تحل اليوم الذكرى الـ22 على انتقال البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى مانشستر يونايتد في عام 2003، قادمًا من سبورتينج لشبونة.
صفقة انتقال كريستيانو رونالدو إلى مانشستر يونايتد يون كانت بمثابة تاريخ جديد للاعبين البرتغاليين في أوروبا، وخاصة في الدوري الإنجليزي، للاعب شاب صنع الحدث في أولد ترافورد.
مع حلول ذكرى انتقال رونالدو، سيتبادر إلى ذهنك قصة اقتناع فيرجسون بالتعاقد مع اللاعب البرتغالي، بسبب مباراة ودية جمعت بين الفريقين.
وفي الحقيقة، هذه المعلومة خاطئة، وفي الأسطر التالية سنكشف كواليس انتقال كريستيانو إلى الشياطين الحمر..
صاروخ ماديرا
في عام 1992، انضم كريستيانو رونالدو لفريق الشباب في أندورينيا، بعدما وافقت والدته على ذلك القرار الذي سيؤثر على دراسته، وبعد 3 سنوات، ذهب الشاب صاحب الـ10 سنوات إلى ناسيونال ماديرا.
بترشيح من فرناندو سوزا، الذي كان بمثابة الأب الروحي لكريستيانو، ذهب البرتغالي إلى ناسيونال ماديرا مقابل حصول أندورينيا على مجموعتين من الأطقم الرياضية وعشرين كرة فقط.
بعد تطور رونالدو على المستوى البدني، رشحه سوزا لكشاف نادي سبورتينج لشبونة في ماديرا، ليقرر حينها جواو دي فريتاس إقناع رئيس الكشافين للنادي العاصمي بضمه، مثلما فعل مع فيجو من قبل.
انضم رونالدو إلى سبورتينج لشبونة مقابل 25 ألف يورو، لم يدفعها لشبونة بسبب أن ماديرا كان مُدانًا بذلك المبلغ لصالح سبورتينج، من أجل صاحب الـ12 عامًا.
التغلب على الصعوبات في لشبونة
انضم رونالدو لفئة عمرية أكبر بسبب عدم وجود فئته في سبورتينج لشبونة، ولم يكن معه أحد من عائلته في لشبونة، وبعد عامين من انضمامه ومع تأقلمه، عانى رونالدو من مشكلة في تسارع نبضات القلب، مما أدى إلى تدخل جراحي.
بعد 3 أشهر عاد كريستيانو رونالدو للتدريبات، وبدأ يتألق في سبورتينج لشبونة، وفي عام 2001 وقع أول عقد احترافي له، بمساعدة وكيل اللاعبين خوسيه فيجا، مقابل الحصول على 2000 يورو شهريًا، وشرط جزائي بقيمة 20 مليون يورو.
ذلك الأمر جعل رونالدو يجلب عائلته للعيش معه في سبورتينج لشبونة، لكن لازلو بولوني مدرب الفريق كان يرى أن البرتغالي لا يناسب طريقة لعبه، ولديه العديد من السلبيات، مثل الدفاع وضربات الرأس والالتحامات القوية.
كواريزما حصل على الفرصة، لكن رونالدو ظل بديلًا ويتدرب أحيانًا مع الشباب، ولكن الثنائي أصبحا تحت ولاية خورخي مينديز في سبتمبر 2002، وكيل اللاعبين الذي كان يبحث عن المواهب في البرتغال لتوقيع عقود معهم لجلب الأندية الكبرى لضمهم.
في موسم 2002-2003، أراد باروني مدرب سبورتينج لشبونة التعاقد مع مهاجم، لكن فريتاس أقنعه بإشراك رونالدو، الذي بدأ يتطور ويستطيع اللعب مع الفريق الأول.
اقتنع بولوني وأكد أن رونالدو سيكون في يوم من الأيام أفضل من أوزيبيو وفيجو، أسطورتي البرتغال حتى ذلك الوقت.
هدف تلو الآخر جعل رونالدو حديث الصحف البرتغالية، وفي الوقت نفسه كان وكيله خورخي مينديز يقوم بتسويقه، رغم الموسم السيئ لسبورتينج لشبونة وإقالة المدرب بولوني.
