في عالم كرة القدم، لا تُقاس مسيرة اللاعب بعدد الأهداف فقط، بل بما يحمله من وعود، وبقدرته على تجاوز المحطات الصعبة وتحويل التحديات إلى خبرات.
اضافة اعلانهكذا يبدو المشهد بالنسبة لـ هارون كمارا، المهاجم السعودي الذي ظل حاضرًا في دوري روشن للمحترفين خلال السنوات التسع الأخيرة، متنقلًا بين خمسة أندية، إلى أن وصل في سبتمبر 2025 إلى محطة النصر، في خطوة وُصفت بأنها “الفرصة المفصلية” في مسيرته.
على مدار رحلته، تمكن كمارا من صناعة الفارق في كثير من المناسبات، حيث ساهم بـ30 هدفًا و15 تمريرة حاسمة أمام 23 فريقًا من منافسات الدوري.
لكن تظل أمامه مهمة جديدة مع النصر: إضافة أربعة فرق لم يسبق له التسجيل أو الصناعة أمامها، وهي ضمك والخلود – رغم لعبه أمامهما 232 دقيقة – إلى جانب الصاعدين حديثًا: نيوم والنجمة.
القادسية.. البدايات المشرقة
بدأت الحكاية موسم 2017-2018 حين ارتدى قميص القادسية، ورغم حداثة عهده، قدّم كمارا نفسه بصورة لافتة، مسجلًا 4 أهداف في أول 7 مباريات له بالدوري.
وفي الموسم التالي، رفع رصيده إلى 7 أهداف في 29 مباراة، ليجذب الأنظار كواحد من أبرز المهاجمين الواعدين آنذاك، ويفتح الباب أمام انتقاله الكبير.
الاتحاد.. بين الضغوط والدروس القاسية
في صيف 2019، شدّ كمارا الرحال إلى الاتحاد، النادي الذي يختلف تمامًا من حيث الجماهيرية والضغوط، وعلى مدار 4 مواسم، شارك في 78 مباراة بالدوري وسجل 12 هدفًا فقط. لم تكن الحصيلة على قدر التوقعات، لكن التجربة صقلت شخصيته ومنحته القدرة على التكيف مع أجواء اللعب تحت ضغط الأضواء الكبيرة.
الاتفاق.. استراحة محارب
موسم 2023-2024 شهد محطة قصيرة على سبيل الإعارة مع الاتفاق، شارك خلالها في 9 مباريات وسجل هدفًا واحدًا، ورغم قصر المدة، كانت التجربة بمثابة “استراحة محارب”، أعادت ترتيب أوراقه ومنحته دفعة معنوية وفنية جديدة.
الشباب.. موسم النضج الحقيقي
صيف 2024 شكّل بداية مرحلة جديدة حين انتقل كمارا إلى الشباب، هناك، بدا أكثر اكتمالًا ونضجًا، حيث خاض 31 مباراة في دوري روشن 2024-2025، سجل خلالها 6 أهداف وصنع 3 أخرى. كانت تلك المؤشرات دليلاً على أن اللاعب بدأ يترجم خبراته السابقة إلى أداء أكثر اتزانًا وفاعلية.
النصر.. بداية فصل جديد
في السادس من سبتمبر 2025، أعلن النصر تعاقده مع هارون كمارا بعقد يمتد حتى 2028، خطوة وُصفت بأنها انتقال اللاعب إلى “مرحلة الإنجازات”، بعدما عاش سنوات من التذبذب بين الوعود والتحديات، وفي ظل كوكبة النجوم في النصر، سيكون على المهاجم البالغ 27 عامًا أن يثبت أنه قادر على ترك بصمته وسط الأسماء اللامعة.
بين البدايات الواعدة في القادسية، والدروس القاسية في الاتحاد، والتجربة القصيرة مع الاتفاق، ثم النضج في الشباب، يصل كمارا اليوم إلى النصر في نقطة فارقة بمسيرته، إنها القصة الكلاسيكية لمهاجم ظل يبحث عن نفسه، حتى وجد الفرصة المثالية لتتحول وعود الأمس إلى إنجازات حقيقية.
