نجم باريس سان جيرمان يتوج بجائزة الفتى الذهبي

توج الفرنسي الشاب ديزيري دوي، نجم باريس سان جيرمان، بجائزة الفتى الذهبي لعام 2025، بعد منافسة شرسة مع عدد من أفضل مواهب أوروبا والعالم.
اضافة اعلان

وتقدم جائزة "الفتى الذهبي" كل عام من صحيفة "توتو سبورت" الإيطالية، لأفضل لاعب شاب في أوروبا تحت 21 عامًا.


ووفقًا للوائح الجائزة، لا يمكن لأي لاعب أن يفوز بها مرتين، بمعنى أن دوي بعد أن فاز بها هذا العام، لا يمكنه الفوز بها مرة أخرى.


وكان آخر من حصد جائزة الفتى الذهبي في العام الماضي 2024، هو الإسباني لامين يامال، نجم برشلونة، وذلك بعد المستوى الاستثنائي الذي ظهر به الموسم الماضي.

وفاز دوي (20 عامًا)، بجائزة الفتى الذهبي بعد المستوى المميز الذي قدمه مع باريس الموسم الماضي، ومساهمته في تتويج الفريق بالثلاثية التاريخية (الدوري والكأس ودوري أبطال أوروبا).

وشارك دوي في 61 مباراة مع باريس سان جيرمان خلال الموسم الماضي 2024/2025 بمختلف المسابقات، وسجل خلالها 16 هدفًا وصنع مثلها.

باريس وبايرن

يعيش باريس سان جيرمان، ومديره الفني لويس إنريكي، أجواء مختلفة تماما هذا الموسم عن انطلاقة الفريق في الموسم الماضي على المستويين المحلي والقاري.

في الموسم الماضي بدأ العملاق الباريسي مشواره المحلي بقوة، وتربع على الصدارة بفارق مريح عن أقرب منافسيه، بينما كان يعاني بشدة في بداية مشواره بمرحلة الدوري بالنظام الجديد لدوري أبطال أوروبا بمشاركة 36 فريقا.

ويكفي التدليل على الأزمة الباريسية في أوروبا بأن الفريق اكتفى بأربع نقاط فقط في أول خمس جولات، حيث فاز بشق الأنفس على جيرونا وتعادل بصعوبة مع أيندهوفن وسط جماهيره في حديقة الأمراء، بينما خسر أمام أرسنال الإنجليزي بهدفين في لندن وأمام أتلتيكو مدريد بنتيجة 1-2 في باريس، وسقط أمام بايرن ميونخ بهدف في أليانز أرينا.

ولكن نجح إنريكي في تجاوز هذه البداية الضعيفة، وحقق المستحيل بالفوز بكل الألقاب المحلية والقارية، وأهدى بي إس جي لقب دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخ النادي ليصبح ثاني فريق فرنسي يفوز بالكأس ذات الأذنين بعد أولمبيك مارسيليا في عام 1993.

بدأ سان جيرمان الموسم الجاري باعتباره بطل القارة العجوز، وزين تاجه بالتتويج بكأس السوبر الأوروبي على حساب توتنهام هوتسبير بركلات الترجيح بعد تعادل بشق الأنفس بنتيجة 2-2 في الثواني الأخيرة من المباراة.

بشخصية البطل التهم العملاق الباريسي منافسيه في أول ثلاث جولات من مرحلة الدوري، وكان ضمن 5 أندية تحقق العلامة الكاملة مع ريال مدريد وإنتر ميلان وأرسنال، وبايرن ميونخ منافسه الليلة في قمة أوروبية من العيار الثقيل على ملعب حديقة الأمراء.

إلا أن باريس سان جيرمان عانى على كافة الأصعدة هذا الموسم، وتبدل حاله عن الموسم الماضي إلى انطلاقة قوية في أوروبا، لكنها متواضعة نسبيا في الدوري الفرنسي.

فالفوز على أتالانتا برباعية دون رد ثم إسقاط برشلونة بنتيجة 2-1 في إسبانيا، واكتساح باير ليفركوزن بنتيجة 7-2 في ألمانيا، تزامن مع فقدان الفريق 9 نقاط في أول 11 جولة من الدوري الفرنسي، منها ثلاثة تعادلات في آخر خمس جولات.

يعتلي بي إس جي قمة الترتيب برصيد 24 نقطة ولكنه تسبب في زيادة أطماع منافسيه، حيث يفصله خمس نقاط فقط عن ستراسبورج صاحب المركز السابع، بينما يلاحقه أولمبيك مارسيليا ولانس برصيد (22 نقطة) لكل منهما، وليل وموناكو برصيد (20 نقطة) لكل منهما.

