وجّه المدافع الهولندي فيرجيل فان دايك، قائد ليفربول، ردا قويا على واين روني نجم مانشستر يونايتد السابق بعد الانتقادات التي وجهها له الأخير، حول قيادته للريدز.
وكان روني القائد السابق لمنتخب إنجلترا، قد أعرب عن استيائه من طريقة فان دايك ومحمد صلاح في قيادة ليفربول، واعتبر أن تصرفاتهما تمثل "مصدر قلق كبير".
لكن فان دايك رد عقب قيادة فريقه للفوز 2-0 على أستون فيلا مساء السبت، وهو الانتصار الذي أنهى أحاديث الأزمات داخل النادي، قائلا إن آراء
وقال قائد الريدز، في تصريحات أبرزها موقع "ذي أتلتيك": "لم أسمع منه شيئا العام الماضي. بصراحة ما قاله لا يؤلمني. وبالحديث عن هذا اللاعب تحديدا، فهو من دون شك أسطورة كبيرة في اللعبة وألهم الكثيرين، ولا أستطيع قول شيء سوى الإيجابيات عنه، لكنني أرى أن هذا التعليق نوع من الانتقاد الكسول".
وأضاف فان دايك: "هذا رأيي الشخصي. من السهل إلقاء اللوم على اللاعبين الآخرين، لكنه يعلم تماما، مثل الجميع، أننا نعمل معا ونحاول مساعدة بعضنا البعض للخروج من هذه الفترة. وكما قلت، في العام الماضي عندما كانت الأمور تسير بشكل جيد، لم نسمع شيئا من هذا القبيل. هذه هي طبيعة الأمور".
تضخيم!
وتابع: "المحللون لديهم عملهم أيضا، لذا لا بأس، لديه رأيه ونحن نتعامل مع ذلك. ولا توجد أي مشاعر سلبية بالمناسبة، لا آخذ الأمر بشكل شخصي على الإطلاق".
وتحدث فان دايك بشكل عام عن الضغوط المسلطة على لاعبي ليفربول قائلا: "الأمر مثير فعلا، أليس كذلك؟ العام الماضي لم نسمع أي انتقادات، لأن الأمور كانت تسير بشكل رائع وكنا نُعتبر قادة مثاليين. أما هذا العام، عندما لا تسير النتائج كما نريد خلال الأسابيع الأخيرة، فجأة يُقال إننا لا نقوم بواجبنا كما يجب. هذه هي الحياة التي نعيشها".
وأضاف: "نحن نشعر بالمسؤولية ونرغب في أن نكون قدوة. وأعلم أنه عندما لا تكون النتائج جيدة أو الأداء ليس بالمستوى المطلوب، فإنني والمدرب سنكون دائما موضع تساؤل، وهذا جزء من اللعبة. أرغب في الأداء الجيد ليس من أجلي، بل من أجل الفريق والنادي".
وأوضح المدافع الهولندي: "عندما تمر لحظات صعبة أحاول مساعدة زملائي. وعندما لا تسير الأمور كما نريد، فهذا هو العالم الذي نعيش فيه، حيث يُثار الجدل كثيرا. هناك العديد من المنصات هذه الأيام التي تتيح للجميع قول ما يشاؤون، وكل شيء يتم تضخيمه".
وعن التقارير التي تحدثت عن تعرض المدرب آرني سلوت لضغوط، قال فان دايك: "سمعت تلك التقارير، لكني لا أعتقد أن نادينا من النوع الذي يتخذ قرارات متسرعة. نحن جميعا نشعر، وأعتقد أنكم تتفقون معي، بأننا قادرون على تجاوز هذه المرحلة".
وختم قائلا: "بالطبع لا يوجد ضمان لذلك، لكن يمكننا فعلها معا. طالما نؤمن بأنفسنا ونبقى متواضعين ونواصل العمل، أشعر أننا نستطيع تجاوزها، وكلنا لدينا هذا الشعور. يجب أن نستمر، ولا شك لدينا في قدرتنا على النهوض مجددا".
واين روني.. من شوارع ليفربول إلى أسطورة مانشستر يونايتد
يُعد واين روني أحد أبرز النجوم في تاريخ كرة القدم الإنجليزية، وواحدا من أكثر اللاعبين تأثيرا في جيله بفضل موهبته الفطرية، وشخصيته القتالية، وقدرته على التسجيل في المواعيد الكبرى. وُلد روني في 24 أكتوبر/تشرين الثاني عام 1985 بمدينة ليفربول، وبدأ رحلته الكروية في أكاديمية نادي إيفرتون، القطب الثاني في مدينة ليفربول، حيث ظهرت موهبته مبكرا بشكل لافت جعل الجميع يتنبأ له بمستقبل كبير.
