أظهرت غزارة الأمطار التي تعيشها المملكة المغربية خلال الفترة الحالية بالتزامن مع احتضان نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025، جودة ملاعب المغرب التي لم تتأثر بهطول أمطار الشتاء.
اضافة اعلانفمنذ انطلاق صافرة البداية لنهائيات كأس أمم إفريقيا المغرب 2025، لفت المستوى المبهر لأرضيات الملاعب وإدارة المنشآت انتباه الخبراء والمشجعين.
ورغم التساقطات المطرية الغزيرة التي شهدتها عدة مدن مغربية مستضيفة، حافظت البساطات الخضراء على جودتها العالية، ضامنةً سلاسة اللعب ودقة التمرير، في مشهد يعكس قصة نجاح هندسي واستثمار تقني غير مسبوق.
جودة ملاعب المغرب تُبهر العالم خلال أمم إفريقيا 2025
وتناقلت الصحافة الدولية صور الملاعب المغربية وهي تقاوم التقلبات المناخية بامتياز، مما يعزز صورة المملكة كقطب رياضي عالمي قادر على احتضان أكبر التظاهرات، بما في ذلك كأس العالم 2030.
وسنتعرف سويًا في هذا المقال على السر الكامن وراء جودة ملاعب المغرب، التي شكلت تحفة في حد ذاتها، خصوصا مع امتلاكها مناعة اصطناعية قوية، تقاوم الزخات المطرية المستمرة.
هندسة الطبقات.. جدار الصد الأول
هذا الصمود الذي أبان عنه العشب الطبيعي لم يكن وليد الصدفة، بل هو نتاج هيكلة هندسية دقيقة تعتمد على نظام الطبقات المتعددة، والمقاومة للمطر الغزير.
وتبدأ هذه البنية بالعشب الطبيعي المعالج، تليه طبقات من الرمل والتربة المصفاة، وصولا إلى شبكة أنابيب متطورة مرتبطة بمجمعات خارجية، حيث تضمن تصريفا فوريا للمياه، مانعة تراكمها فوق السطح.
وقد تجلى نجاح هذا التصميم بوضوح يوم الثلاثاء الماضي، 23 ديسمبر 2025، في ملعب طنجة الكبير والملعب الأولمبي بالرباط، حيث استمرت مواجهتا (السنغال ضد بوتسوانا) و(تونس ضد أوغندا) بوتيرة عالية دون تأثر الأرضية أو ظهور برك مائية، رغم استمرار المطر طيلة دقائق اللعب.
تكنولوجيا أمريكية على أرض مغربية
في قلب هذه الملاعب، تنبض محركات ضخمة ومضخات عملاقة استوردت خصيصا من الولايات المتحدة الأمريكية. وتُعد هذه المعدات، التي تشرف عليها شركة متخصصة، من بين الأقوى في القارة الإفريقية.
وتعمل هذه المضخات، المتواجدة في مراكز تقنية مخصصة (كما هو الحال في المنطقة الجنوبية لملعب طنجة)، بنظام شفط فائق السرعة، حيث تستطيع معالجة كميات ضخمة من المياه في وقت قياسي، مما يضمن بقاء التربة في حالة مثالية من حيث الرطوبة والتماسك.