كشفت تقارير صحفية، مساء اليوم الثلاثاء، عن قرار صادم من البرتغالي جواو كانسيلو، الظهير الأيمن للهلال السعودي، بشأن مستقبله خلال الفترة المقبلة.
اضافة اعلانوكان كانسيلو قد انضم لصفوف الهلال خلال فترة الانتقالات الصيفية لموسم 2024-2025، قادمًا من مانشستر سيتي، مقابل 30 مليون يورو.
صدمة كبرى
قالت صحيفة "اليوم" السعودية إن "كانسيلو اتخذ قرارًا نهائيًا بشأن مستقبله مع الهلال، حيث قرر الرحيل عن الفريق خلال الفترة المقبلة.
ويتطلع كانسيلو للعودة إلى الملاعب الأوروبية من أجل خوض تحدٍ جديد، وفقًا لما ذكرته الصحيفة السعودية.
وكان كانسيلو قد أكد رغبته قبل أيام قليلة في العودة إلى أوروبا، وتحديدًا من بوابة بنفيكا البرتغالي.
امتعاض واضح
شهدت الأنباء الأخيرة داخل نادي الهلال السعودي حالة من الجدل، بعد إعلان استبعاد جواو كانسيلو من القائمة المحلية للفريق، نتيجة معاناته من إصابة عضلية.
اللاعب البرتغالي، المعروف بطموحه العالي واحترافيته الكبيرة، أبدى غضبه واستياءه من إدارة النادي، معتبرًا أن القرار جاء دون استشارة كافية أو وضوح حول خطة التعافي التي كان يتوقعها.
كانسيلو، الذي انضم للهلال الصيف قبل الماضي وسط توقعات كبيرة بأن يكون إضافة قوية للفريق، شعر أن استبعاده من قائمة الدوري المحلية يؤثر على موقعه الفني والذهني داخل الفريق، خاصة وأنه كان يسعى لإثبات نفسه بصورة أكبر أمام الجماهير والنقاد الرياضيين.
هذا الاستبعاد المفاجئ أضعف شعوره بالانتماء، وجعل العلاقة بين اللاعب والإدارة بحاجة إلى إعادة ترتيب، لتجنب أي توتر مستقبلي قد يؤثر على الأداء داخل الملعب.
من جانب الإدارة، أكدت المصادر أن القرار جاء لأسباب فنية وطبية بحتة، في إطار الحفاظ على سلامة اللاعب وضمان عدم تفاقم الإصابة، بما يضمن عودته للجاهزية الكاملة في أقرب وقت ممكن، سواء للمباريات المحلية أو الاستحقاقات القارية مثل دوري أبطال آسيا.
ومع ذلك، تشير التقارير إلى أن كانسيلو طلب توضيحًا رسميًا وشفافًا بشأن مستقبله، لكنه يرغب في أن يكون جزءًا من خطة فنية واضحة تسمح له بالمشاركة بشكل منتظم في أقرب وقت، بعيدًا عن أي شعور بالتجاهل أو الاستبعاد غير المبرر.
هذه الحادثة تسلط الضوء على أهمية التواصل بين الإدارة والنجوم الأجانب في أندية الدوري السعودي، لضمان التفاهم الكامل بين الطرفين، خاصة مع لاعبين من العيار الثقيل مثل كانسيلو، الذين يمثلون إضافة كبيرة للفريق من الناحية الفنية والتسويقية.
ومع عودة اللاعب لصفوف منتخب بلاده، أصبح جاهزًا بشكل كبير، مما يمثل ضغطًا كبيرًا على الإدارة الهلالية في المرحلة المقبلة.
قرار هلالي
جاءت تلك الأنباء، رغم التقارير التي أكدت نية الهلال لإعادة كانسيلو للقائمة المحلية بداية من يناير/كانون ثان المقبل.
ويأتي القرار، بعد تعافي اللاعب من الإصابة، تزامنًا مع سلسلة الإصابات التي ضربت الخط الخلفي بقيادة حمد اليامي ومتعب الحربي وحسان تمبكتي وعلي لاجامي.
ولكن يبدو أن كانسيلو يفكر جديًا في الرحيل عن الهلال حتى وإن لم يتحقق ذلك في الميركاتو الشتوي المقبل.
أهمية كبرى
منذ اللحظة الأولى التي وطأت فيها قدما جواو كانسيلو أرض الرياض، شعر الهلال بأن قطارًا جديدًا من الجودة قد وصل.
لم يكن اللاعب مجرد صفقة أوروبية لامعة، بل كان مشروعًا فنيًا يتحرك على الخط نفسه الذي يريده النادي، عبر كرة قدم ديناميكية، هجومية، تعتمد على الشراسة في الاستحواذ والقدرة على التحول السريع من الدفاع للهجوم.
ومع أول لمسة له في المباريات، اتضح للجميع أن كانسيلو ليس ظهيرًا عاديًا. كان يتحرك وكأنه يعرف الفريق منذ سنوات؛ يتقدم بثقة، يعود بسرعة، يدخل للعمق كصانع لعب ثالث، ويظهر على الخط كجناح إضافي، وفي كل مرة يلامس فيها الكرة، يشعر المشجع بأن هناك هجمة تشكّلت قبل أن تتحرك خطوط الفريق.
بالنسبة للفريق، كانسيلو كان أشبه بـ"سلاح متعدد الاستخدامات"، يمكن أن يبدأ كظهير أيمن، ثم يتحول في لحظة إلى لاعب وسط مهاجم، أو يغلق الطرف حين تتطلب المباراة ذلك.
مرونته التكتيكية جعلت الهلال أكثر قدرة على فرض شكله على خصومه، وأكثر تعقيدًا في قراءته من الناحية الفنية.
أما داخل غرفة الملابس، فقد حمل اللاعب البرتغالي معه شيئًا لا يُشترى، من خبرة الملاعب الأوروبية الكبيرة، وضغط البطولات، واللعب بجوار أسماء اعتادت الفوز.
وجوده بين زملائه كان يخلق حالة من الثقة، ويمنح اللاعبين الأصغر عمرًا نموذجًا واضحًا لاحترافية لا تتراجع.
ومع مرور الوقت، صار الفريق يشعر بغيابه قبل حضوره، حين يلعب، يتحرك الهلال برشاقة أكبر، وبخطورة أعلى.
وحين لا يلعب، يفتقد المجموعة للاعب يستطيع أن يربط بين الخطوط، ويغيّر شكل المباراة بمجهود فردي أو تمريرة ذكية.
لهذا السبب، لم يكن الحديث عن استبعاده أو غضبه مجرد خبر عابر، لأن كانسيلو بالنسبة للهلال ليس جناحًا أو ظهيرًا فقط، بل روح تكتيكية تتحرك بين الخطوط، وقطعة فنية يصعب إيجاد بديل لها بسهولة.