كشف تقرير صحفي إسباني، اليوم الإثنين، عن آخر التطورات بشأن موقف ريال مدريد من عقوبة لاعبه البرازيلي فينيسيوس جونيور، لما بدر منه عقب قرار تبديله في الكلاسيكو.
وأظهر فينيسيوس في أكثر من مرة اعتراضه على مدربه تشابي ألونسو، بسبب كثرة استبداله، وكان آخرها أمام برشلونة في لقاء الكلاسيكو، أمس الأحد.
وبحسب إذاعة "كادينا سير" الإسبانية، فإن المسؤولين في ريال مدريد يعتقدون أنه لا يوجد ضرورة لتوقيع عقوبة على فينيسيوس لما بدر منه بعد استبداله في الكلاسيكو ضد برشلونة.
وأكد التقرير أن النادي سيترك الأمر للمدرب ألونسو الذي سيجلس ويتحدث مع اللاعب أولا عما بدر منه، ثم سيدعم النادي أي قرار يتخذه المدرب تجاه هذه الواقعة المكررة.
وتغلب ريال مدريد على غريمه برشلونة بنتيجة 2-1، أمس الأحد، على ملعب سانتياجو برنابيو، ضمن لقاءات الجولة العاشرة من الدوري الإسباني "الليجا".
ورفع الفوز رصيد ريال مدريد إلى النقطة 27 في الصدارة، وتجمد رصيد برشلونة عند النقطة 22 في المركز الثاني.
انفجار مكرر
تفجّرت أزمة جديدة داخل ريال مدريد خلال الكلاسيكو، بعدما أبدى النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور غضبه العلني من مدربه تشابي ألونسو، عقب استبداله في الدقيقة 70 من المباراة، إذ لم يُخفِ جناح الفريق استياءه واحتج على القرار بالإيماءات والكلمات، قبل أن يغادر أرض الملعب متجهاً مباشرة إلى غرف الملابس دون الجلوس على مقاعد البدلاء التي عاد لها بعد دقائق.
ووفقاً لصحيفة "سبورت" الإسبانية، فقد جاءت لحظات التوتر في الدقائق الأخيرة من الكلاسيكو عندما قرر ألونسو سحب فينيسيوس وإقحام رودريجو بدلاً منه، وهي الخطوة التي فاجأت اللاعب وأثارت غضبه الشديد، في مشهد من المتوقع أن يثير الكثير من الجدل في الأسابيع المقبلة.
وأشارت إلى أنه ما إن رأى فينيسيوس رقمه على لوحة الحكم الرابع حتى بدت عليه علامات الصدمة وعدم التصديق، وأطلق عبارات احتجاج واضحة وهو يغادر الملعب غاضباً، دون أن يتبادل التحية مع مدربه.
واختار ألونسو تجاهل الموقف تماماً، مركزاً نظره على الملعب، بينما تدخل عدد من زملاء فينيسيوس لتهدئته. اللاعب البرازيلي لم يجلس على الدكة في البداية، وغادر مباشرة إلى غرف الملابس، قبل أن يعود لاحقاً بعد دقائق قليلة بوجه متجهم وملامح غاضبة.
وأثناء خروجه، لم يتمالك فينيسيوس أعصابه وصرخ غاضبا مرددا عبارة نابية بها إهانة مباشرة لألونسو وتحمل دلالات قوية على الغضب والإحباط.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يُظهر فيها فينيسيوس استياءه من قرارات مدربه بشأن التبديلات، إذ اعتاد ألونسو استبداله في توقيتات مبكرة أكثر من مرة، وهو ما جعله يشعر بالاستهداف.
وأوضحت "سبورت" أن فينيسيوس ظهر يكرر باستغراب: «أنا؟ أنا؟» وكأنه لا يصدق أنه من سيغادر مجدداً، في وقت بدأت فيه علامات التوتر تظهر داخل غرفة الملابس بسبب الفارق في معاملة ألونسو له مقارنة بزميله كيليان مبابي، الذي نادراً ما يُستبدل.
وفي لقطات إضافية بثّتها قناة "DAZN"، ظهر فينيسيوس وهو يصرخ قائلاً: "دائماً أنا! سأرحل عن الفريق، من الأفضل أن أرحل"، بينما التُقطت مشاهد لألونسو يرد عليه بوجه جاد قائلاً: "هيا يا فيني، اللعنة!" في إشارة واضحة لغضبه من تصرف اللاعب.
"انتصار مستحق"
تحدث تشابي ألونسو المدير الفني لريال مدريد، بثقة وهدوء أمام وسائل الإعلام، بعد تحقيقه أول انتصار له كمدرب في الكلاسيكو بنتيجة (2-1)، محللًا أسباب الفوز ومؤكدًا أهمية الانتصار من الناحيتين الذهنية والمستقبلية.
وقال ألونسو في بداية حديثه: "أنا سعيد جدًا من أجل اللاعبين، كانوا بحاجة لمعرفة أن لديهم المقدرة على الفوز في مباراة من هذا النوع، كان انتصارًا مستحقًا، بل وأقل من مجريات اللقاء، وهذا مهم للمستقبل".
وعن شعوره الشخصي بعد الفوز، شدد مدرب ريال مدريد على أنه لا يرى الأمر كتحرر من ضغط أو عبء معين: "لم يتحرر شيء بالنسبة لي، لا يزال أمامنا الكثير، يجب أن نتحلى بالهدوء".
"توتر طبيعي"
لم يخل المؤتمر من الأسئلة المثارة حول غضب فينيسيوس جونيور بعد استبداله، إلا أن ألونسو تعامل مع الأمر بهدوء: "خرجت من المباراة بالكثير من الإيجابيات، ومن بينها أداء فيني، سنتحدث عن الأمر بالتأكيد، لكن لا أريد فقدان التركيز عن النقاط المهمة، هناك لاعبين يملكون شخصيات مختلفة، وسنوضح الأمور داخل المجموعة".
ورغم تكرار الأسئلة حول النجم البرازيلي، فضل ألونسو عدم التوسع في الجدل، مؤكدًا أن التوتر جزء طبيعي من مباريات الكلاسيكو: "هذا طبيعي، في كل كلاسيكو يحدث الكثير وسيستمر ذلك، فالتوتر دائمًا موجود، طالما أن الأمور تبقى في إطار المنافسة الصحية فلا يوجد ما يدعو للقلق".
وعند الحديث عن الجانب الفني، أشاد ألونسو بتضحية لاعبيه وانضباطهم، إلى جانب دور المدرجات في صنع حالة استثنائية خلال اللقاء: "بحثنا عن أفضل تشكيل أمام خصم يعرف كيف يلعب الكرة، دافع اللاعبون بقناعة كبيرة، ورغم الهدف الذي تلقيناه بعد فقدان الكرة، خلقنا الكثير من الفرص، رأيت الحماس في أعين اللاعبين والجماهير، كانت هناك طاقة مذهلة في البرنابيو، وهذا الشعور مهم جدًا لهذا المشروع الذي لا يزال في بدايته، العلاقة مع الجمهور كانت رائعة اليوم وشعرت بذلك بوضوح".