الخميس 30-10-2025
ملاعب

آخرهم بيدري.. كابوس الإصابات يؤرق فليك في برشلونة

Screenshot 2025-10-30 104948


أصبحت الإصابات بمثابة كابوس متكرر وأحد أبرز التحديات التي تواجه الألماني هانز فليك المدير الفني لبرشلونة منذ توليه المهمة. 

أثرت كثرة الإصابات وتنوعها بشكل مباشر على استقرار الفريق واختياراته الفنية، ما أجبر المدرب على تعديل تشكيلاته بشكل مستمر وعدم تكرار أي تشكيل أساسي في مباراتين متتاليتين.

اضافة اعلان
 

وبحسب صحيفة "موندو ديبورتيفو" الإسبانية، فإنه خلال الفترة الممتدة من أغسطس/آب 2024 حتى أكتوبر/تشرين الأول 2025، عانى برشلونة من 38 إصابة مختلفة، أي بمعدل يتراوح بين إصابتين وثلاث شهريًا، بينما ارتفع المعدل هذا الموسم إلى خمس إصابات في الشهر، خصوصًا بعد الجولة الرابعة أمام فالنسيا. 

فقد وصلت الأرقام إلى ذروتها في مواجهات ريال مدريد (7 إصابات) وجيرونا (7)، وإشبيلية (6)، وأولمبياكوس (6).

أحدث المنضمين إلى قائمة الغيابات كان بيدري، اللاعب الوحيد الذي شارك أساسيًا في المباريات الـ13 الرسمية هذا الموسم، ما يمثل ضربة قوية لفليك، خاصة أنه يعتمد عليه في محور الأداء الهجومي.

أما على مستوى الخط الخلفي، فقد اضطر المدرب الألماني إلى استخدام 8 مدافعين مختلفين وتبديل 4 ثنائيات دفاعية بسبب إصابات مختلفة. 

غياب تير شتيجن منذ بداية الموسم، وإصابة بديله خوان جارسيا، إضافة إلى مشكلات بالدي وكريستنسن، جعلت فليك يجرب حلولًا متنوعة مثل إشراك إريك جارسيا كقلب دفاع أو ظهير.

وفي الوسط، اعتمد فليك بشكل أساسي على ثنائية دي يونج وبيدري في 8 مباريات، بينما شارك كاسادو إلى جوار بيدري في 5 مواجهات، مستغلًا غياب جافي الذي غاب عن 11 لقاء.

لكن أكثر الخطوط اضطرابًا كان الخط الهجومي، إذ استخدم فليك 13 تركيبة هجومية مختلفة خلال 13 مباراة فقط. 

أجبرته الإصابات على إشراك لاعبين خارج مراكزهم المعتادة، مثل راشفورد وتوني فرنانديز كمهاجمين صريحين، في ظل غيابات لامين يامال (5 مباريات)، رافينيا (7)، ليفاندوفسكي (3)، أولمو (3)، وفيرمين (4).

ويغيب عن برشلونة في الوقت الحالي العديد من اللاعبين المؤثرين مثل رافينيا وروبرت ليفاندوفسكي وداني أولمو وبيدري جانب الحارسين خوان جارسيا ومارك أندريه تير شتيجن.

غياب مؤكد أمام إلتشي

كان من المقرر أن يغيب بيدري عن مباراة برشلونة المقبلة أمام إلتشي في الجولة الحادية عشرة من الدوري الإسباني، بسبب الطرد الذي ناله في الكلاسيكو الأخير أمام ريال مدريد. إلا أن الإصابة الجديدة تضيف مزيدًا من الغموض حول موعد عودته، لتتضاعف معاناة برشلونة الذي يخوض مرحلة حساسة من الموسم على المستويين المحلي والأوروبي.

وسيتعين على فليك إيجاد حلول بديلة لتعويض غياب اللاعب الذي يمثل أحد المفاتيح الأساسية في منظومة اللعب، خاصة مع تراجع مستوى بعض عناصر الوسط الأخرى في الفترة الأخيرة.

ويستقبل برشلونة نظيره إلتشي يوم السبت المقبل، على ملعب "لويس كومبانيس الأولمبي" في مونتجويك، في مواجهة يأمل فيها الفريق الكتالوني استعادة نغمة الانتصارات بعد السقوط في “البرنابيو” بنتيجة (2-1).

كواليس الطرد في الكلاسيكو

شهدت الدقائق الأخيرة من كلاسيكو الأحد الماضي، الذي انتهى بانتصار ريال مدريد بهدفين مقابل هدف، أجواءً متوترة داخل الملعب وعلى مقاعد البدلاء.

فقد اشتعلت المباراة في الوقت بدل الضائع، بعد تدخل قوي من بيدري أدى إلى حصوله على البطاقة الصفراء الثانية، ليُطرد من اللقاء في الدقيقة العاشرة من الوقت الإضافي للشوط الثاني.

ولم تتوقف الأحداث عند هذا الحد، إذ اندلعت مشادات بين لاعبي الفريقين وأفراد الطاقمين الفنيين قرب المنطقة الفنية، مما تسبب في فوضى على الخطوط الجانبية قبل أن يتدخل الحكم والطاقم المساعد لاحتواء الموقف.

وبعد إطلاق صافرة النهاية، تجدد التوتر مجددًا إثر مشادة لفظية بين تيبو كورتوا ولامين يامال، تدخل على إثرها لاعبو الفريقين لفض الاشتباك، قبل أن يتطور الأمر إلى مشاحنات جسدية خفيفة بين بعض العناصر، أبرزهم أنطونيو روديجر ورافينيا، اللذان كانا خارج القائمة في الأساس.

هذه المشاهد العنيفة عكست حجم الضغط النفسي والعصبية التي سادت الأجواء حتى اللحظات الأخيرة، في واحدة من أكثر مباريات الكلاسيكو توترًا في السنوات الأخيرة.

بيدري يُعيد رسم ملامح وسط برشلونة

منذ أن وطأت قدماه أرضية "كامب نو" صيف عام 2020، أثبت بيدري جونزاليس أنه ليس مجرد موهبة واعدة، بل نجم ناضج تكتيكيًا يملك رؤية كروية متقدمة تفوق عمره بكثير.

اللاعب القادم من نادي لاس بالماس حمل معه وعودًا كبيرة، لكنه تجاوز كل التوقعات سريعًا، ليصبح القلب النابض لبرشلونة والمنتخب الإسباني.

في موسمه الأول مع الفريق تحت قيادة المدرب الهولندي رونالد كومان، شارك بيدري في 70 مباراة مع برشلونة والمنتخب، في رقم قياسي بالنسبة للاعب لم يتجاوز وقتها العشرين عامًا.

وفي ذلك الموسم تحديدًا، لمع اسمه في كل البطولات، قبل أن تعترض طريقه لعنة الإصابات التي حرمته من الاستمرارية في المواسم اللاحقة.

لكن بيدري، المعروف بإصراره وهدوئه، عاد بقوة بعد كل غياب، ليعيد بناء نفسه كلاعب محوري في خط الوسط، يجمع بين الانضباط التكتيكي والإبداع الفني، حتى أصبح “عقل برشلونة” الذي يدير الإيقاع ويوجه الهجمات.