البريميرليج يتخلى عن تقاليده
أكدت تقارير صحفية مساء الإثنين، أن يوم البوكسينج داي (يوم 26 ديسمبر/كانون الاول) الذي يلي الكريسماس، سيشهد هذا العام سيشهد إقامة مباراة واحدة فقط في الدوري الإنجليزي الممتاز، في سابقة نادرة من نوعها منذ تأسيس البطولة الحديثة عام 1992، الأمر الذي من المتوقع أن يثير جدلاً واسعًا بين الجماهير والإعلام البريطاني.
ويُعد يوم البوكسينج داي من أكثر الأيام خصوصية في كرة القدم الإنجليزية، إذ جرت العادة منذ أكثر من 135 عاما على إقامة جولة كاملة من المباريات في هذا اليوم الذي يلي عيد الميلاد، حيث تتزين الملاعب، وتمتلئ المدرجات بالعائلات والمشجعين الذين يعتبرون كرة القدم جزءا من احتفالاتهم الشتوية.
لكن هذا العام يبدو مختلفًا تماما، إذ أفادت صحيفة "ديلي ميل"، بأن الضغوط المترتبة على ازدحام الجدول الكروي – نتيجة لتوسّع بطولات الاتحاد الأوروبي (يويفا) وتخصيص الاتحاد الإنجليزي مواعيد كأس انجلترا حصريا لعطلات نهاية الأسبوع – دفعت رابطة الدوري الممتاز إلى إعادة النظر في تقويمها المعتاد.
الالتزامات التعاقدية
وتنص العقود الموقعة بين رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز وشبكات البث التلفزيوني، على تقديم 33 نهاية أسبوع كاملة من المباريات خلال الموسم، إضافة إلى خمس جولات تُقام منتصف الأسبوع.
وبسبب هذا الالتزام القانوني الملزم، وجدت الرابطة نفسها مضطرة إلى تقليص عدد المباريات خلال البوكسينج داي للحفاظ على التوازن في الجدول وتجنب خرق بنود العقود التجارية مع القنوات الناقلة.
وعليه، من المرجّح – بحسب التقرير – أن يُعامل يوم البوكسينج داي هذا الموسم كأي يوم جمعة عادي في الموسم، بحيث تُقام مباراة واحدة فقط تُنقل تلفزيونيًا، بينما تُستكمل بقية الجولة في السبت والأحد والإثنين.
هذه الخطوة، رغم أنها ما تزال قيد النقاش، يُعتقد أن تغييرها غير مرجّح في ظل ضيق الوقت وضغط المواعيد.
غموض حول هوية الفرق المشاركة
وحتى الآن، لم يتم اتخاذ قرار نهائي حول أي مواجهة ستكون هي الوحيدة في البوكسينج داي، كما لم تُصدر رابطة الدوري حتى اليوم الجدول التلفزيوني الرسمي لشهري ديسمبر/كانون الأول ويناير/كانون الثاني، رغم أن الموعد المعلن سلفًا لنشره كان 15 أكتوبر/تشرين الأول.
هذا التأخير زاد من التكهنات حول هوية المباراة المختارة، إذ من المرجّح أن تُمنح القنوات الناقلة أولوية اختيار مباراة كبرى ذات جماهيرية عالية، لضمان تحقيق نسب مشاهدة توازي أهمية المناسبة، مثل لقاء يجمع بين أندية النخبة كمانشستر يونايتد، ليفربول، آرسنال أو مانشستر سيتي.
وعلى النقيض من الدوري الممتاز، فإن دوريات الدرجات الأدنى في إنجلترا، وتحديدا بالإضافة إلى الدوري الوطني (ناشونال ليج)، ستواصل الحفاظ على تقليدها السنوي بإقامة جولة كاملة من المباريات في 26 ديسمبر/كانون الأول.
هذا يعني أن المشجعين في المدن الصغيرة سيستمرون في الاستمتاع بمباريات أنديتهم المحلية في أجواء احتفالية، بينما سيُحرم جمهور الدوري الممتاز من ذلك المشهد المعتاد الذي يرمز إلى هوية كرة القدم الإنجليزية في الشتاء.
تاريخ حافل
يُذكر أن أول مباراة في البوكسينج داي أُقيمت عام 1888، وهو العام الذي شهد ميلاد الدوري الإنجليزي الأول. وحتى عام 1965، كانت المباريات تُقام أيضًا في يوم عيد الميلاد نفسه (25 ديسمبر/كانون الأول)، قبل أن يتم إلغاؤها لأسباب اجتماعية ولوجستية.
ومع مرور السنوات، أصبح يوم البوكسينج داي أحد أبرز رموز كرة القدم البريطانية، حيث ينتظر عشاق اللعبة حول العالم هذه الجولة التي تتخللها دائمًا مفاجآت كبرى وتنافس حاد، خصوصا في ظل ضغط المباريات خلال موسم الأعياد.
ويأتي هذا التغيير في توقيت البوكسينج داي، ضمن سلسلة من التعديلات الهيكلية التي شهدها التقويم الكروي في أوروبا.
ففي العام الماضي، أعلن الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، عن نقل جميع مباريات كأس الاتحاد الإنجليزي إلى عطلات نهاية الأسبوع وإلغاء نظام الإعادات، وذلك في إطار اتفاق جديد لمدة ست سنوات مع رابطة الدوري الممتاز.
وجاء هذا الاتفاق استجابة لما وصفه الاتحاد بـ“التغييرات المفروضة من توسعة بطولات الاتحاد الأوروبي”، في إشارة إلى النسخة الجديدة من دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي، اللتين شهدتا زيادة في عدد الفرق والمباريات، ما يعني ضغطا غير مسبوق على الأجندة المحلية.
عودة الأمور إلى طبيعتها
ورغم الانتقادات المتوقعة لهذا القرار، فإن مصادر الرابطة تؤكد وجود تفاؤل بعودة البوكسينج داي إلى وضعه الطبيعي العام المقبل، عندما يُصادف يوم السبت، ما سيتيح مساحة زمنية أفضل لإقامة جولة كاملة كما جرت العادة.
وتشير الأرقام إلى أن آخر مرة صادف فيها البوكسينج داي يوم الجمعة كانت العام
2014، وشهدت حينها إقامة جولة كاملة من المباريات في الدوري الممتاز، ما يعني أن ما يحدث هذا الموسم يُعد استثناءً اضطراريًا أكثر منه تغييرًا دائمًا في التقليد.