البدايات مع إيفرتون
التحق روني بأكاديمية إيفرتون وهو في التاسعة من عمره، وتم تصعيده للفريق الأول عام 2002 عندما كان يبلغ 16 عاما فقط. لفت الأنظار سريعا بأدائه الجريء وقدرته على تسجيل الأهداف من أي وضعية، واشتهر بهدفه الرائع في مرمى آرسنال الذي أنهى به سلسلة اللا هزيمة للمدفعجية، ليُعلن عن ميلاد نجم جديد في الكرة الإنجليزية.
خلال موسميه مع إيفرتون، خاض روني 77 مباراة وسجل 17 هدفا، ما جعله هدفا لكبار الأندية الإنجليزية. وفي صيف 2004، حسم مانشستر يونايتد الصفقة مقابل نحو 27 مليون جنيه إسترليني، ليصبح في ذلك الوقت أغلى لاعب شاب في تاريخ الكرة البريطانية.
المجد في مانشستر يونايتد
مع وصوله إلى مانشستر يونايتد، وجد روني نفسه تحت قيادة السير أليكس فيرجسون، الذي ساعده على التطور من موهبة شابة إلى نجم عالمي. بدأ مشواره مع الشياطين الحمر بشكل مذهل حين سجل ثلاثية في ظهوره الأول بدوري أبطال أوروبا أمام فنربخشة التركي.
طوال 13 موسما قضاها في "أولد ترافورد"، أصبح روني القلب النابض للفريق، وساهم في تحقيق واحدة من أكثر الفترات نجاحا في تاريخ مانشستر يونايتد. توّج بخمسة ألقاب للدوري الإنجليزي الممتاز، ولقب واحد لدوري أبطال أوروبا عام 2008، إضافة إلى كأس العالم للأندية، وكأس الاتحاد الإنجليزي، وثلاث بطولات لكأس الرابطة.
تميز روني بقدرته على اللعب في أكثر من مركز، فقد بدأ كمهاجم صريح قبل أن يتحول إلى صانع ألعاب أو جناح بحسب احتياجات الفريق. كما عُرف بشغفه القتالي وإصراره على الفوز، وهو ما جعله محبوباً من جماهير يونايتد.
وفي عام 2017، أصبح الهداف التاريخي للنادي بعد أن كسر رقم السير بوبي تشارلتون، مسجلاً 253 هدفاً في 559 مباراة بمختلف المسابقات.
القائد والرمز مع المنتخب الإنجليزي
على الصعيد الدولي، مثّل روني منتخب إنجلترا لأول مرة عام 2003 وهو في السابعة عشرة من عمره، ليصبح أصغر لاعب يسجل هدفاً لمنتخب الأسود الثلاثة في ذلك الوقت. شارك في ست بطولات كبرى (أربع بطولات كأس أمم أوروبا وكأسَي عالم)، وكان أبرز نجوم المنتخب خلال عقد كامل.
سجل روني 53 هدفاً في 120 مباراة دولية، ليصبح الهداف التاريخي للمنتخب الإنجليزي قبل أن يتجاوزه هاري كين لاحقاً. رغم عدم تحقيقه أي بطولة دولية، إلا أنه ظل رمزاً للالتزام والروح القتالية مع منتخب بلاده.
العودة إلى الجذور والرحلة الأمريكية
بعد رحيله عن مانشستر يونايتد في 2017، عاد روني إلى ناديه الأم إيفرتون لموسم واحد، ثم خاض تجربة احترافية في الدوري الأمريكي مع نادي دي سي يونايتد، حيث واصل التألق رغم تقدمه في السن.
وفي نهاية مسيرته كلاعب، انضم إلى ديربي كاونتي في دوري الدرجة الأولى الإنجليزي، حيث جمع بين اللعب والتدريب، قبل أن يتولى مهمة المدير الفني للفريق بشكل كامل في 2020. أظهر خلال تلك الفترة شخصية قيادية قوية في ظروف صعبة، إذ واجه النادي عقوبات مالية وإدارية قاسية، لكنه نجح في الحفاظ على روح المنافسة داخل الفريق.
من الملاعب إلى مقاعد التدريب
بعد اعتزاله اللعب، اتجه روني للعمل في مجال التدريب بشكل كامل، وتولى قيادة عدد من الأندية أبرزها دي سي يونايتد الأمريكي وبرمنجهام سيتي الإنجليزي. رغم البداية المتذبذبة، أظهر رغبة واضحة في تطوير نفسه كمدرب واكتساب الخبرة، مؤكدا أنه يسعى لترك بصمة في عالم التدريب كما فعل كلاعب.
إعلان