الثلاثاء 30-12-2025
ملاعب

جون إدوارد يعلن انهيار نادي الزمالك

large


ملاعب - أصدر المدير الرياضي للزمالك جون إدوارد بياناً نارياً يوضح خلاله ما حدث في النادي منذ توليه مهام منصبه قبل بداية الموسم الحالي وحتى الآن.

نشر إدوارد على فيسبوك تفاصيل مطولة كشف خلالها عن أبرز العقبات التي واجهت "الأبيض" وأسهمت في الأزمة التي يعيشها، مؤكداً أن النادي في طريقه للانهيار خلال الأيام المقبلة.

اضافة اعلان
 

وجاء بيان إدوارد كالتالي:
كان لي شرف لا تدانيه رفعة أن أتولى مسؤولية الإدارة الرياضية في بيتي، نادي الزمالك، هذا الصرح الذي لم يكن يوماً مجرد محطة عمل، بل انتماء يسري في الوجدان. وحين قبلت المهمة، لم يكن دافعي جاهاً ولا مالًا، بل وقفت بين هيبة المسؤولية وعِظم التحدي، مدركاً أن الإخلاص وحده لا يكفي ما لم تسنده الإمكانيات التي تليق بطموحات هذا الجمهور العظيم.


لقد جئت وفي جعبتي أحلام واقعية، وخطط استندت إلى وعود وضمانات كبرى.

 

كنا ننتظر تدفقات مالية تفتح آفاق المستقبل، وبنينا استراتيجيتنا على أساس توفر الموارد التي تضمن استقرار الفريق. ولكن، على قدر الطموح جاءت العواصف، فمن مئات الملايين الموعودة لم نجد في ساحة التنفيذ إلا القليل، الذي لم يكفِ سوى لسد ثغرات القيد وتسجيل اللاعبين، لتجد الإدارة الرياضية نفسها في مواجهة بحر متلاطم بمجداف وحيد.


حرصت خلال الفترة الماضية على عدم الظهور أو الإدلاء بأي تصريحات، أملًا في أن تتحسن الأوضاع داخل النادي، وحتى لا يؤثر حديثي على محاولات إيجاد حلول، أو يتسبب في حالة من الإحباط لدى جماهير الزمالك. لكن، وعلى عكس المتوقع، ازدادت الأزمات وتعقد الوضع أكثر، وهو ما جعل الصمت لم يعد خياراً مناسباً.


ومن منطلق المسؤولية والاحترام لجماهير النادي، كان لزاماً مصارحتهم بالحقيقة الكاملة، وشرح الواقع الصعب الذي نعيشه داخل النادي منذ اليوم الأول لتولي المسؤولية.


ومن باب الشفافية مع الجماهير العظيمة، أضع أمامكم المشهد بالأرقام والوقائع.


أولًا: الفجوة التمويلية.
بُنيت خطة العمل منذ تولي المسؤولية على اتفاقات واضحة بتوفير 700 مليون جنيه، يتم الصرف منها على تطوير قطاع كرة القدم بالكامل، وشراء لاعبين بنظام الأقساط على عدة سنوات، وسداد رواتب اللاعبين، مع وجود خطة لتطوير قطاع الناشئين وصقل المدربين من خلال دورات تدريبية أوروبية وشهادات معتمدة دولياً، على أن يتم ضخ 400 مليون جنيه كدفعة عاجلة فور البداية لدعم الاستقرار المالي وتمكين الإدارة الرياضية من تنفيذ التزاماتها.


الواقع جاء مغايراً تماماً، حيث تم تقليص تلك الدفعة إلى 200 مليون جنيه، ولم يصل منها سوى 135 مليون جنيه، منها 40 مليون جنيه سُلفة من أحد المطورين، و30 مليون جنيه من رجل أعمال، و15 مليون جنيه من إعارات اللاعبين، و50 مليون جنيه من خزينة النادي. وقد تم توجيه هذه المبالغ بالكامل لسداد بعض مستحقات اللاعبين المتأخرة من الموسم الماضي، وإنهاء أزمات القيد وتسجيل اللاعبين، حفاظاً على استقرار الفريق ومنع تفاقم الأزمات.


وفوجئنا لاحقاً بتبخر الوعود التي بُنيت عليها الخطة، ليتحول الموقف عملياً إلى سياسة "دبّر نفسك"، وهو ما وضع الفريق أمام تحديات مالية جسيمة لم تكن ضمن الحسابات الأصلية. وقام بعض المسؤولين في النادي بالمساهمة في تدبير جزء من الأموال كحل مؤقت، إلا أن ذلك لم يكن كافياً لمواجهة الأزمات المالية.
ثانياً: وعود المحبين والواقع الفعلي.


تلقينا وعوداً من أحد المحبين بدعم يصل إلى 350 مليون جنيه، وهي مبالغ كانت كفيلة بإحداث توازن كامل في التدفقات النقدية والقضاء على العجز تماماً، إلا أن ما وصل منها فعلياً لم يتجاوز 30 مليون جنيه.


عملت منذ اليوم الأول متطوعاً دون أي مقابل، ولم يكن ذلك تفضلًا، بل إيماناً راسخاً بأن خدمة هذا الكيان شرف. ولم أكتفِ بالعمل فقط، بل ساهمت بما جادت به قدرتي وإمكانياتي في محاولات لحل الأزمة المالية، وذلك في إطار مشروع متكامل يمتد لثلاث سنوات. وكنت قد طلبت بشكل شخصي من إدارة النادي أن يتم النص في عقدي على التزامي بتوفير مبلغ مالي خلال ثلاث سنوات كجزء من مساهمتي في بناء مشروع حقيقي ومستدام للنادي، ونجحنا بالفعل في تحقيق 30% من هذا الرقم خلال ستة أشهر فقط، فعلنا ذلك حباً في الزمالك.


لكننا اليوم نقف أمام أمر واقع شديد القسوة، فخيارات مثل استمرار عدم تنفيذ الالتزامات تجاه الفريق، أو القبول بوقف القيد، أو التفريط في أعمدة الفريق، هي حلول مرفوضة، يرفضها منطق المنافسة وتأباها كرامة نادي الزمالك وتاريخه.
كيف لنا أن نخوض المعارك بلا سلاح؟ وكيف لنا أن نطلب الصبر من لاعبين وجهاز فني وطبي وإداري قدموا أروع نماذج الالتزام والتضحية والاحترافية رغم الصعوبات الجسيمة، ورغم عدم الالتزام في أكثر من موقف بالوعود التي قُطعت لهم؟
أضع هذه الحقائق كاملة أمام جماهير نادي الزمالك، احتراماً لوعيكم، وإيماناً راسخاً بحقكم الأصيل في المعرفة. ومن هذا المنطلق، أوجه دعوة صريحة وواضحة إلى جميع المسؤولين، وليس إلى مجلس إدارة النادي فقط.


الزمالك اليوم في حاجة إلى حلول عاجلة، حقيقية ونافذة. لم يعد هناك مجال لمزيد من الوعود المؤجلة أو المسكنات المؤقتة. إن توفير الموارد والدعم اللازم لم يعد خياراً، بل ضرورة حتمية لحماية كيان النادي والحفاظ على قدرته التنافسية.


ورغم صمود فريق كرة القدم حتى الآن في ظل هذه الظروف الصعبة التي نوضحها بكل شفافية، فإن استمرار الوضع دون حل جذري ينذر بانهيار كامل خلال أيام قليلة، في ظل تضخم الديون وملاحقة الالتزامات المالية للفريق من كل اتجاه.