في ليالي الكلاسيكو، لا تُلعب المباريات فقط بالأقدام، بل تُكتب فصولها في الذاكرة قبل صافرة البداية، مواجهة الأهلي والنصر المقبلة ليست مجرد صراع على ثلاث نقاط، بل حلقة جديدة في قصة خاصة جمعت بين مدربين مختلفين في المدرسة والفلسفة، متشابهين في الطموح والجرأة: الألماني ماتياس يايسله، والبرتغالي المخضرم خورخي جيسوس.
اضافة اعلانصراع بدأ هادئًا، ثم تحوّل تدريجيًا إلى معركة أرقام، وأفضلية متبادلة، وانعكاسات مباشرة على مسار البطولات، منذ اللقاء الأول بين الرجلين، بدا واضحًا أن الأمر يتجاوز مباراة عابرة.
خورخي جيسوس، بخبرته الأوروبية وثقله القاري، دخل المواجهة وهو يحمل سيرة طويلة من البطولات، بينما كان يايسله يمثل مشروعًا شابًا، طموحًا، يبحث عن تثبيت بصمته أمام كبار القارة، ومع كل مواجهة، كانت الملامح تتغير، والسيناريو ينقلب.
مدرستان… فلسفتان متناقضتان داخل الملعب
خورخي جيسوس ليس مجرد مدرب؛ هو ظاهرة صوتية وحركية وتكتيكية، متأثراً بالفلسفة الهولندية ليوهان كرويف، بنى جيسوس هويته الخاصة التي تمزج بين “الكرة الشاملة” والحدة البرتغالية، فلسفته لا تعترف بالهدوء؛ هي ثورة دائمة داخل الملعب.
يرى جيسوس أن كرة القدم هي استعراض للقوة، ولذلك يعتمد في الهلال -كما فعل سابقاً في بنفيكا وفلامنجو- على مبدأ “الكثافة الهجومية القصوى”. الفكرة الأساسية لديه هي خلق زيادة عددية (Overload) في كل منطقة توجد فيها الكرة، إذا كانت الهجمة من اليمين، فإن الجناح الأيسر والظهير الأيسر ولاعب الوسط المتقدم يجب أن يكونوا جميعاً داخل أو حول منطقة الجزاء.
هذا الأسلوب يتطلب نوعية لاعبين محددة، حارس مرمى يجيد اللعب بقدميه ليكون المدافع الأول، ومدافعين يمتلكون الشجاعة للوقوف عند دائرة المنتصف تاركين خلفهم مساحات شاسعة، مراهنين على مصيدة التسلل والضغط العالي لاستعادة الكرة قبل أن يتمكن الخصم من استغلال تلك المساحات.