أعلن الاتحاد السويدي لكرة القدم يوم الإثنين، تعيين جراهام بوتر مديرا فنيا جديدا للمنتخب السويدي.
اضافة اعلانويأتي التعاقد مع المدرب الإنجليزي البالغ من العمر 50 عامًا، في خطوة تهدف إلى إنقاذ مشوار المنتخب السويدي في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026.
وجاء في بيان الاتحاد السويدي: "جراهام بوتر سيكون المدير الفني الجديد لمنتخب الرجال. الهدف هو خلق أفضل الظروف الممكنة للوصول إلى نهائيات كأس العالم في صيف عام 2026".
لم يتردد في اختياره.. شاهد كيف تجاهل هازارد صديقه محمد صلاح!
وتحدث بوتر عن شعوره بعد توليه المنصب قائلا: "مع اللاعبين، أريد أن أجعل حلم الجماهير في صيف بطولي يتحقق".
ويمتد عقد بوتر ليغطي كامل مشوار التصفيات المؤهلة للمونديال، بما في ذلك المباراتان المقبلتان ضد سويسرا وسلوفينيا في نوفمبر،تشرين الثاني المقبل، بالإضافة إلى مواجهة الملحق في مارس/آذار في حال تمكن الفريق من الوصول إليها.
وإذا ما تأهلت السويد إلى النهائيات، فسيُمدد عقده تلقائيًا حتى صيف البطولة التي ستُقام في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
وأضاف بوتر في تصريحاته: "أشعر بتواضع كبير أمام هذه المهمة، لكنني في الوقت نفسه متحمس للغاية. تمتلك السويد مجموعة من اللاعبين الرائعين الذين يقدمون أداء مميزا في أقوى الدوريات العالمية. مهمتي ستكون توفير الظروف المثالية حتى نقدم كمجموعة أفضل أداء ممكن ونقود السويد إلى كأس العالم المقبل".
مهمة إنقاذ
تأتي هذه الخطوة بعد 24 يومًا فقط من إقالة بوتر من تدريب وست هام يونايتد، ليبدأ تحديا جديدا على الصعيد الدولي.
وكان المنتخب السويدي قد عاش واحدة من أسوأ فترات انطلاقته في التصفيات، إذ جمع نقطة واحدة فقط من أول أربع مباريات تحت قيادة المدرب السابق يون دال توماسون، ما جعله يحتل المركز الأخير في مجموعته خلف سويسرا وكوسوفو وسلوفينيا.
وتزامنت النتائج السلبية مع حالة من التوتر داخل غرفة الملابس، بعدما أطلق الجناح أنتوني إيلانجا، لاعب نيوكاسل يونايتد، تصريحات غاضبة عقب الخسارة أمام كوسوفو 0-1، انتقد فيها نظام اللعب الذي اعتمده توماسون قائلا خلال حديث خاص مع زملائه: "النظام اللعين يجب أن يرحل".
ورغم أنه لم يكرر الألفاظ المسيئة علنا، إلا أن تصريحاته عقب المباراة أكدت استياءه من الأسلوب التكتيكي، إذ قال: "علينا أيضًا أن نتحمل المسؤولية. عملنا على نظام محدد لطريقة اللعب، لكن الأمور تبدو مختلفة على أرض الملعب. نحن اللاعبون من يتحمل المسؤولية في النهاية".
وكان توماسون يعتمد على خطة 3-5-2، ما أجبر إيلانجا، وهو جناح طبيعي، على اللعب في مركز غير مألوف بالنسبة له، الأمر الذي أثر على فعاليته الهجومية.
بوتر والتكتيك السويدي الجديد
اللافت أن بوتر نفسه استخدم نظاما مشابها (3-5-2) خلال فترة عمله في برايتون، لكن بأسلوب أكثر مرونة وتنوعا في الأدوار، وهو ما جعل فريقه من أكثر الفرق الإنجليزية جاذبية تكتيكيا في تلك الفترة.
ويأمل الاتحاد السويدي، أن ينجح المدرب الإنجليزي في تطبيق فلسفته بطريقة تتناسب مع نوعية اللاعبين الحاليين.
وقال كيم كاليستروم، رئيس قطاع كرة القدم في الاتحاد السويدي ولاعب آرسنال السابق: "نشعر بسعادة كبيرة بتعيين جراهام بوتر مدربا للمنتخب الوطني. نعرف تماما الوضع الصعب الذي نمر به، لكننا نؤمن بأن قدراته القيادية ستمكنه من توحيد الفريق بطريقة إيجابية".
وأضاف: "يتمتع بمهارة تكتيكية عالية وقدرة على خلق الظروف التي تؤدي إلى الفوز بالمباريات، بالإضافة إلى قدرته على تحديد نقاط قوة اللاعبين وكيفية توظيفها بشكل جماعي".
خبرة سويدية سابقة
يعرف بوتر كرة القدم السويدية جيدا، إذ كانت بدايته التدريبية الفعلية مع نادي أوسترسوند، الذي تولى قيادته في العام 2013 عندما كان الفريق في الدرجة الرابعة.
وخلال خمس سنوات فقط، قاد الفريق لتحقيق ثلاث ترقيات متتالية حتى وصل إلى الدوري الممتاز "ألسفنسكان" للمرة الأولى في تاريخه.
في موسمه الأول في دوري الأضواء، قاد بوتر أوسترسوند لاحتلال المركز الثامن، ولاقت طريقة لعبه التي تعتمد على التمريرات القصيرة والسيطرة على الكرة إعجاب الجماهير والإعلام رغم ميزانية النادي المحدودة.
وفي عام 2017، حقق النادي أكبر إنجاز في تاريخه بالتتويج بكأس السويد، ما منحه فرصة المشاركة الأوروبية للمرة الأولى.
خلال التصفيات المؤهلة للدوري الأوروبي، كتب بوتر صفحة خالدة في تاريخ الكرة السويدية حين قاد فريقه لإقصاء العملاق التركي جالطة سراي بعد الفوز عليه بمجموع مباراتي الذهاب والإياب 3-1، ثم أكمل المفاجأة بتأهله من دور المجموعات متساويا في النقاط مع أتلتيك بلباو الإسباني، قبل أن يواجه آرسنال في دور الـ32.
ورغم خسارته 0-3 في مباراة الذهاب، إلا أن فريقه حقق فوزًا تاريخيًا 2-1 على ملعب الإمارات في لندن، ليغادر البطولة مرفوع الرأس.
بعد تلك التجربة الناجحة، انتقل بوتر إلى إنجلترا حيث درّب سوانزي سيتي ثم برايتون، وقدم مع الأخير أداء رائعًا في الدوري الإنجليزي، قبل أن يتولى قيادة تشيلسي في فترة صعبة، ثم وست هام لاحقا.
الآن، وبعد سنوات من التجارب الصعبة في البريميرليج، يعود بوتر إلى البلد الذي انطلقت منه مسيرته التدريبية، لكن هذه المرة لتولي مهمة وطنية كبرى، تتمثل في إعادة منتخب السويد إلى ساحة الكبار بعد غياب عن كأس العالم منذ نسخة روسيا 2018.