جاءت الجولة التاسعة من الدوري الإنجليزي الممتاز، بالأخبار السارة لآرسنال وجمهوره، بعد تعثر أبرز المتسابقين معه على التتويج باللقب في نهاية المشوار.
حامل اللقب، ليفربول، سقط خارج أرضه على يد برينتفورد (2-3)، ليسير مانشستر سيتي على خطاه بهزيمته أمام أستون فيلا بهدف دون رد.
كما تلقى تشيلسي هزيمة مفاجئة في عقر داره، على يد سندرلاند، الصاعد حديثا، بنتيجة (1-2).
وبذلك، أصبح الثلاثي خارج الـ4 الكبار، فيما واصل آرسنال انطلاقته القوية بفوز جديد على كريستال بالاس (1-0)، ليغرد وحيدا في الصدارة.
ووصل الفريق اللندني للنقطة 22، بعد فوزه في 7 مباريات وخسارة وحيدة وتعامل في مثلها، ليبقى متقدما على أقرب ملاحقيه (بورنموث) بفارق 4 نقاط.
لكن الأهم، هو ابتعاده عن مانشستر سيتي (الخامس) بفارق 6 نقاط، وليفربول (السابع) بفارق 7 نقاط، فيما يتأخر عنه تشيلسي (التاسع) بفارق 8 نقاط.
وبذلك، يستمر آرسنال في رحلة استعادة اللقب الغائب عن النادي منذ 21 عاما، براحة تامة، في ظل ابتعاده عن أبرز منافسيه الحقيقيين.
مواجهات الكبار
انتهت كتيبة المدرب الإسباني ميكيل أرتيتا من مواجهات أغلب الكبار في الجولات الأولى، ليتبقى له توتنهام هوتسبير وتشيلسي فقط.
وفي الجولة الافتتاحية، فاز آرسنال على مانشستر يونايتد (1-0)، قبل تلقيه هزيمته الوحيدة في الجولة الثالثة أمام ليفربول (0-1).
ونجا الجانرز من السقوط أمام مانشستر سيتي في الجولة الخامسة، بتعادل قاتل (1-1)، فيما تجاوز نيوكاسل يونايتد بشق الأنفس (2-1) في الجولة التالية.
وبذلك، جمع آرسنال من تلك المواجهات الأربع، 7 نقاط من أصل 12.
وقبل مواجهتي توتنهام والبلوز المتتاليتين، سيخرج آرسنال لملاقاة الصاعدين، بيرنلي وسندرلاند، قبل استقبال جاريه اللندنيين بملعب الإمارات.
وحال نجاح الفريق في حصد أكبر عدد ممكن من النقاط في تلك المواجهات الأربع، فإنه سيضع نفسه بشكل واضح، في مقدمة سباق التتويج بلقب البريميرليج، ليهزم منافسيه معنويا في وقت مبكر، وقبل نهاية الدور الأول.
كما أن الظروف ستكون مثالية بالنسبة للجانرز في بداية الدور الثاني، خاصة مع خوض مواجهتين في ملعبه "الإمارات" ضد ليفربول ومانشستر يونايتد، وهو ما ينطبق أيضا على تشيلسي.
ولن يكون آرسنال مضطرا لخوض مواجهات صعبة خارج أرضه ضد الكبار، باستثناء مواجهتي توتنهام ومانشستر سيتي، وستكون الأخيرة في الجولة 33، أي قبل النهاية بـ5 جولات فقط.
سيناريو مؤرق
منذ تتويجه الأسطوري بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز موسم 2003-2004 دون أي هزيمة، عاش آرسنال رحلة بحث طويلة عن تكرار المجد الغائب.
ورغم محاولات متكررة ومواسم اقترب فيها من الحلم، إلا أن “المدفعجية” ظلوا عاجزين عن عبور الخط الفاصل بين المنافسة والفوز الحقيقي بالبطولة.
خلال السنوات الأخيرة، أعاد المدرب الإسباني ميكيل أرتيتا الحياة إلى الفريق، فحوّله من نادٍ يسعى فقط للتأهل إلى دوري الأبطال إلى منافس حقيقي على اللقب.
وفي المواسم الثلاثة الماضية، بدا آرسنال أكثر جاهزية من أي وقت مضى لاستعادة البطولة، لكنه كان يصطدم دائمًا بنفس العقبة: التعثر أمام الفرق الضعيفة والمتوسطة، ما كان يبدد آماله في اللحظات الحاسمة.
الموسم الأكثر ألمًا لجماهير الفريق كان 2022-2023، حين تصدر آرسنال جدول البريميرليج لأكثر من 200 يوم متتالية، وبفارق مريح عن مانشستر سيتي، لكن الفريق انهار في الرمق الأخير بعد سلسلة تعادلات وهزائم مؤثرة أمام فرق في وسط أو مؤخرة الجدول، ليتراجع ويمنح اللقب مجددًا لكتيبة المدرب الإسباني بيب جوارديولا.
وحقق آرسنال حينها رقما قياسيا، بوصوله إلى 248 يوما على قمة جدول الترتيب، بدون انتزاع اللقب في النهاية، وهو ما لم يحدث لأي فريق آخر على مدار التاريخ.
وفي الموسم التالي، تكرر السيناريو نفسه وإن كان الفارق أقل درامية؛ فريق قوي هجوميًا ومنظم تكتيكيًا، لكنه يعاني من نقص الخبرة في إدارة ضغط المنافسة في الجولات الأخيرة، ليخسر اللقب مجددا بفارق ضئيل جدا، لا يتجاوز نقطتين.
اليوم، دخل آرسنال موسمًا جديدًا بنفس الطموح القديم، مدعومًا بتشكيلة شابة ومتماسكة يقودها مارتن أوديجارد وبوكايو ساكا وديكلان رايس، فضلا عن الوافدين الجدد أمثال فيكتور جيوكيريس ومارتن زوبيميندي.
وبينما تبقى الذاكرة مثقلة بخيبات الماضي، فإن الأمل لا يزال قائمًا بأن 2025 قد يكون العام الذي يكسر فيه أرتيتا نحس العشرين عامًا، ويعيد البريق إلى شمال لندن.