لم تتوقف معاناة الفريق الباريسي عند لغة الأرقام فقط، بل بدا واضحا أن الفريق يدفع فاتورة المشاركة في كأس العالم للأندية بالولايات المتحدة الأمريكية، بأول نسخة تقام بمشاركة 32 فريقا، حيث وصل إلى المباراة النهائية، وخسر اللقب بعد السقوط أمام تشيلسي الإنجليزي بثلاثية دون رد في منتصف يوليو.

عانى إنريكي من كثرة الإصابات في جميع خطوط الفريق، حيث يفتقد الفريق لجهود جناحه الشاب ديزيريه دوي الذي ساهم بأربعة أهداف في الفوز على إنتر ميلان 5-0 في نهائي دوري أبطال أوروبا، ولم تكتمل لياقة عثمان ديمبلي نجم الفريق، والفائز بالكرة الذهبية، بسبب معاناته من آلام متكررة في عضلة الفخذ بعد عودته للمشاركة في المباريات بعد غياب دام ستة أسابيع.

شبح الإصابات يحوم فوق العاصمة

ضرب شبح الإصابات العضلية لاعبين آخرين مثل برادلي باركولا وخفيتشا كفاراتسخيليا، وماركينيوس مدافع الفريق وقائده، وأخيرا ثنائي الوسط فابيان رويز وجواو نيفيز اللذين عادا مؤخرا للمشاركة في المباريات منذ أيام قليلة.

كما اضطر إنريكي لإراحة ظهيري الجنب أشرف حكيمي ونونو مينديس في بعض المباريات، وخرج للدفاع عن الانتقادات الموجهة للحارس الجديد لوكاس شوفالييه المنضم حديثا من ليل في الصيف الماضي، قائلا لوسائل الإعلام "لا تحاولوا تكرار ما فعلتوه في الموسم الماضي مع دوناروما الذي تعرض لمحاولة اغتيال معنوي".

ورغم كل المشاكل الفنية والبدنية والمعاناة الهجومية، كان إنريكي هادئا بقوله في المؤتمر الصحفي "أثق في فريقي، سنلعب للفوز على بايرن، وسنسعى لاستغلال حماس جماهيرنا، ستكون المهمة صعبة، ولكننا جاهزون".

انطلاقة بافارية مرعبة

ويلعب باريس سان جيرمان على ملعبه حديقة الأمراء ضد بايرن ميونخ، مساء اليوم الثلاثاء، في الجولة الرابعة من الدور الأول بدوري أبطال أوروبا.

مشاكل الفريق الباريسي هذا الموسم يقابلها انطلاقة قوية لضيفه البافاري، الذي حقق رقما قياسيا أوروبيا هذا الموسم بفوزه في أول 15 مباراة في جميع المسابقات، بهجوم شرس وصلابة دفاعية على المستويين المحلي والقاري.

ففي دوري الأبطال سجل بايرن ميونخ 12 هدفا واستقبل هدفين فقط في أول ثلاث جولات، ويعتلي قمة البوندسليجا بالعلامة الكاملة (27 نقطة) بعد تسجيله 33 هدفا مقابل 4 أهداف في مرماه بأول تسع جولات، بينما سجل بي إس جي 21 هدفا واستقبل 9 أهداف في أول 11 جولة من الدوري الفرنسي.

كما يدخل فنسنت كومباني مدرب بايرن ميونخ مواجهة باريس بمعنويات مرتفعة بعد فوز على ليفركوزن 3-0 يوم السبت رغم إراحة عدد من نجوم الفريق، بينما تجاوز سان جيرمان نيس بصعوبة بالغة.

ووسط المعاناة الهجومية لباريس وغياب الفاعلية وتراجع اللياقة البدنية لنجومه، فإن البلجيكي فنسنت كومباني يملك كتيبة هجومية مدججة، على رأسها النجم الإنجليزي هاري كين هداف الدوري الألماني بـ 12 هدفا إضافة إلى 5 أهداف في دوري الأبطال.

ويعاون كين أسلحة أخرى بارزة مثل مايكل أوليسيه وسيرج جنابري، وعزز صفوف الفريق هذا الصيف بالثنائي لويس دياز من ليفربول، واستعارة السنغالي نيكولاس جاكسون من تشيلسي بخلاف عناصر الخبرة مثل حارس المرمى مانويل نوير قائد الفريق، ولاعب الوسط جوشوا كيميتش وقلب الدفاع جوناثان تاه، بينما يغيب فقط الثنائي جمال موسيالا وألفونسو ديفيز للتعافي من إصابتين قبل أشهر طويلة.