتها كما يفعل اللاعبون الكبار. مع الخبرة يتعلم اللاعب كيف يتعامل مع المواقف الصعبة ويعرف متى يضغط ومتى يهدأ. لهذا السبب من المهم وجود عناصر مخضرمة بجانبهم في غرفة الملابس".
وأكمل: "عندما كنت ألعب في تشيلسي، كنا نملك توازنا رائعا بين الشباب واللاعبين ذوي الخبرة، وهذا ما جعل الفريق قويًا ومستقرًا. وجود قادة داخل غرفة الملابس هو ما يصنع الفارق الحقيقي، لأنهم يعرفون كيف يحافظون على تركيز المجموعة في الأوقات الحاسمة".
وأكد ماكيليلي أن فريق إنزو ماريسكا الحالي يمتلك المقومات التي تجعله قادرًا على المنافسة على الألقاب في المستقبل القريب.
وبيّن: "الفريق لديه الموهبة والطاقة والطموح. ما يحتاجه فقط هو أن يكتسب اللاعبون الخبرة في المواقف الكبرى، وهذا سيأتي مع الوقت. لدي ثقة كبيرة بأن تشيلسي سيكون من ضمن المنافسين على اللقب هذا الموسم أو في المواسم القادمة القريبة".
وكشف ماكيليلي عن خططه المستقبلية، مؤكدًا أنه لا يزال يطمح للعودة إلى مجال التدريب بعد فترة من الغياب، حيث كانت آخر تجاربه كمدرب مع نادي أستيراس تريبوليس اليوناني في العام 2024، والتي انتهت رغم نتائجه الإيجابية بسبب مشاكل إدارية داخل النادي.
وقال النجم الفرنسي: "سأمنح نفسي بعض الوقت. أحب مساعدة اللاعبين الصغار على تحقيق أحلامهم، لأن بعضهم يحلم لكنه لا يؤمن بنفسه بما يكفي".
وواصل: "أعتقد أن لدي موهبة في اكتشاف ما بداخل اللاعبين الشباب، وهذه الموهبة لا يمتلكها كثير من المدربين الذين لا يجدون الوقت الكافي للاستماع إليهم أو فهمهم. أحب العمل مع الشباب، ومساعدتهم على التطور، وأفكر بجدية في العودة للتدريب عندما تأتي الفرصة المناسبة".
وأشار ماكليلي إلى أنه استمتع بتجاربه السابقة مع أندية باريس سان جيرمان وموناكو وسوانزي سيتي وإيوبين، إضافة إلى فترته مع تشيلسي التي يعتبرها الأجمل في مسيرته المهنية كلاعب وكمدرب على حد سواء، قائلا: "تشيلسي بالنسبة لي بيت ثان. كل شيء تعلمته في كرة القدم الحديثة كان هنا. لذلك عندما أرى الفريق يسير في الاتجاه الصحيح، أشعر بالفخر".