الإثنين 22-12-2025
ملاعب

من فقدان الأب إلى النجومية.. رحلة ساديو ماني للعالمية

1


ملاعب - كان نجم المنتخب السنغالي لكرة القدم ومهاجمه ساديو ماني سيفوّت مسيرة كروية متألقة لو أنه استجاب لرغبة والده الراحل.

تم إبعاد اللاعب البالغ من العمر 33 عامًا عن ممارسة كرة القدم في طفولته لأن والده، كان يريد أن يركز ابنه على الدراسات الدينية بدلاً من ذلك.

اضافة اعلان
 

ماني الذي أصبح لاحقًا أيقونة في كرة القدم الأفريقية، كشف عن ذلك خلال حديثه مع مسؤول رفيع في الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف). ورغم اختلاف وجهات النظر حول كرة القدم، شدد الفائز بجائزة أفضل لاعب أفريقي مرتين على حبه لوالده، وعلى مدى الألم الذي شعر به إثر وفاته عندما كان في السابعة من عمره.


وقال ماني "عندما كنت صغيرًا، كان والدي دائمًا يقول إنه فخور بي. كان رجلاً صاحب قلب كبير. وفاته كان لها تأثير كبير عليّ وعلى بقية أفراد أسرتي".


يضيف "قلت لنفسي: الآن عليّ أن أبذل قصارى جهدي لمساعدة والدتي. هذا أمر صعب جداً عندما تكون صغيرًا جدًا". لكن ماني نجح، إذ لعب لاحقًا لأندية في فرنسا والنمسا وإنجلترا وألمانيا والسعودية، وساعد بلاده على الفوز بكأس الأمم الأفريقية للمرة الأولى عام 2022.


بعد فترتين مع متز الفرنسي وسالزبورغ النمساوي، انضم ماني إلى ساوثمبتون الإنجليزي عام 2014، ولا تزال ثلاثيته في مرمى أستون فيلا خلال 176 ثانية الأسرع في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز.


وبعد موسمين مع "القديسين"، انتقل ماني إلى ليفربول، حيث لعب إلى جانب النجم المصري محمد صلاح، وساعد الثنائي في جلب العديد من الألقاب إلى ملعب أنفيلد.


وشملت حصيلة الألقاب دوري أبطال أوروبا، والكأس السوبر الأوروبية، وكأس العالم للأندية، والدوري الإنجليزي الممتاز، وكأس الاتحاد الإنكليزي، وكأس الرابطة.


بعد ستة مواسم مع ليفربول، قضى ماني موسمًا واحدًا في بايرن ميونخ الألماني، ثم انضم إلى العديد من النجوم الأفارقة في الدوري السعودي المربح.

 

- ذكريات سعيدة -
أدى التعادل السلبي في المباراة النهائية لكأس الأمم الأفريقية 2022 أمام مصر في ياوندي إلى لجوء المنتخبين إلى ركلات الجزاء الترجيحية لتحديد البطل، وسجل ماني الركلة التي منحت السنغال المجد.


كان الانتصار مميزًا بشكل خاص لأن "أسود التيرانغا" عوَّض خسارته نهائي النسخة السابقة قبل ثلاث سنوات في القاهرة، عندما استقبلت شباكه هدفًا بعد دقيقتين فقط من صافرة البداية أمام الجزائر وهي النتيجة التي انتهت بها المواجهة.


فشلت السنغال في تحقيق لقبين متتاليين، ففي عام 2024 خسرت بركلات الترجيح (4-5) أمام ساحل العاج المضيفة في مواجهة بثمن النهائي، في طريق الاخيرة لاحراز اللقب.


وأوقعت القرعة السنغال في المجموعة الرابعة إلى جانب بوتسوانا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وبنين في النسخة الحالية المقامة بالمغرب.


وستعيد المواجهة مع الكونغوليين ذكريات سعيدة للسنغاليين، بعدما قلبوا تأخرهم بهدفين إلى فوز 3-2 في كينشاسا في أكتوبر الماضي، وضمنوا لاحقًا بطاقة التأهل إلى كأس العالم 2026.


لم يسجل مانيه في العاصمة الكونغولية، لكنه أحرز هدفين بعد شهر في الفوز الكبير برباعية نظيفة على موريتانيا وحسمت السنغال التأهل للمونديال.


وسجلت السنغال 22 هدفًا في 10 مباريات ضمن التصفيات، وكان مانيه الهداف برصيد خمسة أهداف، متقدمًا بهدف واحد على لاعب وسط توتنهام بابي ماتار سار.


وكحال عدد من المنتخبات الطامحة الى اللقب في نسخة 2025، تتمتع السنغال بوفرة الخيارات الهجومية لدى مدربها الجديد باب ثياو، خليفة أليو سيسيه.


مانيه مهاجم النصر السعودي، نيكولاس جاكسون المعار من تشلسي الإنجليزي إلى بايرن ميونخ، وإليمان نداي من إيفرتون الانكليزي، وإسماعيلا سار من كريستال بالاس الانكليزي، هم مجرد بعض الخيارات المتاحة.


وهناك أيضًا إبراهيم مباي البالغ من العمر 17 عامًا من باريس سان جرمان حامل لقب دوري أبطال أوروبا والذي خاض أول مباراة دولية له الشهر الماضي في خسارة ودية أمام البرازيل.


وبعد أيام قليلة، أصبح أصغر هداف في تاريخ السنغال بتسجيله هدفًا في الفوز الساحق 8-0 على كينيا في مباراة تحضيرية أخرى لكأس الأمم الإفريقية.


وسجل مانيه ثلاثية في مرمى المنتخب الكيني، في إنذار شديد اللهجة الى منافسيه في البطولة القارية بأن العمر لم يقلل من غريزته التهديفية.


أدرج العديد من المراقبين السنغال ضمن أبرز المرشحين للفوز باللقب مجددًا في المغرب، وإذا تحقق ذلك، فمن المتوقع أن يلعب مانيه دورًا رئيسيًا.


وقال ثياو الذي كان ضمن تشكيلة السنغال التي بلغت ربع نهائي كأس العالم 2002 "نحن من بين المرشحين ونتقبل ذلك. أريد منتخباً يفرض سيطرته".