كبار أوروبا يرغبون في ضم كريستيانو رونالدو
صرّح رونالدو أنه يحلم باللعب في الدوري الإنجليزي أو الإسباني.
اهتم ليفربول بضمه وكان كريستيانو سعيدًا بذلك، لكن إنتر بعد الاهتمام تراجع بسبب الإنفاقات في ذلك الميركاتو، ويوفنتوس الذي كان قريبًا من البرتغالي فشل بسبب رفض سالاس الدخول في صفقة تبادلية.
برشلونة وريال مدريد أيضًا كانا ضمن المهتمين، وأرسنال كان الأقرب، بعدما ذهب اللاعب إلى لندن والتقى بأرسين فينجر، ووعده المدرب بالحصول على القميص رقم 9، لكن العرض الذي قدمه الجانرز لم يرضِ سبورتينج لشبونة، لتفشل الصفقة.
بعد كل هذا الاهتمام من كبار أوروبا، ظهر نادٍ آخر، وهو مانشستر يونايتد، الذي أظهر رونالدو للعالم.
في 2002، كان كارلوس كيروش مساعد أليكس فيرجسون يضع عددًا من اللاعبين البرتغاليين على طاولته، وعندما شاهد كريستيانو رونالدو، خاصة وأن كارلوس عمل مع الفريق من قبل، أبلغ فيرجسون فورًا بضرورة ضم هذا اللاعب.
جيم رايان مدرب فريق شباب مانشستر يونايتد حصل على تصريح من فيرجسون لمشاهدة كريستيانو رونالدو في التدريبات، وذلك وفقًا للتوأمة بين الناديين، التي قام بها كيروش بعد توليه منصب مساعد فيرجسون.
بعد مشاهدة رونالدو في عام 2002، وافق فيرجسون واقترح على سبورتينج لشبونة التعاقد مع اللاعب، مع استمراره لمدة موسم على سبيل الإعارة.
المباراة الودية التي جلبت رونالدو إلى مانشستر يونايتد
هنا يأتي الحديث عن المباراة الودية التي لعبها كريستيانو رونالدو في 6 أغسطس 2003 ضد مانشستر يونايتد، وهو يعلم أنه سيكون في أولد ترافورد بعد أيام.
قبل المباراة بيوم واحد، اجتمع فيرجسون مع خورخي مينديز وحسما كل شيء بشأن انتقال رونالدو، مع علم إدارة سبورتينج لشبونة بأن اللاعب لا يرغب في التجديد، ومهووس بالانضمام إلى الشياطين الحمر.
تأتي المباراة، وفي ملعب خوسيه ألفالادي، كانت أول مرة يشاهد فيها فيرجسون من أرض الملعب، وهنا علم أنه سيوقع مع موهبة لا يوجد مثلها في كرة القدم خلال ذلك الوقت.
كانت المشكلة القائمة هي تحديد سعر كريستيانو رونالدو، ولكن بعد المباراة وافق مانشستر يونايتد على دفع 19 مليون يورو التي طلبها سبورتينج لشبونة.
وقع رونالدو لمانشستر يونايتد في وقت رحل فيه ديفيد بيكهام وفيرون، وفشل الفريق في جلب رونالدينيو، ليحسم خورخي مينديز أكبر صفقة في مسيرته حينها، ويتعاقد الشياطين الحمر مع لاعب يُدعى رونالدو لكنه ليس برازيليًا.
ومن جانبه، أصبح راتب رونالدو من 24 ألف يورو إلى 2 مليون يورو في الموسم، وحصل على الرقم 7 بأمر من أليكس فيرجسون، لأنه كان يرى قدرته على أن يخلف بيكهام في ارتدائه.
من هنا كتب رونالدو التاريخ، وحقق جميع الألقاب الممكنة مع مانشستر يونايتد، ومن ثم رحل في 2009 وهو أفضل لاعب في العالم، بعدما قاد الفريق للفوز ببطولة دوري أبطال أوروبا التي كانت غائبة عن جدران أولد ترافورد منذ عام 1999.
وبالتالي، فإن المباراة الودية لم تكن السبب الأساسي في انتقال رونالدو، لكنها ربما كانت سببًا في زيادة العرض، ورضوخ الشياطين الحمر لطلبات سبورتينج، لثقة السير في إمكانيات البرتغالي الشاب.