فجرت صحيفة ماركا تقريرًا مثيرًا حول الانهيار الذي يعيشه ريال مدريد الإسباني تحت قيادة تشابي ألونسو، مؤكدة أن المشكلة لم تعد فنية بقدر ما هي صراع سلطة داخل غرفة الملابس، وتشير الصحيفة إلى أن الشرارة التي فجّرت الأزمة كانت يوم انفجر فينيسيوس جونيور أمام جماهير البرنابيو، لتبدأ بعدها مرحلة سقوط مشروع ألونسو.
تشابي ألونسو جاء إلى مدريد بفكرة واضحة وهي بناء فريق حديث، صاحب هوية ثابتة يعتمد على الضغط العالي والتضحية الجماعية، مستوحى من نموذج ميكيل أرتيتا مع أرسنال، والنادي كان قد ضاق ذرعًا بإدارة أنشيلوتي وزيدان المتساهلة مع النجوم، وقرر منح الدفّة لمدرب شاب “حديث” قادر على فرض مشروعه، خاصة بعد نجاحه المذهل مع ليفركوزن.
في البداية، سار كل شيء كما خُطط له، وحقق ريال مدريد 13 فوزًا في أول 14 مباراة، رغم غياب بيلينجهام في بداية الموسم وخضوع فينيسيوس لنظام صارم من المدرب، وكان ألونسو واضحًا: “لكي تلعب، يجب أن تركض”، وفضّل أسماء شابة مثل مستانتوانو وإردا جولر وبراهيم دياز على حساب نجوم الصف الأول، ما خلق فريقًا منضبطًا وصعب الاختراق، ولو بدون كرة قدم براقة.
أزمة ريال مدريد لم تعد فنية بل صراع قوة داخل النادي
لكن نجاح البداية كشف عن تصدع داخلي، وبدأت التسريبات من شكاوى من لاعبين كبار حول “العمل التكتيكي المرهق” و”الفيديوهات الكثيرة” و”صرامة المدير الفني”، وكان فينيسيوس واجهة الصدام، غير راضٍ عن جلوسه المتكرر على الدكة وواجباته الدفاعية، ثم جاء الكلاسيكو بانفجار علني من فينيسيوس عقب تبديله، والنادي، بحسب ماركا، اختار عدم معاقبته، تاركًا ألونسو وحيدًا في مواجهة غرفة الملابس.
منذ تلك اللحظة، اهتز المشروع، واختفى الضغط العالي، تراجع دور جولر ومستانتوانو، وأصبح فينيسيوس وبيلينجهام غير قابلين للمساس، واضطر ألونسو للتحول من “مدرب مشروع” إلى “مدير نجوم”، وهو ما لم يأتِ من أجله، وتشير ماركا إلى أن اللاعبين كسبوا المعركة، وأن المدرب أصبح الآن رهينة مزاج نجوم الفريق، بعدما خسر الدعم المؤسسي في اللحظة الحاسمة.
وتختم الصحيفة بأن ريال مدريد عاد لمرحلة “فريق بلا هوية”، وأن تشابي ألونسو وجد نفسه محاصرًا بين أفكاره وبين واقع لا يستطيع السيطرة عليه، ما يجعل مستقبله داخل النادي أكثر غموضًا من أي وقت مضى.