لم يكن الفوز الأخير لفريق برشلونة الإسباني على سيلتا فيجو (4-2) مجرد ثلاث نقاط في جدول الدوري الإسباني، بل كان أيضًا محطة فارقة في مسيرة الألماني هانزي فليك، الذي بلغ مباراته رقم 50 في الليجا منذ توليه القيادة الفنية للفريق الكتالوني.
ونشر موقع برشلونة الرسمي على الإنترنت تقريرًا مطولاً عن مدربه هانزي فليك بعد وصوله للمباراة الـ 50 مع البرسا في مسابقة الدوري الإسباني، حيث أن منذ مباراته الأولى أمام فالنسيا في أغسطس 2024، والتي شهدت أول عودة مثيرة “ريمونتادا”، قاد فليك برشلونة في رحلة مليئة بالأرقام والإنجازات الهجومية التي أعادت البريق إلى الفريق.
37 فوزًا في 50 مباراة
حقق برشلونة الفوز في 37 مباراة من أصل 50، بنسبة انتصارات تصل إلى 74%، وهي ثاني أعلى نسبة في تاريخ النادي بعد لويس إنريكي الذي حقق 80% في أول 50 مباراة له، ويأتي فليك متساويًا مع تشافي هيرنانديز ومتقدمًا على أسماء كبيرة مثل جوارديولا وهيريرا.
فريق فليك جمع الموسم الماضي 28 فوزًا في طريقه نحو لقب الليجا، بينما حصد هذا الموسم بالفعل تسعة انتصارات ويبقى في مطاردة ريال مدريد على الصدارة بفارق ثلاث نقاط فقط.
134 هدفًا وسجل هجومي مرعب
بلغ مجموع أهداف برشلونة في عهد فليك 134 هدفًا خلال 50 مباراة، بمعدل 2.7 هدف في المباراة الواحدة، ليحتل المركز الخامس بين مدربي الفريق من حيث أفضل سجل تهديفي في أول 50 مباراة، وتصدر روبرت ليفاندوفسكي القائمة بـ31 هدفًا، يليه رافينيا (21) وفيران توريس (15)، فيما ساهم 17 لاعبًا مختلفًا في تسجيل الأهداف، ما يعكس التنوع الهجومي الكبير الذي يتميز به الفريق.
والفتى الذهبي لامين يامال خطف الأضواء كأكثر من صنع الأهداف في عهد فليك برصيد 17 تمريرة حاسمة، متقدمًا على رافينيا (11) وفيران توريس وفرمين (7 لكل منهما)، وأرقامه المبهرة رغم صغر سنه جعلته أحد ركائز المشروع الجديد لبرشلونة.
وفي قلب الوسط، يظل بيدري هو الجندي المجهول الأكثر حضورًا في تشكيلة فليك، بخوضه 47 مباراة بمجموع دقائق وصل إلى 3740 دقيقة، وهو الأعلى بين جميع اللاعبين، متفوقًا على كوندي ويامال ورافينيا وكوبارسي وليفاندوفسكي.
تسع ريمونتادات وشخصية لا تستسلم
برشلونة فليك أثبت أنه لا يعرف الاستسلام، بعدما قلب النتيجة لصالحه تسع مرات خلال 50 مباراة، ست منها جاءت الموسم الماضي أمام فرق أبرزها ريال مدريد وأتلتيكو وسيلتا، وثلاث هذا الموسم أمام ليفانتي وأوفييدو وريال سوسيداد، وهذه الانتصارات القتالية جلبت للفريق 27 نقطة كاملة، وأكدت أن “روح العودة” أصبحت جزءًا من هوية برشلونة الجديد.
ويعتمد فليك على ضغط عالٍ وتنظيم دفاعي متقن، إذ أجبر الخصوم على 240 حالة تسلل خلال مبارياته الخمسين، بمعدل 4.8 في المباراة الواحدة، ما يعكس الانضباط التكتيكي للفريق وقدرته على تحويل الهجمات الخطيرة إلى فرص مرتدة قاتلة.
بلغة الأرقام، يقدم هانزي فليك مشروعًا ناجحًا بكل المقاييس، بعد لقب أول في الليجا وسعي واضح نحو الثنائية، وبرشلونة اليوم فريق منظم، جريء، ويملك شخصية البطل التي لا ترضى بغير الفوز، ما يجعل الطموح بمواصلة كتابة التاريخ تحت قيادة المدرب الألماني أكثر من واقعي.
