الخميس 13-11-2025
ملاعب

السلاح السري للأرجنتين.. كيف صنع سكالوني من التانجو عائلة لا تُهزم؟

GettyImages-2232903856-780x470


في كرة القدم، هناك من يُقاس نجاحه بالأرقام، وهناك من يُقاس بقدرته على تحويل لاعبين عاديين إلى أبطال وأشخاص يشعرون بالانتماء العميق، ليونيل سكالوني، مدرب المنتخب الأرجنتيني، ينتمي للفئة الثانية، هو الرجل الذي استطاع خلال أربع سنوات أن يبني فريقًا ليس مجرد مجموعة لاعبين، بل عائلة حقيقية على أرض الملعب، حيث تصبح الانتصارات نتيجة طبيعية لوحدة القلوب قبل الأقدام.
اضافة اعلان

سكالوني لم يكتفِ بتطوير الأداء الفني، بل صنع منظومة قائمة على الثقة، الاحترام، والدعم المتبادل، يعرف متى يحتاج اللاعب إلى تشجيع ومتى إلى ضبط النفس، يضع الفريق في إطار محدد، لكنه يمنح كل لاعب الحرية ليعيش شخصيته ويشعر بالأهمية، هذه المعادلة الإنسانية كانت سر نجاحه: نتائج مذهلة، ألقاب تاريخية، وروح لا تُنسى داخل الملعب وخارجه.


من الشوارع إلى التانجو.. ريفيرو يحقق المستحيل
خلال التوقف الدولي الأخير، قرر سكالوني استدعاء لاعب لم يُستدع من قبل، اسمه ريفيرو، القصة الأكثر درامية؟ قبل أربع سنوات، كان ريفيرو يبيع الحلوى في الشوارع، اليوم، يحمل القميص الأرجنتيني ويمثل بلاده على أعلى مستوى.

سكالوني لم يختره لمجرد موهبته، بل لإيمانه بأن كل لاعب يستحق الفرصة إذا عمل بجد وعاش شغفه، هذه هي فلسفة سكالوني: تحويل الحلم إلى واقع، وجعل كل لحظة على أرض الملعب فرصة لتغيير حياة لاعب.

وفي الوقت نفسه، لم تستدِ المغرب أي لاعب من أبطال كأس العالم، لكن سكالوني منح الفرصة لثلاثة لاعبين من الوصيف ليعيشوا أسعد لحظة في مسيرتهم، وليكتشفوا أن الانتماء لبلادهم هو شرف لا يُقارن، وأن لحظة الاستدعاء الدولي يمكن أن تغيّر حياتهم بالكامل.


دموع الفرح: كيفين ماك أليستر يحقق حلمه عند الـ28
أحد أكثر المشاهد الإنسانية المؤثرة كانت مع كيفين ماك أليستر، شقيق أليكسيس، عند تلقيه أول استدعاء دولي في عمر 28 عامًا، لم يتمالك دموعه أثناء إعلان الخبر لزملائه في غرفة الملابس، كل لاعب شعر بالفرحة معه، وكل دمعة كانت شهادة على فلسفة سكالوني: نجاح الفريق يبدأ بالسعادة الفردية والانتماء الحقيقي لكل لاعب.

سكالوني يوضح فلسفته ببساطة: مباراته الأولى كلاعب كانت ضد ليبيا، ثم اعتزل وأصبح مدربًا، لكنه لا يزال يحمل ذكريات تلك اللحظات في قلبه، وهكذا يريد أن يعيش كل لاعب هذه التجربة بنفس العمق، هنا يكمن سر سحره: المدرب الذي لا يُعقد اللاعبين، يجعل كل لحظة على الملعب تجربة حياة.


الإنسان قبل اللاعب.. دموع سكالوني وميسي
حتى في المؤتمرات الصحفية، يظهر الجانب الإنساني للمدرب الأرجنتيني، قبل مواجهة فنزويلا، لم يتمكن سكالوني من حبس دموعه عند رؤية أحد الصحفيين يبكي بشدة، تأثرًا بإمكانية خوض ليونيل ميسي آخر مباراة له في الأرجنتين، كلمات سكالوني عن ميسي كانت مؤثرة بصدق:

“لم أر لاعبًا مثله من قبل، إنه يقدم متعة خالصة، أن أكون زميله ثم مدربه وأن نفوز معًا كان أمرًا مثيرًا”.

هذه المواقف تعكس فلسفة سكالوني: احترام اللاعب والإنسان قبل كل شيء، وجعل كرة القدم تجربة مشاعر حقيقية قبل أن تكون مجرد خطة تكتيكية.